خلفية الأحداث
جاءت انتخابات عام 1977 في فترة حرجة في تاريخ جنوب أفريقيا. كان نظام الفصل العنصري، وهو نظام الفصل العنصري والتمييز الذي يمنح الأقلية البيضاء سلطة سياسية واقتصادية حصرية، راسخًا بعمق. ومع ذلك، كانت المقاومة الداخلية والخارجية للفصل العنصري تتزايد. شهدت البلاد احتجاجات واسعة النطاق، وإضرابات عمالية، وأعمال عنف سياسي.
في عام 1976، هزت انتفاضة سويتو البلاد، حيث خرج طلاب المدارس السودانية إلى الشوارع للاحتجاج على فرض تدريسهم باللغة الأفريقانية، وهي لغة الأقلية البيضاء. قوبلت الاحتجاجات بقمع وحشي من قبل الشرطة، مما أسفر عن مقتل المئات. أدت انتفاضة سويتو إلى تفاقم الأزمة السياسية في جنوب أفريقيا، وكشفت عن عمق الاستياء الشعبي من نظام الفصل العنصري.
في مواجهة تصاعد المعارضة الداخلية والضغوط الدولية المتزايدة، دعا رئيس الوزراء جون فورستر إلى انتخابات مبكرة في عام 1977. كان فورستر يأمل في تعزيز تفويضه وتوحيد الدعم للأجندة المتشددة للحزب الوطني.
الأحزاب المتنافسة
كان الحزب الوطني هو الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا منذ عام 1948. لقد كان ملتزمًا بشدة بسياسات الفصل العنصري وكان مصممًا على الحفاظ على هيمنة البيض. سعى الحزب الوطني إلى تصوير نفسه على أنه المدافع عن قيم البيض الجنوب أفريقيين ضد ما اعتبروه تهديدًا شيوعيًا و”إرهابيًا”.
كان حزب المعارضة الرئيسي هو الحزب المتحد، الذي كان يمثل مصالح البيض الليبراليين والمعتدلين. دعا الحزب المتحد إلى إصلاح تدريجي للفصل العنصري، لكنه لم يكن مستعدًا لقبول المساواة الكاملة بين جميع الأعراق. كان الحزب المتحد منقسمًا داخليًا بشأن مسألة الفصل العنصري، مما أضعف قدرته على تحدي الحزب الوطني بفعالية.
كما شاركت عدة أحزاب أصغر في انتخابات عام 1977، بما في ذلك حزب التقدميين الفيدرالي، الذي دعا إلى إلغاء الفصل العنصري تدريجيًا، وحزب الإصلاح، الذي كان يمثل مصالح الأفريقان البيض ذوي الميول الإصلاحية.
نتائج الانتخابات
حقق الحزب الوطني فوزًا ساحقًا في انتخابات عام 1977، حيث فاز بـ 134 مقعدًا من أصل 165 مقعدًا في مجلس الشعب. كان هذا أكبر فوز يحققه الحزب الوطني على الإطلاق، مما عزز قبضته على السلطة بشكل كبير.
عانى الحزب المتحد من هزيمة كبيرة، حيث خسر العديد من المقاعد لصالح الحزب الوطني. حصل حزب التقدميين الفيدرالي على بعض المكاسب الطفيفة، لكنه ظل قوة هامشية في السياسة الجنوب أفريقية.
أظهرت نتائج انتخابات عام 1977 أن غالبية البيض الجنوب أفريقيين ظلوا ملتزمين بنظام الفصل العنصري. تمكن الحزب الوطني من حشد الدعم من خلال استغلال مخاوف البيض بشأن الأمن والاستقرار في مواجهة تصاعد المعارضة للفصل العنصري.
تداعيات الانتخابات
بعد انتخابات عام 1977، كثف حكومة فورستر قمعها للمعارضة للفصل العنصري. تم حظر العديد من المنظمات المناهضة للفصل العنصري، وسُجن أو نُفي الآلاف من النشطاء. زادت الرقابة على وسائل الإعلام، وتم تشديد القيود المفروضة على حرية التعبير والتجمع.
