نشأته وتعليمه
نشأ آخيم شتاينر في البرازيل وألمانيا. تلقى تعليمه في كلية أوشينا في أستراليا، حيث درس الاقتصاد والتنمية. ثم حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية والاقتصاد من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن. كانت دراساته تركز على التنمية، وخاصةً في القارة الأفريقية، مما منحه فهمًا عميقًا للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها البلدان النامية.
مسيرته المهنية
بدأ شتاينر مسيرته المهنية في العمل البيئي والتنموي في بداية الثمانينيات. عمل في البداية في منظمات غير حكومية، حيث شارك في مشاريع تهدف إلى الحفاظ على البيئة ودعم المجتمعات المحلية. في وقت لاحق، شغل مناصب قيادية في العديد من المنظمات الدولية البارزة.
من أبرز محطات مسيرته:
- العمل في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN): شغل منصب الأمين العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) من عام 2001 إلى عام 2006. خلال فترة ولايته، ركز على تعزيز دور الاتحاد في الحفاظ على التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة، وتعزيز الشراكات مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.
- مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP): شغل منصب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) من عام 2006 إلى عام 2016. تحت قيادته، لعب البرنامج دورًا محوريًا في معالجة القضايا البيئية العالمية، بما في ذلك تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث. ركز على تعزيز التعاون الدولي، وزيادة الوعي العام بالقضايا البيئية، وتقديم الدعم للدول النامية في جهودها لتحقيق التنمية المستدامة. من أهم إنجازاته خلال هذه الفترة، قيادة المفاوضات التي أدت إلى اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015.
- مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP): في عام 2017، تولى منصب مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). في هذا المنصب، يقود الجهود العالمية للقضاء على الفقر والحد من عدم المساواة وتحقيق التنمية المستدامة. يركز على دعم البلدان في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تقديم المشورة الفنية والتمويل والمساعدة في بناء القدرات.
إنجازاته ومساهماته
خلال مسيرته المهنية، ترك آخيم شتاينر بصمة واضحة في مجال البيئة والتنمية المستدامة. تم الاعتراف به على نطاق واسع كقائد فكري ورائد في هذا المجال. من أبرز إنجازاته ومساهماته:
- قيادة المفاوضات البيئية العالمية: لعب دورًا رئيسيًا في قيادة المفاوضات التي أدت إلى توقيع اتفاقية باريس للمناخ، والتي تعتبر معلما تاريخيا في الجهود العالمية للحد من تغير المناخ.
- تعزيز الوعي بالقضايا البيئية: عمل على زيادة الوعي العام بالقضايا البيئية من خلال المؤتمرات والمحاضرات والمشاركات الإعلامية، مما ساهم في تغيير السلوكيات وزيادة الدعم للسياسات البيئية.
- دعم البلدان النامية: قدم الدعم الفني والمالي للدول النامية في جهودها لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال برامج وبرامج برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
- تعزيز الشراكات: قام ببناء شراكات قوية بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، مما ساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
- القيادة الفكرية: يعتبر مرجعًا فكريًا في مجال البيئة والتنمية المستدامة، حيث قدم رؤى قيمة وأفكار مبتكرة حول كيفية مواجهة التحديات العالمية.
الجوائز والتكريمات
حصل آخيم شتاينر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعمله وجهوده في مجال البيئة والتنمية المستدامة، من بينها:
- جائزة بطل الأرض (Champions of the Earth): من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهي أعلى جائزة بيئية للأمم المتحدة.
- الدكتوراه الفخرية: من عدة جامعات مرموقة تقديراً لمساهماته في مجال البيئة والتنمية المستدامة.
أهمية عمله في العصر الحالي
تزداد أهمية عمل آخيم شتاينر في العصر الحالي، في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي تواجه العالم. فمع تفاقم أزمة المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وارتفاع مستويات الفقر وعدم المساواة، تشتد الحاجة إلى القيادة الفكرية والعمل المخلص لتحقيق التنمية المستدامة. من خلال قيادته لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعمل شتاينر على:
- دعم البلدان في تحقيق أهداف التنمية المستدامة: من خلال تقديم المساعدة الفنية والمالية وبناء القدرات.
- تعزيز التعاون الدولي: لتعبئة الموارد والخبرات اللازمة لمواجهة التحديات العالمية.
- دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر: من خلال تشجيع الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وكفاءة استخدام الموارد، والاقتصاد الدائري.
- تمكين المجتمعات المحلية: من خلال دعم المشاريع التي تساهم في تحسين سبل العيش وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
إن جهود آخيم شتاينر في مجال البيئة والتنمية المستدامة تعتبر ضرورية لتحقيق عالم أكثر عدالة واستدامة للأجيال القادمة.
التحديات المستقبلية
بالنظر إلى المستقبل، يواجه آخيم شتاينر والمنظمات التي يقودها العديد من التحديات. من بين هذه التحديات:
- تغير المناخ: العمل على تسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
- فقدان التنوع البيولوجي: حماية النظم البيئية والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
- الفقر وعدم المساواة: العمل على القضاء على الفقر والحد من التفاوت في الدخل والثروة.
- الأزمات الإنسانية: الاستجابة للأزمات الإنسانية وتقديم الدعم للمتضررين.
- جائحة كوفيد-19: المساعدة في التعافي من آثار الجائحة وتعزيز القدرة على التكيف مع الأزمات المستقبلية.
للتغلب على هذه التحديات، سيعتمد شتاينر على:
- تعزيز الشراكات: بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.
- الابتكار: في مجال التكنولوجيا والسياسات والممارسات.
- التمويل: لتعبئة الموارد اللازمة لدعم برامج التنمية المستدامة.
- القيادة: لإلهام وتحفيز الآخرين على العمل من أجل عالم أفضل.
خاتمة
آخيم شتاينر شخصية بارزة في مجال البيئة والتنمية المستدامة، وقد كرس حياته المهنية لتحقيق عالم أكثر استدامة وعدالة. من خلال عمله في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لعب دورًا محوريًا في مواجهة التحديات البيئية العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. إن قيادته الفكرية وجهوده المستمرة في دعم البلدان النامية وتعبئة الموارد والتعاون الدولي تجعل منه شخصية مؤثرة في العصر الحالي، وتضمن استمرار تأثيره الإيجابي على العالم في المستقبل.
المراجع
- UNDP Administrator’s Profile
- Achim Steiner – UNEP
- Former IUCN Leaders
- US Climate Action and Sustainability Across Government
“`