ليستر سمرال (Lester Sumrall)

نشأته وبداياته

ولد ليستر سمرال في نيو ألباني، إنديانا، بالولايات المتحدة الأمريكية. نشأ في عائلة متدينة، وترعرع في جو من الإيمان المسيحي. في سن مبكرة، بدأ يشعر بدعوة للخدمة الدينية. في شبابه، تعرض سمرال لأزمات صحية، بما في ذلك إصابته بمرض السل. خلال فترة مرضه، عانى سمرال من تحول روحي عميق، واكتشف إيمانه بقوة الشفاء الإلهي. بعد شفائه، كرس سمرال حياته للعمل في الخدمة الدينية.

الخدمة الرعوية والتبشيرية المبكرة

بدأ سمرال حياته المهنية كقس في عدة كنائس صغيرة في الولايات المتحدة. كان لديه شغف بالتبشير، وبدأ في السفر والوعظ في مختلف المدن والبلدان. اكتسب سمرال شهرة واسعة بفضل قدرته على توصيل رسالة الإنجيل بأسلوب مؤثر وملهم. تميزت عظاته بالتركيز على الإيمان، والشفاء الإلهي، وقوة الصلاة.

التأسيس والقيادة

في عام 1957، أسس سمرال منظمة “الرسالة العالمية لسمرال” (Lester Sumrall Evangelistic Association)، والتي أصبحت فيما بعد “وزارات سمرال العالمية” (LeSEA). عملت هذه المنظمة على دعم الإرساليات التبشيرية في جميع أنحاء العالم، وتوفير الموارد اللازمة للمبشرين. لعبت المنظمة دورًا حيويًا في نشر الإنجيل في مناطق مختلفة، وتقديم الدعم للمحتاجين.

بالإضافة إلى ذلك، أسس سمرال شبكة “قناة الإنجيل” (The Christian Broadcasting Network – CBN)، والتي أصبحت فيما بعد “شبكة الإنجيل الدولية” (LeSEA Broadcasting). كانت هذه الشبكة رائدة في مجال البث التلفزيوني الديني، وقدمت برامج متنوعة تشمل الوعظ، والتعليم، والموسيقى، والأخبار. وصلت برامج سمرال إلى ملايين المشاهدين في جميع أنحاء العالم، وساهمت في نشر رسالة الإنجيل.

الإنجازات والتأثير

كان ليستر سمرال شخصية مؤثرة في حركة الإيمان في القرن العشرين. ساهم عمله في تعزيز الإرساليات التبشيرية، وتدريب القادة الدينيين، وتوفير الدعم للمجتمعات المحتاجة. ترك سمرال إرثًا دائمًا من خلال مؤلفاته، والتي لا تزال تقرأ على نطاق واسع. ألهمت كتبه العديد من الأشخاص، وقدمت لهم الإرشاد الروحي، والتوجيه في الحياة المسيحية. قام بتأليف العديد من الكتب التي لاقت رواجاً كبيراً، وترجمت إلى عدة لغات.

نشر الإنجيل: من خلال عمله التبشيري المكثف، ساهم سمرال في نشر رسالة الإنجيل في مناطق مختلفة من العالم.
تأسيس المنظمات: قام بتأسيس منظمات ووسائل إعلام دينية ساهمت في دعم الإرساليات التبشيرية ونشر الإنجيل.
التأثير على حركة الإيمان: ترك سمرال بصمة واضحة على حركة الإيمان في القرن العشرين، وألهم العديد من الأشخاص.

العمل في الإرساليات

كرس ليستر سمرال جزءًا كبيرًا من حياته للعمل في الإرساليات التبشيرية. سافر إلى العديد من البلدان، وعمل مع المبشرين المحليين لإنشاء كنائس جديدة، وتدريب القادة، وتقديم الدعم للمجتمعات المحتاجة. كان لديه شغف خاص بالعمل في البلدان النامية، حيث كان يسعى جاهدًا لتحسين حياة الناس من خلال تقديم التعليم، والرعاية الصحية، والدعم الروحي. عمل سمرال في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وأنشأ العديد من المدارس والمستشفيات والمراكز الاجتماعية.

