نشأتها وبداية حياتها
ولدت دوريس جان مارتن في 6 يونيو 1941 في قرية بارد آيلاند، في نيوفاوندلاند ولابرادور. نشأت في مجتمع صيد صغير، وشهدت بشكل مباشر أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتقاليد المحلية. حصلت على تعليمها في المدارس المحلية، وبعد ذلك تزوجت وأنجبت أطفالًا. في شبابها، عملت في وظائف مختلفة، بما في ذلك التدريس والعمل في المستشفى، لكن شغفها الحقيقي كان يكمن في توثيق حياة الناس من حولها.
تأسيس مجلة “أيامهم”
في عام 1973، أسست دوريس ساندرز مجلة “أيامهم” (Them Days)، وهي مجلة ربع سنوية أصبحت فيما بعد صوتًا مهمًا لسكان منطقة وادي بون. كانت المجلة مشروعًا تعاونيًا، حيث جمعت القصص الشفوية والمقالات والصور الفوتوغرافية التي تساهم بها أفراد المجتمع. كان هدف ساندرز هو توفير منبر للأفراد لمشاركة تجاربهم وقصصهم، والحفاظ على التاريخ والثقافة الفريدة لمنطقتهم.
تميزت مجلة “أيامهم” بنهجها الشعبي، حيث ركزت على وجهات نظر الناس العاديين. نشرت المجلة مقالات حول مواضيع متنوعة، بما في ذلك الصيد والزراعة والتقاليد المحلية والحياة الأسرية. سمحت المجلة للمجتمع بالتعبير عن أنفسهم، وإحياء ذكريات الأيام الخوالي. أصبحت “أيامهم” مصدرًا قيمًا للباحثين والطلاب والمهتمين بالتاريخ والثقافة النيوفاوندلاندية.
أعمالها في حفظ التراث الثقافي
بالإضافة إلى عملها في مجلة “أيامهم”، شاركت دوريس ساندرز في العديد من المشاريع الأخرى للحفاظ على التراث الثقافي لمنطقتها. عملت في مجلس التراث النيوفاوندلاندي، وساهمت في جمع وحفظ القصص الشفوية والمواد التاريخية. كما قدمت الدعم والتشجيع للعديد من المشاريع الثقافية المحلية.
كانت ساندرز تؤمن بقوة القصص في بناء المجتمعات. لقد رأت أن توثيق التجارب الشخصية كان أمرًا ضروريًا لفهم الماضي والحاضر، وبناء مستقبل أفضل. عملت بلا كلل لضمان سماع أصوات المهمشين، وإبراز مساهماتهم في المجتمع. كانت تعتبر أن الحفاظ على التراث الثقافي أمرًا بالغ الأهمية، ليس فقط للأجيال الحالية، ولكن أيضًا للأجيال القادمة.
تقدير وإرث
حصلت دوريس ساندرز على العديد من الجوائز والتقديرات لعملها في الحفاظ على التراث الثقافي. حصلت على وسام كندا، وهو أعلى وسام مدني في كندا، في عام 1998. كما حصلت على العديد من الجوائز الأخرى من المؤسسات الثقافية والحكومية. توفيت دوريس ساندرز في 28 مايو 2006، ولكن إرثها مستمر في مجلة “أيامهم” وفي الأعمال التي ألهمتها للآخرين.
تعتبر دوريس ساندرز شخصية محورية في تاريخ نيوفاوندلاند ولابرادور. ساعدت مجلتها في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع، وتسليط الضوء على أهمية القصص الشفوية والتقاليد المحلية. ساعدت جهودها في جمع وحفظ التراث الثقافي على ضمان أن تكون قصص الناس العاديين مسموعة ومحفوظة للأجيال القادمة. كان عملها بمثابة مصدر إلهام للعديد من الأفراد، وأثبت أن أصوات المهمشين يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا.
دور “أيامهم” في تمكين المرأة
لعبت مجلة “أيامهم” دورًا حيويًا في تمكين المرأة في مجتمع وادي بون. أتاحت المجلة للمرأة فرصة لمشاركة قصصهن وآرائهن حول مجموعة واسعة من القضايا، من الحياة اليومية إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية. من خلال توفير منبر للنساء للتعبير عن أنفسهن، ساعدت المجلة في كسر الحواجز التقليدية وتحدي الصور النمطية للمرأة في المنطقة.
