<![CDATA[
نشأته وحياته المبكرة
ولد دانيال سميث دونلسون في مقاطعة سومنر بولاية تينيسي، وهو ابن صموئيل دونلسون وماري سميث دونلسون. كانت عائلة دونلسون من العائلات البارزة في تينيسي، وكان والده يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة. كان دانيال ابن شقيق راشيل دونلسون جاكسون، زوجة الرئيس أندرو جاكسون، مما ساهم في تعزيز مكانته لاحقًا.
تلقى دونلسون تعليمه في المدارس المحلية، وفي عام 1821 تخرج من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت. بعد تخرجه، خدم لفترة وجيزة في الجيش الأمريكي، لكنه استقال بعد ذلك بوقت قصير للعودة إلى تينيسي وإدارة مزارعه الواسعة.
حياته السياسية
بالإضافة إلى اهتمامه بالزراعة، انخرط دونلسون في السياسة. كان عضواً في الحزب الديمقراطي، وشغل عدة مناصب عامة. انتُخب لعضوية مجلس نواب ولاية تينيسي في عام 1834، وخدم فيه حتى عام 1836. ثم انتُخب لعضوية مجلس شيوخ الولاية من عام 1841 إلى عام 1843.
خلال مسيرته السياسية، كان دونلسون مدافعًا قويًا عن حقوق الولايات وعن المؤسسات الجنوبية. كان مؤيدًا للتوسع الإقليمي، ودعم ضم تكساس إلى الولايات المتحدة. كما كان مدافعًا عن العبودية، واعتبرها جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الجنوبي.
الحرب الأهلية الأمريكية
عند اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية في عام 1861، انضم دونلسون إلى جيش الولايات الكونفدرالية. عُين برتبة عميد، وكُلف بقيادة لواء في الجيش الغربي.
كان لدونلسون دور فعال في المراحل الأولى من الحرب في المسرح الغربي. قاد لواءه في معركة حصن هنري وحصن دونلسون في فبراير 1862. كان حصن دونلسون، الذي سُمي على اسمه، موقعًا استراتيجيًا مهمًا على نهر كمبرلاند. ومع ذلك، سقط الحصن في يد قوات الاتحاد بقيادة العميد يوليسيس غرانت بعد معركة شرسة.
أثارت خسارة حصن دونلسون انتقادات واسعة لدونلسون، على الرغم من أنه كان قد أوصى بالاستسلام لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح. بعد سقوط الحصن، استقال من منصبه في الجيش الكونفدرالي، لكنه سرعان ما عاد إلى الخدمة.
بعد عودته إلى الجيش، رُقي دونلسون إلى رتبة لواء. شارك في حملة فيكسبرغ، وخدم تحت قيادة الجنرال جون سي بيمبرتون. استسلمت قوات بيمبرتون في فيكسبرغ لقوات الاتحاد في يوليو 1863، لكن دونلسون لم يكن حاضراً في ذلك الوقت.
بعد سقوط فيكسبرغ، نُقل دونلسون إلى الجيش النظامي بقيادة الجنرال براكستون براج. تولى قيادة فرقة، وشارك في معركة تشيكاماوغا في سبتمبر 1863. كانت تشيكاماوغا واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب الأهلية، وحقق فيها الكونفدراليون انتصارًا تكتيكيًا.
بعد معركة تشيكاماوغا، أُعفي دونلسون من القيادة بسبب المرض. توفي في منزله بالقرب من مدينة هيندرسون بولاية تينيسي في 17 أبريل 1863. دُفن في مقبرة العائلة.
حصن دونلسون
يُعتبر حصن دونلسون معلمًا تاريخيًا هامًا، ويقع بالقرب من مدينة دوفر بولاية تينيسي. لعب الحصن دورًا حاسمًا في المراحل الأولى من الحرب الأهلية، وكان سقوطه بمثابة نكسة كبيرة للكونفدرالية. يُدار الموقع الآن من قبل خدمة المتنزهات الوطنية، وهو مفتوح للجمهور.
يحتوي موقع حصن دونلسون على مركز للزوار يعرض معلومات عن تاريخ الحصن والمعركة التي دارت هناك. يمكن للزوار التجول في ساحة المعركة واستكشاف التحصينات ومشاهدة المدافع الأصلية التي استُخدمت خلال الحرب. كما يقدم الموقع برامج تفسيرية وجولات إرشادية.
إرثه
على الرغم من أن دانيال سميث دونلسون كان شخصية مثيرة للجدل، إلا أنه لعب دورًا مهمًا في تاريخ تينيسي والحرب الأهلية الأمريكية. كان سياسيًا بارزًا وقائدًا عسكريًا، وكان له تأثير كبير على الأحداث التي شكلت البلاد في منتصف القرن التاسع عشر.
لا يزال حصن دونلسون بمثابة تذكير بأهوال الحرب الأهلية وتضحيات الجنود الذين قاتلوا على كلا الجانبين. يزوره الآلاف من الأشخاص كل عام للتعرف على تاريخ الحرب الأهلية وتجربة المشاعر التي عاشها الجنود والمدنيون خلال تلك الفترة المضطربة.
حياته الشخصية
تزوج دانيال سميث دونلسون من مارغريت برانش في عام 1825، وأنجبا عدة أطفال. كان دونلسون رجلاً ثريًا، وامتلك مزارع واسعة في تينيسي. كان أيضًا عضوًا نشطًا في المجتمع، وشارك في العديد من المنظمات المدنية والدينية.
يُذكر دونلسون بأنه رجل ذو شخصية قوية، ومتمسك بمبادئه. كان مدافعًا قويًا عن حقوق الولايات وعن المؤسسات الجنوبية، وكان يعتقد أن العبودية ضرورية للاقتصاد الجنوبي. كانت آراؤه مثيرة للجدل، لكنه كان دائمًا صادقًا في معتقداته.
توفي دانيال سميث دونلسون في سن مبكرة نسبيًا، لكنه ترك بصمة واضحة على تاريخ تينيسي والحرب الأهلية الأمريكية. سيظل يُذكر لدوره في معركة حصن دونلسون، وكذلك لالتزامه بالقضية الكونفدرالية.
مساهماته العسكرية
- شارك في معركة حصن هنري وحصن دونلسون (1862)
- شارك في حملة فيكسبرغ
- شارك في معركة تشيكاماوغا (1863)
المناصب السياسية التي شغلها
- عضو مجلس نواب ولاية تينيسي (1834-1836)
- عضو مجلس شيوخ ولاية تينيسي (1841-1843)
خاتمة
كان دانيال سميث دونلسون شخصية بارزة في تاريخ تينيسي والحرب الأهلية الأمريكية. بصفته مزارعًا وسياسيًا وجنديًا، لعب دورًا مهمًا في تشكيل الأحداث التي وقعت في منتصف القرن التاسع عشر. اشتهر بدوره في الجيش الكونفدرالي، وخاصة في معركة حصن دونلسون. على الرغم من أن حياته كانت قصيرة، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا سيظل يُذكر لسنوات قادمة.