التعليم والتدريب

اعتقد ليستر سمرال بأهمية التعليم والتدريب في تنمية القادة الدينيين. أسس عدة معاهد ومدارس لتدريب المبشرين والقادة الكنسيين. قدمت هذه المؤسسات برامج تعليمية شاملة، ركزت على الدراسات الكتابية، واللاهوت، والقيادة، والتبشير. ساهمت هذه المعاهد في تزويد القادة بالمهارات والمعرفة اللازمة لخدمة الكنيسة والمجتمع بفعالية. كما شجع سمرال على تطوير المهارات القيادية لدى الشباب، وتوفير الفرص لهم للخدمة في مختلف المجالات.

الشفاء الإلهي

كان ليستر سمرال مؤمنًا قويًا بقوة الشفاء الإلهي. آمن بأن الله قادر على شفاء الأمراض والأوجاع من خلال الإيمان والصلاة. كان يقيم اجتماعات للشفاء في جميع أنحاء العالم، ويصلي من أجل المرضى. شهد العديد من الأشخاص الذين حضروا هذه الاجتماعات تجارب شفاء مذهلة. كتب سمرال العديد من الكتب حول موضوع الشفاء الإلهي، وشجع الناس على طلب الشفاء من الله. اعتبر الشفاء جزءًا أساسيًا من رسالة الإنجيل، وشدد على أهمية الإيمان والرجاء.

التأثير على الشباب

أدرك ليستر سمرال أهمية التأثير على الشباب، وتشجيعهم على خدمة الله. قام بتنظيم فعاليات للشباب، وتوفير برامج تعليمية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم. شجع الشباب على تطوير مواهبهم، واستخدامها لخدمة الكنيسة والمجتمع. ألهم العديد من الشباب لدخول الخدمة الدينية، والالتزام برسالة الإنجيل. اعتقد سمرال بأن الشباب هم قادة المستقبل، وكان ملتزمًا بتدريبهم وتأهيلهم.

العلاقات الدولية

بسبب طبيعة عمله التبشيري، أقام ليستر سمرال علاقات دولية واسعة. عمل مع قادة الكنيسة في جميع أنحاء العالم، وتعاون مع منظمات الإرساليات المختلفة. ساهمت هذه العلاقات في تسهيل عمله التبشيري، وتعزيز التبادل الثقافي والتعاون بين الكنائس المختلفة. كان لديه رؤية عالمية للكنيسة، وشجع على الوحدة بين المسيحيين من مختلف الثقافات والخلفيات. سافر سمرال إلى العديد من البلدان، وتحدث في مؤتمرات وندوات دولية.

الميراث

ترك ليستر سمرال إرثًا دائمًا من خلال عمله في مجال الإرساليات، والتعليم، والبث الديني. استمرت منظمته “وزارات سمرال العالمية” في دعم الإرساليات التبشيرية في جميع أنحاء العالم. ألهمت كتبه ومواعظه الملايين من الناس، ولا تزال تدرس وتقرأ على نطاق واسع. يعتبر سمرال شخصية مؤثرة في تاريخ المسيحية، وتذكر مساهماته في نشر رسالة الإنجيل، وتعزيز الإيمان.

الحياة الشخصية

تزوج ليستر سمرال من آني كارولين سمرال، وأنجبا ابنين هما: ريتشارد سمرال، ومارك سمرال. كان لديه حياة عائلية مستقرة، وكرس وقته وجهده لعائلته. كان معروفًا بشخصيته الودودة، وتفانيه في خدمة الله والآخرين. كان يحب القراءة، والكتابة، والسفر، والتواصل مع الناس من مختلف الثقافات والخلفيات.

خاتمة

كان ليستر سمرال شخصية مؤثرة في تاريخ المسيحية، حيث كرس حياته للتبشير، والتعليم، ودعم الإرساليات. من خلال عمله في تأسيس المنظمات ووسائل الإعلام الدينية، ألهم الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. ترك إرثًا دائمًا من خلال كتبه، وتعليمه، وتفانيه في خدمة الله. لا تزال أعماله تلهم العديد من الأشخاص، وتعزز الإيمان، وتشجع على خدمة الآخرين. لقد كان قائداً دينياً مؤثراً، ورائداً في مجال التبشير المسيحي.

المراجع

“`