تاريخ الكنيسة
تعود جذور كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية إلى حركة الإصلاح الراديكالي في القرن السادس عشر، وتحديدًا إلى مجموعة الأنابابتيست. الأنابابتيست، أو “المُعيدون للمعمودية”، كانوا يعتقدون أن المعمودية يجب أن تكون طوعية وتتم فقط عندما يكون الشخص قادرًا على فهم معناها. هذا الاعتقاد يتعارض مع ممارسة معمودية الأطفال الشائعة في الكنائس الأخرى في ذلك الوقت. تعرض الأنابابتيست للاضطهاد الشديد بسبب معتقداتهم، مما أدى إلى هجرتهم إلى مناطق مختلفة من أوروبا، بما في ذلك سويسرا وألمانيا.
لاحقًا، انقسمت حركة الأنابابتيست إلى مجموعتين رئيسيتين: المينوناتيين والأميش. تأسست المينوناتية على يد مينو سيمونز، وهو كاهن كاثوليكي سابق انضم إلى الحركة وأصبح قائدًا مؤثرًا. أما الأميش، فقد أسسهم جاكوب أمان، وهو قس مينونايتي سويسري رأى أن المينوناتيين أصبحوا متساهلين للغاية في ممارساتهم. دعا أمان إلى العودة إلى أسلوب حياة أبسط وأكثر انعزالًا عن العالم.
في القرن الثامن عشر، بدأت مجموعات من المينوناتيين والأميش في الهجرة إلى أمريكا الشمالية بحثًا عن الحرية الدينية. استقروا في البداية في ولاية بنسلفانيا، حيث وجدوا تربة خصبة ومناخًا مناسبًا لزراعتهم. مع مرور الوقت، انتشروا إلى ولايات أخرى مثل أوهايو وإنديانا.
كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية هي جزء من مجموعة بيتشي أميش المينوناتية. انقسمت بيتشي أميش عن الأميش القدامى في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. كان الخلاف الرئيسي هو استخدام التكنولوجيا الحديثة. سمح بيتشي أميش باستخدام بعض التقنيات الحديثة، مثل السيارات والكهرباء، بينما حافظ الأميش القدامى على أسلوب حياة أكثر تقليدية.
المعتقدات والممارسات
تؤمن كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية بالكتاب المقدس كسلطة نهائية في الأمور الدينية. يركزون على اتباع تعاليم يسوع المسيح وعيش حياة بسيطة ومتواضعة. تشمل بعض معتقداتهم وممارساتهم الرئيسية ما يلي:
- السلام واللاعنف: يؤمنون بالسلام واللاعنف ويرفضون المشاركة في الحرب أو العنف بأي شكل من الأشكال.
- التواضع والبساطة: يسعون جاهدين للعيش حياة بسيطة ومتواضعة، وتجنب التباهي أو المادية.
- المجتمع: يركزون على بناء مجتمع قوي وداعم، حيث يعتني الأعضاء ببعضهم البعض.
- الانفصال عن العالم: يسعون جاهدين للانفصال عن العالم وتجنب التأثيرات الدنيوية التي قد تقوض إيمانهم.
- الزراعة: تعتمد العديد من عائلات الكنيسة على الزراعة كوسيلة لكسب الرزق.
- التعليم: يؤمنون بالتعليم، لكنهم يفضلون المدارس الخاصة التي تركز على القيم المسيحية.
- اللباس: يرتدي أعضاء الكنيسة ملابس بسيطة ومحتشمة كعلامة على التواضع والانفصال عن العالم. يرتدي الرجال سترات داكنة وبنطلونات طويلة، بينما ترتدي النساء فساتين أو تنانير طويلة وأغطية للرأس.
العبادة في كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية بسيطة وتركز على الصلاة وقراءة الكتاب المقدس والترانيم. تُعقد الخدمات عادةً في منازل الأعضاء أو في مبنى الكنيسة. غالبًا ما تُغنى الترانيم باللغة الألمانية البنسلفانية، وهي لهجة ألمانية يتحدث بها العديد من الأميش والمينوناتيين.
التنظيم والهيكل
تتمتع كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية بهيكل تنظيمي لامركزي. يتمتع كل تجمع باستقلالية كبيرة في اتخاذ القرارات. يقود الكنيسة عادةً مجموعة من الشيوخ والشمامسة الذين يتم اختيارهم من بين أعضاء الكنيسة.
تعتبر المؤتمرات الإقليمية مهمة أيضًا في حياة الكنيسة. تجتمع الكنائس من منطقة جغرافية معينة بانتظام لمناقشة الأمور ذات الاهتمام المشترك واتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل التي تؤثر على الكنائس المتعددة.
