جغرافيا بورنهولم
تقع بورنهولم على بعد حوالي 150 كيلومترًا شرق الدنمارك، و40 كيلومترًا جنوب السويد، وحوالي 120 كيلومترًا شمال شرق ألمانيا. تبلغ مساحتها حوالي 588.36 كيلومتر مربع، مما يجعلها عاشر أكبر جزيرة في بحر البلطيق. تتميز تضاريس الجزيرة بتنوعها، حيث تتكون من صخور جرانيتية في الشمال، وشواطئ رملية في الجنوب، وأراضٍ زراعية خصبة في الوسط.
يبلغ طول الساحل حوالي 158 كيلومترًا، ويتميز بالخلجان الصغيرة والشواطئ الرملية والمنحدرات الصخرية. أعلى نقطة في بورنهولم هي “ريتربيرج” (Rytterknægten) التي ترتفع حوالي 162 مترًا فوق مستوى سطح البحر. تتميز الجزيرة أيضًا بوجود عدد من البحيرات الصغيرة والأنهار والجداول المائية.
تاريخ بورنهولم
يعود تاريخ بورنهولم إلى العصر الحجري القديم، حيث عثر على آثار تدل على وجود مستوطنات بشرية في الجزيرة منذ آلاف السنين. لعبت بورنهولم دورًا هامًا في تاريخ منطقة بحر البلطيق، حيث كانت محط صراع بين القوى الإقليمية المختلفة، بما في ذلك الدنمارك والسويد وألمانيا.
خلال العصور الوسطى، كانت بورنهولم مركزًا تجاريًا هامًا، وازدهرت فيها الزراعة والصيد. في القرن الثاني عشر، تم بناء أربع قلاع دائرية فريدة من نوعها في الجزيرة، والتي تعتبر من أهم المعالم التاريخية في بورنهولم. في عام 1658، تم التنازل عن بورنهولم للسويد بموجب معاهدة روسكيلد، ولكن في وقت لاحق من ذلك العام، ثار السكان ضد الحكم السويدي وأعادوا الجزيرة إلى الدنمارك.
خلال الحرب العالمية الثانية، احتلت ألمانيا بورنهولم في عام 1940. في عام 1945، قصفت القوات السوفيتية الجزيرة، وبعد ذلك استسلمت الحامية الألمانية للقوات السوفيتية. بقيت بورنهولم تحت الاحتلال السوفيتي حتى عام 1946، عندما عادت إلى الدنمارك.
ثقافة بورنهولم
تتميز ثقافة بورنهولم بتأثرها بتاريخ الجزيرة وموقعها الجغرافي. يتحدث سكان الجزيرة لهجة دنماركية مميزة، وتوجد في بورنهولم عدد من العادات والتقاليد الفريدة. تشتهر بورنهولم بفنونها وحرفها اليدوية، بما في ذلك صناعة الزجاج والخزف والمنسوجات.
تشتهر الجزيرة بمطبخها المحلي الذي يعتمد على المنتجات الطازجة من البحر والأرض. تشمل الأطباق التقليدية سمك الرنجة المدخن، والجبن المحلي، والخبز الأسود. تقام في بورنهولم العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية على مدار العام، بما في ذلك مهرجان الجاز ومهرجان الطعام ومهرجان الفنون.
السياحة في بورنهولم
تعتبر بورنهولم وجهة سياحية شهيرة، حيث تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. تشمل مناطق الجذب السياحي الرئيسية في بورنهولم:
- القلاع الدائرية: أربع قلاع دائرية فريدة من نوعها بنيت في القرن الثاني عشر.
- قلعة هامرشوس: أكبر قلعة في الدول الاسكندنافية، وتقع على قمة جرف صخري مطل على البحر.
- القرى الساحلية: قرى صيد ساحرة مثل Gudhjem وSvaneke وRønne.
- الشواطئ الرملية: شواطئ رملية جميلة على طول الساحل الجنوبي للجزيرة.
- الطبيعة الخلابة: غابات كثيفة وتلال صخرية ومناظر طبيعية ساحرة.
توفر بورنهولم مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية، بما في ذلك ركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة والسباحة وصيد الأسماك والتجديف. تتوفر في الجزيرة مجموعة متنوعة من أماكن الإقامة، بما في ذلك الفنادق والشقق وبيوت الضيافة والمخيمات.
الاقتصاد في بورنهولم
يعتمد اقتصاد بورنهولم على عدة قطاعات رئيسية، بما في ذلك السياحة والزراعة والصيد والصناعة. تعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل في الجزيرة، حيث توفر فرص عمل للعديد من السكان المحليين. تشتهر بورنهولم بإنتاج الألبان واللحوم والخضروات. كما أن صيد الأسماك يلعب دورًا هامًا في اقتصاد الجزيرة.
توجد في بورنهولم عدد من الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعمل في مجالات مختلفة، بما في ذلك صناعة الأغذية والمشروبات وصناعة المعادن وصناعة البلاستيك. تسعى بورنهولم إلى تطوير اقتصاد مستدام يعتمد على الطاقة المتجددة والموارد المحلية.
البيئة في بورنهولم
تولي بورنهولم اهتمامًا كبيرًا بحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية. تعمل الجزيرة على تطوير حلول مستدامة في مجالات الطاقة والنقل وإدارة النفايات. تشتهر بورنهولم بجهودها في مجال الطاقة المتجددة، حيث تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة. تتوفر في الجزيرة عدد من المشاريع البيئية، بما في ذلك مزارع الرياح ومحطات الطاقة الشمسية ومحطات معالجة المياه.
التركيبة السكانية
يبلغ عدد سكان بورنهولم حوالي 39,562 نسمة (اعتبارًا من 1 يناير 2024). أكبر مدينة في الجزيرة هي رونه (Rønne)، التي تقع على الساحل الغربي. يتحدث معظم السكان اللغة الدنماركية، ويتحدث البعض أيضًا اللغة الإنجليزية أو الألمانية. تتميز بورنهولم بمجتمع متماسك وحياة ثقافية نشطة.
وسائل النقل
يمكن الوصول إلى بورنهولم عن طريق العبارة أو الطائرة. توجد رحلات عبارات منتظمة من الدنمارك والسويد وألمانيا وبولندا. يقع مطار بورنهولم على بعد حوالي 5 كيلومترات جنوب رونه، ويوفر رحلات جوية إلى كوبنهاغن ووجهات أخرى.
تتوفر في بورنهولم شبكة واسعة من الطرق ومسارات الدراجات، مما يجعل التنقل في الجزيرة أمرًا سهلاً. تتوفر أيضًا خدمات الحافلات المحلية التي تربط بين المدن والقرى المختلفة.
خاتمة
بورنهولم هي جزيرة دنماركية فريدة من نوعها تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة والثقافة الغنية. تتميز بموقعها الاستراتيجي وتراثها الثقافي واقتصادها المتنوع، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة ومكانًا جذابًا للعيش والعمل.