نشأتها وبداية مسيرتها المهنية
ولدت جيزيل خوري في لبنان، ونشأت في بيئة تهتم بالثقافة والإعلام. بدأت مسيرتها المهنية في الصحافة في بداية الثمانينيات، حيث عملت في عدد من المؤسسات الإعلامية اللبنانية والعربية. خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، برزت كصحفية ملتزمة، حيث غطت الأحداث الدامية وقدمت تقارير إخبارية جريئة.
انتقلت خوري للعمل في فرنسا في فترة لاحقة، وعملت في عدد من القنوات التلفزيونية الفرنسية، مما أكسبها خبرة إعلامية عالمية. ساهمت هذه التجربة في صقل مهاراتها المهنية وتوسيع نطاق معرفتها بالقضايا الدولية.
برنامج “المشهد” وتأثيره
في عام 2006، بدأت جيزيل خوري بتقديم برنامجها الحواري “المشهد” على قناة العربية. سرعان ما أصبح البرنامج من أبرز البرامج الحوارية في العالم العربي، وذلك بفضل استضافته لشخصيات بارزة من مختلف المجالات، من رؤساء دول وحكومات إلى مفكرين وعلماء وفنانين. تميز البرنامج بقدرته على طرح الأسئلة الصعبة والمثيرة للجدل، ومناقشة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية في العالم العربي بعمق وشفافية.
ركز برنامج “المشهد” على القضايا التي تهم الجمهور العربي، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة، فضلاً عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية. استطاع البرنامج أن يخلق مساحة للحوار والنقاش الحر، وأن يساهم في تشكيل الرأي العام في المنطقة.
أجرى البرنامج مقابلات مع عدد كبير من الشخصيات البارزة، بمن فيهم:
- الرئيس المصري السابق حسني مبارك
- الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
- الرئيس السوري بشار الأسد
- الرئيس اللبناني السابق ميشال عون
- العديد من المفكرين والعلماء والفنانين العرب والعالميين
ساهم البرنامج في تعزيز مكانة قناة العربية كمنصة إعلامية رائدة في المنطقة، وكأداة مهمة لنقل الأخبار والمعلومات والآراء إلى الجمهور العربي.
مساهماتها في الإعلام
بالإضافة إلى برنامجها “المشهد”، قدمت جيزيل خوري مساهمات كبيرة في مجال الإعلام. عملت في عدد من المؤسسات الإعلامية البارزة، وأنتجت العديد من الأفلام الوثائقية التي تناولت قضايا مهمة في العالم العربي. كما شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات الإعلامية، حيث قدمت رؤيتها حول مستقبل الإعلام العربي.
عرفت جيزيل خوري بنزاهتها المهنية والتزامها بقيم الصحافة الاستقصائية. كانت تحرص على تقديم الحقائق بدقة وموضوعية، والتحلي بالشفافية في عملها. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لجهودها في مجال الإعلام.
بفضل مسيرتها المهنية الحافلة بالإنجازات، أصبحت جيزيل خوري رمزاً من رموز الإعلام العربي، وقد تركت بصمة واضحة في هذا المجال.
حياتها الشخصية
بالإضافة إلى عملها الصحفي، كانت جيزيل خوري شخصية محبوبة في أوساط المجتمع. كانت متزوجة من الصحفي والكاتب اللبناني المخضرم، سمير قصاب، ولديهما طفلان. عرفت بحبها للحياة واهتمامها بالثقافة والفنون. كانت تهتم بقضايا المرأة وحقوق الإنسان، وتدعم العديد من المبادرات الاجتماعية.
وفاتها
توفيت جيزيل خوري في 15 أكتوبر 2023، بعد صراع مع المرض. ترك رحيلها صدمة كبيرة في أوساط الإعلام والمجتمع. نعاها العديد من الشخصيات البارزة، وأشادوا بمسيرتها المهنية الحافلة بالإنجازات، وبدورها في تعزيز حرية التعبير والإعلام في العالم العربي.