كما سعت حكومة فورستر إلى تنفيذ سلسلة من الإصلاحات التجميلية التي تهدف إلى تحسين صورة جنوب أفريقيا في الخارج. تضمنت هذه الإصلاحات إلغاء بعض أشكال الفصل العنصري الصغيرة، مثل السماح للأشخاص من مختلف الأعراق باستخدام نفس الحدائق والمكتبات. ومع ذلك، لم تمس هذه الإصلاحات الأسس الهيكلية للفصل العنصري، وظل السود محرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية.
أدت انتخابات عام 1977 إلى تعميق الأزمة السياسية في جنوب أفريقيا. أصبح من الواضح بشكل متزايد أن نظام الفصل العنصري لا يمكن الدفاع عنه على المدى الطويل. زادت الضغوط الدولية على جنوب أفريقيا لإنهاء الفصل العنصري، وبدأ الاقتصاد الجنوب أفريقي يعاني من العقوبات والعزلة.
الأهمية التاريخية
تعتبر انتخابات جنوب أفريقيا العامة لعام 1977 علامة فارقة في تاريخ الفصل العنصري. لقد مثلت ذروة الدعم الأبيض للفصل العنصري، لكنها كشفت أيضًا عن هشاشة النظام على المدى الطويل. مهد الفوز الساحق للحزب الوطني في عام 1977 الطريق لمزيد من القمع والجمود، لكنه أدى أيضًا إلى تسريع عملية التحرير في نهاية المطاف.
على الرغم من أن انتخابات عام 1977 عززت سلطة الحزب الوطني، إلا أنها ساهمت في نهاية المطاف في سقوط نظام الفصل العنصري. أظهرت الانتخابات أن نظام الفصل العنصري لا يمكن أن يستمر إلى الأبد وأن التغيير كان حتميًا.
قوانين الفصل العنصري الرئيسية في ذلك الوقت
- قانون تسجيل السكان (1950): يصنف السكان إلى مجموعات عرقية مختلفة.
- قانون مناطق المجموعات (1950): يقسم الأراضي ويخصصها لمجموعات عرقية محددة.
- قانون قمع الشيوعية (1950): يستخدم لقمع المعارضة السياسية، بما في ذلك النضال ضد الفصل العنصري.
- قانون التعليم البانتو (1953): يفصل نظام التعليم ويحد من تعليم السود.
تأثير المقاطعة الدولية
لعبت المقاطعة الدولية دورًا متزايد الأهمية في الضغط على حكومة جنوب أفريقيا لإنهاء الفصل العنصري. شملت هذه المقاطعة:
- المقاطعة الاقتصادية: تضمنت فرض قيود على التجارة والاستثمار مع جنوب أفريقيا.
- المقاطعة الرياضية: منعت جنوب أفريقيا من المشاركة في الأحداث الرياضية الدولية.
- المقاطعة الثقافية: شجعت الفنانين والكتاب على مقاطعة جنوب أفريقيا.
أدت هذه المقاطعة إلى عزل جنوب أفريقيا دوليًا وإلحاق الضرر باقتصادها. لقد أظهرت لحكومة جنوب أفريقيا أن العالم لم يعد مستعدًا للتسامح مع الفصل العنصري.
دور القادة المناهضين للفصل العنصري
لعب القادة المناهضون للفصل العنصري، مثل نيلسون مانديلا وستيف بيكو، دورًا حاسمًا في النضال ضد الفصل العنصري. ألهم هؤلاء القادة الملايين من الأشخاص لمقاومة الفصل العنصري وساهموا في تعزيز الوعي الدولي بقضية الفصل العنصري.
- نيلسون مانديلا: زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) الذي سُجن لمدة 27 عامًا بسبب أنشطته المناهضة للفصل العنصري.
- ستيف بيكو: مؤسس حركة الوعي الأسود الذي قُتل في حجز الشرطة في عام 1977.
خاتمة
كانت انتخابات جنوب أفريقيا العامة لعام 1977 بمثابة انتصار مؤقت لنظام الفصل العنصري، لكنها أيضًا حملت بذور زواله. كشفت الانتخابات عن عمق الدعم الأبيض للفصل العنصري، لكنها كشفت أيضًا عن هشاشة النظام على المدى الطويل. مهدت الانتخابات الطريق لمزيد من القمع والجمود، لكنها أدت أيضًا إلى تسريع عملية التحرير في نهاية المطاف، والتي بلغت ذروتها بإنهاء الفصل العنصري في عام 1994.