العلاقات مع الكنائس الأخرى
تحافظ كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية على علاقات مع كنائس أخرى في مجموعة بيتشي أميش المينوناتية. إنهم يتعاونون في العديد من المشاريع ويقدمون الدعم المتبادل. بالإضافة إلى ذلك، لديهم علاقات ودية مع بعض الكنائس الأخرى من خلفيات مينوناتية وأميشية مختلفة.
ومع ذلك، فإنهم حريصون على الحفاظ على هويتهم المميزة ويقاومون الانضمام إلى أي منظمة قد تعرض استقلاليتهم أو تقوض معتقداتهم التقليدية.
التحديات والفرص
تواجه كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية العديد من التحديات في العصر الحديث. أحد التحديات الرئيسية هو الحفاظ على قيمهم التقليدية في مواجهة التأثيرات المتزايدة للعالم الخارجي. مع انتشار التكنولوجيا ووسائل الإعلام، أصبح من الصعب على نحو متزايد عزل أنفسهم عن التأثيرات الدنيوية.
التحدي الآخر هو الحفاظ على مجتمعهم قويًا ومتماسكًا. مع انتقال المزيد والمزيد من الشباب إلى المدن بحثًا عن فرص عمل، أصبح من الصعب الحفاظ على الروابط المجتمعية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع تكلفة الأراضي الزراعية يجعل من الصعب على الشباب البدء في الزراعة.
على الرغم من هذه التحديات، فإن كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية لديها أيضًا العديد من الفرص. هناك اهتمام متزايد بأسلوب حياتهم البسيط والمستدام. يمكنهم أن يكونوا مثالًا للآخرين الذين يبحثون عن طريقة أكثر معنى وإشباعًا للعيش. بالإضافة إلى ذلك، لديهم فرصة لمشاركة إيمانهم مع الآخرين وتقديم الأمل والشفاء في عالم يعاني.
تسعى كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية إلى مواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز التعليم المسيحي القوي، ودعم الأسر، وتشجيع المشاركة المجتمعية. إنهم يؤمنون بأنهم قادرون على الحفاظ على هويتهم المميزة والاستمرار في خدمة الله والعالم.
التأثير على المجتمع المحلي
تعتبر كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المحلي. يساهم أعضاؤها في الاقتصاد المحلي من خلال أعمالهم الزراعية والحرفية. كما أنهم يشاركون في العديد من الأنشطة الخيرية والتطوعية.
تشتهر الكنيسة أيضًا بكرم ضيافتها. غالبًا ما يستقبل أعضاؤها الزوار والضيوف في منازلهم ويشاركونهم وجبات الطعام والمحادثات. هذا الكرم هو علامة على التزامهم بالمحبة المسيحية.
يمكن رؤية تأثير كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية في الطريقة التي يعيش بها أعضاؤها حياتهم اليومية. إنهم يسعون جاهدين ليكونوا أمناء على معتقداتهم وقيمهم، وأن يكونوا شهودًا للمسيح في العالم. إنهم يعتقدون أن حياتهم يمكن أن تكون رسالة إلى الآخرين، رسالة الأمل والسلام والمحبة.
مستقبل الكنيسة
مستقبل كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية غير مؤكد، مثل مستقبل أي كنيسة أخرى. ومع ذلك، لديهم أساس قوي من الإيمان والمجتمع. إذا استمروا في التمسك بمعتقداتهم وقيمهم، وإذا استمروا في خدمة الله والعالم، فمن المحتمل أن يستمروا في الازدهار لسنوات عديدة قادمة.
التحدي الأكبر الذي يواجههم هو الحفاظ على هويتهم المميزة في عالم يتغير بسرعة. ومع ذلك، فإن لديهم أيضًا فرصة لمشاركة إيمانهم مع الآخرين وتقديم الأمل والشفاء في عالم يعاني. إنهم مدعوون ليكونوا نورًا للعالم وملحًا للأرض.
خاتمة
تعتبر كنيسة ويفرتاون الأميشية المينوناتية مثالًا حيًا على مجتمع ديني ملتزم بالقيم التقليدية، والتواصل المجتمعي القوي، والإيمان المسيحي المتجذر في تعاليم الكتاب المقدس. على الرغم من التحديات التي تواجهها في العصر الحديث، تسعى الكنيسة جاهدة للحفاظ على هويتها المميزة والمساهمة بشكل إيجابي في المجتمع المحلي والعالم الأوسع.