خسارة جيزيل خوري تمثل خسارة كبيرة للإعلام العربي، فهي شخصية تركت بصمة لا تُنسى، وستظل ذكراها حية في قلوب محبيها.
إرثها
يتمثل إرث جيزيل خوري في مسيرتها المهنية الحافلة بالإنجازات، وفي دورها في تعزيز حرية التعبير والإعلام في العالم العربي. ستظل مثالاً يحتذى به للصحفيين والإعلاميين، الذين يسعون إلى تقديم محتوى إعلامي هادف ومؤثر. تركت بصمة واضحة في مجال الإعلام، وساهمت في تشكيل الرأي العام في المنطقة.
سيظل برنامج “المشهد” الذي قدمته بمثابة شهادة على قدرتها على طرح الأسئلة الصعبة، ومناقشة القضايا الشائكة، وإبراز أهمية الحوار والنقاش الحر. إن عملها سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الصحفيين والإعلاميين.
تحليل مسيرتها الصحفية
يمكن تحليل مسيرة جيزيل خوري الصحفية من عدة جوانب، أبرزها:
- الالتزام بالمهنية والموضوعية: التزمت جيزيل خوري بأخلاقيات المهنة الصحفية، وكانت تحرص على تقديم الحقائق بدقة وموضوعية.
- الجرأة والشجاعة: لم تخف جيزيل خوري من طرح الأسئلة الصعبة والمثيرة للجدل، وكانت تتمتع بالشجاعة في مواجهة التحديات.
- القدرة على التواصل: تميزت جيزيل خوري بقدرتها على التواصل مع مختلف الشخصيات، وعلى استخلاص المعلومات الهامة من ضيوفها.
- التركيز على القضايا الهامة: ركزت جيزيل خوري على القضايا التي تهم الجمهور العربي، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة.
- التأثير في الرأي العام: ساهمت جيزيل خوري في تشكيل الرأي العام في العالم العربي، من خلال برنامجها “المشهد” ومقالاتها وتقاريرها الإخبارية.
بشكل عام، كانت جيزيل خوري صحفية وإعلامية متميزة، تركت بصمة واضحة في مجال الإعلام، وساهمت في تعزيز حرية التعبير والإعلام في العالم العربي.
التحديات التي واجهتها
واجهت جيزيل خوري العديد من التحديات خلال مسيرتها المهنية، من بينها:
- القيود على حرية التعبير: واجهت جيزيل خوري قيودًا على حرية التعبير في بعض الأحيان، خاصةً في ظل الأنظمة السياسية التي لا تسمح بالرأي الآخر.
- التهديدات الأمنية: تعرضت جيزيل خوري لتهديدات أمنية بسبب عملها الصحفي، وخاصةً خلال تغطيتها للأحداث السياسية والأمنية.
- التحيز الإعلامي: واجهت جيزيل خوري تحيزًا إعلاميًا في بعض الأحيان، نتيجة لانتماءاتها السياسية أو الدينية.
- التحديات المهنية: واجهت جيزيل خوري تحديات مهنية، مثل صعوبة الحصول على المعلومات، وضيق الوقت، والضغوط النفسية.
على الرغم من هذه التحديات، استطاعت جيزيل خوري أن تتغلب عليها، وأن تواصل مسيرتها المهنية بنجاح.
خاتمة
كانت جيزيل خوري شخصية إعلامية بارزة تركت إرثًا عظيمًا في مجال الإعلام العربي. تميزت بمهنيتها العالية، وجرأتها، وقدرتها على التواصل مع الآخرين. قدمت برنامج “المشهد” الذي أصبح من أهم البرامج الحوارية في العالم العربي، وساهمت في تشكيل الرأي العام في المنطقة. توفيت جيزيل خوري، لكن ذكراها ستبقى حية في قلوب محبيها، وسيبقى إرثها يلهم الأجيال القادمة من الصحفيين والإعلاميين.