سلطت “أيامهم” الضوء على مساهمات المرأة في المجتمع، بما في ذلك عملهن في صيد الأسماك والزراعة والمنزل. قدمت المجلة أمثلة ملهمة لنساء قويات ومستقلات، مما ألهم القارئات ليحذون حذوهن. من خلال سرد قصص النساء، ساهمت المجلة في إعادة تعريف الأدوار التقليدية للجنسين وتعزيز المساواة بين الجنسين.
أثر “أيامهم” على المجتمع
كان لمجلة “أيامهم” تأثير كبير على مجتمع وادي بون. لم تساهم المجلة في الحفاظ على التراث الثقافي للمنطقة فحسب، بل ساعدت أيضًا في تعزيز الشعور بالفخر والوحدة بين السكان. من خلال مشاركة القصص والذكريات، ساهمت المجلة في ربط الأجيال المختلفة وتكوين شعور بالانتماء. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت المجلة مصدرًا قيمًا للمعرفة حول تاريخ وثقافة المنطقة، مما جذب الزوار والباحثين من جميع أنحاء العالم.
لقد ساهمت “أيامهم” في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، وتشجيع السكان على الاعتزاز بقيمهم وتقاليدهم. من خلال توثيق الحياة اليومية للمجتمع، ساعدت المجلة في الحفاظ على ذاكرة الأماكن والأحداث، وضمان عدم نسيان التجارب التي شكلت المنطقة.
المواضيع الرئيسية في “أيامهم”
ركزت مجلة “أيامهم” على مجموعة واسعة من المواضيع التي تعكس تاريخ وثقافة مجتمع وادي بون. وشملت هذه المواضيع:
- الصيد: قدمت المجلة نظرة ثاقبة على حياة الصيادين، وتحدياتهم، وتقاليدهم.
- الزراعة: وثقت المجلة تاريخ الزراعة في المنطقة، وأهميتها في حياة المجتمع.
- التقاليد المحلية: شاركت المجلة قصصًا حول الاحتفالات والمهرجانات والعادات المحلية.
- الحياة الأسرية: سلطت المجلة الضوء على العلاقات الأسرية، وتحديات ومكافآت الحياة الأسرية في وادي بون.
- المرأة: قدمت المجلة منبرًا للمرأة لمشاركة قصصهن وآرائهن، وتسليط الضوء على مساهماتهن في المجتمع.
- القصص الشفوية: حافظت المجلة على القصص الشفوية، التي تمثل جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي للمنطقة.
التحديات التي واجهتها “أيامهم”
على الرغم من نجاحها، واجهت مجلة “أيامهم” العديد من التحديات على مر السنين. تضمنت هذه التحديات:
- التمويل: كان الحصول على التمويل الكافي لطباعة المجلة وتوزيعها مهمة صعبة.
- تغير التكنولوجيا: مع ظهور الإنترنت ووسائل الإعلام الرقمية، كان على المجلة أن تتكيف مع التغيرات التكنولوجية.
- الحفاظ على المشاركة المجتمعية: كان الحفاظ على مشاركة المجتمع أمرًا ضروريًا لنجاح المجلة، ولكنه تطلب جهدًا مستمرًا.
- التحديات الاقتصادية: أثرت التحديات الاقتصادية في المنطقة على قدرة المجلة على البقاء.
إرث دوريس ساندرز ومجلة “أيامهم”
لا يزال إرث دوريس ساندرز ومجلة “أيامهم” حيًا ومؤثرًا حتى يومنا هذا. تعتبر المجلة مصدرًا قيمًا للمعلومات حول تاريخ وثقافة وادي بون، وتستمر في إلهام الأجيال القادمة. ألهم عمل ساندرز الآخرين للحفاظ على التراث الثقافي وتقدير أهمية القصص الشفوية. يمثل إرثها تذكيرًا قويًا بقوة المجتمع وأهمية سماع أصوات الجميع.
اليوم، تستمر “أيامهم” في النشر، وهي متاحة أيضًا عبر الإنترنت، مما يضمن وصولها إلى جمهور أوسع. يستمر العمل الذي قامت به دوريس ساندرز في التأثير على حياة الناس في وادي بون، والحفاظ على تراثهم الثقافي الثمين.
خاتمة
كانت دوريس ساندرز شخصية استثنائية تركت بصمة لا تمحى في مجتمع نيوفاوندلاند ولابرادور. من خلال مجلة “أيامهم”، أعطت صوتًا للمهمشين، وحافظت على التراث الثقافي، وألهمت الآخرين لتقدير أهمية القصص الشفوية والتقاليد المحلية. إرثها مستمر، ويذكرنا بقوة المجتمع وأهمية الحفاظ على تاريخنا وثقافتنا للأجيال القادمة.