<![CDATA[
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت ماي وان هو في هونغ كونغ في عام 1941. حصلت على درجة البكالوريوس في علم الحيوان من جامعة هونغ كونغ عام 1963، ثم انتقلت إلى كندا حيث حصلت على درجة الدكتوراه في علم الوراثة من جامعة تورنتو عام 1967. بعد ذلك، عملت كباحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو.
مسيرتها الأكاديمية
بدأت هو مسيرتها الأكاديمية في جامعة أونتاريو، ثم انتقلت إلى الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة عام 1976، حيث عملت محاضرة في علم الأحياء. بقيت في الجامعة المفتوحة حتى عام 2000، عندما تقاعدت لتأسيس معهد العلوم في المجتمع (ISIS)، وهو منظمة غير ربحية تهدف إلى تعزيز العلوم المستدامة والقائمة على الأخلاق.
آراؤها النقدية حول الهندسة الوراثية
كانت هو من أشد منتقدي الهندسة الوراثية، بحجة أنها تنطوي على مخاطر كبيرة على البيئة وصحة الإنسان. زعمت أن الكائنات المعدلة وراثيًا (GMOs) يمكن أن تؤدي إلى تلوث المحاصيل التقليدية، وتطوير الحشائش والأعشاب المقاومة للمبيدات، وزيادة استخدام المواد الكيميائية الزراعية. كما أعربت عن قلقها بشأن الآثار الصحية المحتملة للكائنات المعدلة وراثيًا، بما في ذلك الحساسية والسمية.
نشرت هو العديد من المقالات والكتب التي تنتقد الهندسة الوراثية، بما في ذلك كتابها “الهندسة الوراثية: الأحلام أم الكوابيس؟” (Genetic Engineering: Dream or Nightmare?) الذي نُشر عام 1998. كما شاركت في العديد من الحملات ضد الكائنات المعدلة وراثيًا، بما في ذلك حملة لحظر زراعة الكائنات المعدلة وراثيًا في المملكة المتحدة.
آراؤها حول التطور
كانت هو أيضًا منتقدة لنظرية التطور الداروينية التقليدية، بحجة أنها تركز بشكل كبير على المنافسة والإقصاء، وتتجاهل أهمية التعاون والتكافل. اقترحت بديلاً لنظرية التطور يركز على دور العمليات التنظيمية في التطور، وعلى أهمية التفاعل بين الكائن الحي وبيئته.
زعمت هو أن التطور ليس مجرد عملية تغيير تدريجي مدفوعة بالانتقاء الطبيعي، بل هو أيضًا عملية إبداعية يمكن أن تؤدي إلى ظهور هياكل ووظائف جديدة. كما أكدت على أهمية فهم الكائن الحي ككل متكامل، بدلاً من مجرد مجموعة من الجينات.
الطب البديل
كانت هو من المؤيدين للطب البديل، وخاصة الوخز بالإبر والمعالجة المثلية. زعمت أن هذه العلاجات يمكن أن تكون فعالة في علاج مجموعة متنوعة من الحالات، وأنها تستند إلى فهم أعمق للجسم والعقل مقارنة بالطب التقليدي.
ومع ذلك، تعرضت هو لانتقادات بسبب دعمها للطب البديل، حيث اتهمها البعض بالترويج لعلوم زائفة. ردت هو على هذه الانتقادات بالقول إن الطب البديل يستحق المزيد من البحث، وأنه يمكن أن يقدم بدائل قيمة للعلاجات التقليدية.
معهد العلوم في المجتمع (ISIS)
أسست هو معهد العلوم في المجتمع (ISIS) في عام 2000 بهدف تعزيز العلوم المستدامة والقائمة على الأخلاق. يشارك المعهد في مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك البحث والنشر والتعليم والتوعية.
يركز معهد العلوم في المجتمع على مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك الهندسة الوراثية والزراعة المستدامة والطاقة المتجددة والصحة والبيئة. يهدف المعهد إلى توفير معلومات دقيقة وموضوعية حول هذه القضايا، وإلى تعزيز الحوار العام حول القضايا العلمية والأخلاقية المعقدة.
جوائز وتكريمات
- جائزة “المواطنة العلمية” من قبل لجنة العلوم من أجل الشعب (Science for the People) عام 1998.
- جائزة “الحقوق من أجل البشرية” من قبل مؤسسة الحقوق من أجل البشرية (Rights for Humanity) عام 1999.
- تم إدراجها ضمن قائمة “أكثر 100 امرأة مؤثرة في العالم” من قبل مجلة “إيل” (Elle) عام 2000.
وفاتها
توفيت ماي وان هو في 24 مارس 2016، عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان. تركت وراءها إرثًا كبيرًا من العمل في مجال العلوم والبيئة والعدالة الاجتماعية.
خاتمة
كانت ماي وان هو عالمة وراثة بارزة وناشطة مؤثرة. اشتهرت بآرائها النقدية حول الهندسة الوراثية والتطور، وبدعمها للطب البديل. لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز العلوم المستدامة والقائمة على الأخلاق، وتركت إرثًا دائمًا في مجال العلوم والبيئة والعدالة الاجتماعية.