<![CDATA[
اللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان
كانت اللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان، قبل استبدالها بالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، هيئة هامة تلقت العديد من الشكاوى المتعلقة بحقوق مجتمع الميم. ساهمت قراراتها في تطوير القانون الأوروبي لحقوق الإنسان في هذا المجال.
- Dudgeon v. United Kingdom (1981): قضية هامة تتعلق بتجريم المثلية الجنسية في أيرلندا الشمالية. قضت اللجنة بأن القوانين التي تجرم المثلية تنتهك الحق في الخصوصية بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
- Norris v. Ireland (1988): قضية أخرى تتعلق بتجريم المثلية الجنسية، ولكن هذه المرة في جمهورية أيرلندا. توصلت اللجنة إلى نفس النتيجة التي توصلت إليها في قضية Dudgeon، وأكدت أن القوانين التي تجرم العلاقات الجنسية المثلية الخاصة بين البالغين بالتراضي تنتهك حقوق الإنسان.
المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECtHR)
تعد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان هيئة قضائية دولية تابعة لمجلس أوروبا. تلعب دوراً حاسماً في حماية حقوق الإنسان في أوروبا، بما في ذلك حقوق مجتمع الميم. أصدرت المحكمة العديد من الأحكام الهامة التي ساهمت في تعزيز المساواة وعدم التمييز ضد أفراد مجتمع الميم.
- Lustig-Prean and Beckett v. United Kingdom (1999): قضية تتعلق بالتمييز ضد المثليين في القوات المسلحة البريطانية. قضت المحكمة بأن حظر خدمة المثليين في الجيش ينتهك الحق في الخصوصية بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
- Salgueiro da Silva Mouta v. Portugal (1999): قضية تتعلق بحضانة الأطفال. رفضت المحكمة حجة محكمة برتغالية بأن المثلية الجنسية للأب تجعله غير لائق لرعاية طفله. قضت المحكمة بأن هذا الرفض يشكل تمييزاً على أساس التوجه الجنسي.
- Karner v. Austria (2003): قضية تتعلق بحقوق الإيجار. رفضت النمسا منح نفس حقوق الإيجار لشريك حياة مثلي بعد وفاة المستأجر، كما هو الحال مع الشركاء المغايرين. قضت المحكمة بأن هذا التمييز غير مبرر وينتهك المادة 14 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (حظر التمييز) بالتزامن مع المادة 8 (الحق في الخصوصية).
- Vallianatos and Others v. Greece (2013): قضية تتعلق بالشراكات المدنية. قضت المحكمة بأن اليونان انتهكت حقوق المثليين من خلال عدم توفير نفس الحقوق والفوائد للشركاء المثليين كما هو الحال بالنسبة للشركاء المغايرين في إطار الشراكات المدنية.
- Oliari and Others v. Italy (2015): قضية تتعلق بالاعتراف القانوني بالعلاقات المثلية. قضت المحكمة بأن إيطاليا انتهكت حقوق المدعين من خلال عدم توفير إطار قانوني كاف للاعتراف بعلاقاتهم المثلية.
- Taddeucci and McCall v. Italy (2016): تتعلق هذه القضية بعدم الاعتراف بزواج المثليين الذي تم عقده في الخارج. رفضت إيطاليا تسجيل زواج مثليين تم عقده في كندا، مما أدى إلى هذه القضية.
- A.D. and Others v. Russia (2018): قضية تتعلق بحظر مسيرات الفخر في روسيا. قضت المحكمة بأن حظر السلطات الروسية المتكرر لمسيرات الفخر يشكل انتهاكاً لحرية التجمع والتعبير.
- Beizaras and Levickas v. Lithuania (2020): قضية تتعلق بالتحريض على الكراهية. قضت المحكمة بأن السلطات الليتوانية فشلت في التحقيق بشكل فعال في التعليقات المعادية للمثليين على الإنترنت، مما يشكل انتهاكاً للمادة 10 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (حرية التعبير).
محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان
محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان هي هيئة قضائية إقليمية مسؤولة عن تطبيق وتفسير الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان. لعبت المحكمة دوراً متزايد الأهمية في حماية حقوق مجتمع الميم في الأمريكتين.
- Atala Riffo and Daughters v. Chile (2012): قضية تتعلق بحضانة الأطفال. قضت المحكمة بأن قرار محكمة تشيلية بسحب حضانة الأطفال من أم مثلية الجنس كان تمييزياً وينتهك حقوقها الإنسانية.
- Duque v. Colombia (2016): قضية تتعلق بالاعتراف القانوني بالشراكات المثلية. أمرت المحكمة كولومبيا بالاعتراف القانوني بالشراكات المثلية وتوفير نفس الحقوق والفوائد للشركاء المثليين كما هو الحال بالنسبة للشركاء المغايرين.
- Vicky Hernández v. Honduras (2021): تتعلق هذه القضية بمقتل الناشطة المتحولة جنسياً فيكي هيرنانديز في هندوراس. قضت المحكمة بأن الدولة فشلت في التحقيق بشكل فعال في القضية وأن الموت كان نتيجة للتحيز والتمييز ضد المتحولين جنسياً.
هيئات الأمم المتحدة
تتعامل العديد من هيئات الأمم المتحدة مع قضايا حقوق الإنسان المتعلقة بمجتمع الميم، بما في ذلك:
- لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة: هي هيئة من الخبراء المستقلين تراقب تنفيذ العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. أصدرت اللجنة العديد من التعليقات العامة التي تؤكد على أن التوجه الجنسي والهوية الجنسانية هما من بين الأسباب المحظورة للتمييز.
- مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: اعتمد المجلس العديد من القرارات التي تدعو إلى حماية حقوق مجتمع الميم ومكافحة التمييز على أساس التوجه الجنسي والهوية الجنسانية.
- المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة: تعمل المفوضية على تعزيز وحماية حقوق الإنسان للجميع، بما في ذلك أفراد مجتمع الميم.
تحديات وآفاق مستقبلية
على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في مجال حماية حقوق مجتمع الميم على المستوى الدولي، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه هذه الحقوق. في العديد من البلدان، لا يزال مجتمع الميم يواجه التمييز والعنف والتحيز. بالإضافة إلى ذلك، هناك مقاومة قوية للاعتراف القانوني بالعلاقات المثلية وحقوق المتحولين جنسياً في بعض المناطق.
ومع ذلك، هناك أيضاً العديد من الآفاق المستقبلية الواعدة. تواصل المحاكم والهيئات الدولية لعب دور حاسم في حماية حقوق مجتمع الميم وتعزيز المساواة. بالإضافة إلى ذلك، هناك زيادة في الوعي العام بقضايا مجتمع الميم وزيادة في الدعم لحقوقهم. من خلال العمل معاً، يمكن للمجتمع الدولي تحقيق تقدم أكبر في ضمان حقوق الإنسان للجميع، بغض النظر عن التوجه الجنسي أو الهوية الجنسانية.
خاتمة
تُظهر القضايا المعروضة على المحاكم والهيئات شبه القضائية الدولية مدى أهمية هذه المؤسسات في الدفاع عن حقوق مجتمع الميم. من خلال قراراتها، تساهم هذه الهيئات في تطوير المعايير القانونية الدولية، وتوفير الحماية القانونية للأفراد الذين يتعرضون للتمييز والعنف بسبب توجههم الجنسي أو هويتهم الجنسانية. بينما لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، فإن هذه القضايا تمثل خطوات مهمة نحو تحقيق المساواة والعدالة للجميع.