تاريخ وتأسيس جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا
تأسست جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا في عام 1937 في مدينة كراتشي (الآن في باكستان) على يد ليكراج كيربالاني، المعروف باسم براهما بابا. بدأت الجامعة كحركة روحية صغيرة، لكنها سرعان ما اكتسبت شعبية وتوسعت لتشمل مراكز في جميع أنحاء الهند وحول العالم. بعد تقسيم الهند في عام 1947، انتقلت الجامعة إلى ماونت أبو في ولاية راجاستان بالهند، حيث يقع المقر الرئيسي لها حتى اليوم.
ركزت براهما بابا على تعليم القيم الروحية والأخلاقية، مع التركيز بشكل خاص على التأمل والتطهير الروحي. كان يعتقد أن التغيير الحقيقي في العالم يبدأ بالتغيير الداخلي للفرد. لقد جمع حوله مجموعة من الأتباع الذين انضموا إليه في مهمته لنشر هذه الرسالة. مع مرور الوقت، تطورت الجامعة لتصبح منظمة عالمية لها فروع في أكثر من 140 دولة.
أهداف ورؤية الجامعة
تتمحور رؤية جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا حول بناء عالم يسوده السلام والوئام والازدهار. لتحقيق ذلك، تركز الجامعة على الأهداف التالية:
- الوعي الروحي: مساعدة الأفراد على فهم طبيعتهم الروحية وتعزيز علاقتهم بالله.
- التأمل: تعليم تقنيات التأمل لتهدئة العقل وتحسين التركيز وتنمية السلام الداخلي.
- التحول الشخصي: تشجيع الأفراد على تغيير سلوكهم وأفكارهم وسلوكياتهم السلبية من خلال تطوير القيم الإيجابية.
- الخدمة الإنسانية: تحفيز الأفراد على خدمة الآخرين والمساهمة في المجتمع.
- بناء مجتمع سلمي: العمل على نشر رسالة السلام والوئام في جميع أنحاء العالم.
تهدف الجامعة إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال برامج التعليم والتدريب، وورش العمل، والمؤتمرات، والفعاليات المجتمعية. كما أنها تنشر الكتب والمجلات والمواد التعليمية الأخرى لنشر رسالتها.
البرامج والأنشطة
تقدم جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة التي تهدف إلى مساعدة الأفراد على النمو الروحي والتحول الشخصي. تشمل هذه البرامج:
- دورات التأمل: تعلم تقنيات التأمل المختلفة لتعزيز السلام الداخلي والوعي الذاتي.
- ورش العمل: تقدم ورش العمل مواضيع متنوعة مثل إدارة الإجهاد، وبناء العلاقات، والتواصل الفعال.
- المحاضرات والندوات: يقدم القادة الروحيون والمعلمون محاضرات وندوات حول مواضيع روحية متنوعة.
- البرامج المجتمعية: تنظم الجامعة برامج مجتمعية مختلفة مثل حملات خدمة المجتمع، ومبادرات السلام، وبرامج التوعية.
- الدورات التدريبية: تقدم دورات تدريبية للمعلمين والقيادات لتطوير مهاراتهم وقدراتهم في نشر رسالة الجامعة.
بالإضافة إلى هذه البرامج، تدعم الجامعة أيضًا العديد من المشاريع الإنسانية في جميع أنحاء العالم. تشمل هذه المشاريع برامج التعليم والرعاية الصحية والتنمية المستدامة.
المبادئ الأساسية لجامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا
تستند جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي توجه أنشطتها وبرامجها. تشمل هذه المبادئ:
- الروحانية: الإيمان بأن الروح هي الجزء الأهم من الوجود، وأن الاتصال بالله هو أساس السعادة والسلام.
- القيم الإنسانية: التأكيد على أهمية القيم الإنسانية مثل الحب والسلام والصدق والرحمة.
- الوعي الذاتي: تشجيع الأفراد على فهم أنفسهم وقدراتهم ونقاط قوتهم.
- التغيير الشخصي: الإيمان بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، وأن الأفراد قادرون على تغيير سلوكهم وأفكارهم.
- الخدمة: تشجيع الأفراد على خدمة الآخرين والمساهمة في المجتمع.
تعتبر هذه المبادئ بمثابة الأساس الذي تبني عليه الجامعة برامجها وأنشطتها، وهي التي توجه جهودها لنشر رسالة السلام والوئام في العالم.
التأمل في جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا
يلعب التأمل دورًا مركزيًا في تعاليم وممارسات جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا. يعتبر التأمل أداة قوية لتطهير العقل، وتعزيز السلام الداخلي، وتحسين الوعي الذاتي. يشجع المعلمون في الجامعة على ممارسة التأمل بانتظام كطريقة للتواصل مع الله والوصول إلى حالة من الهدوء والصفاء.
يركز التأمل في الجامعة على ما يلي:
- الاتصال بالله: يعتبر التأمل وسيلة للتواصل المباشر مع الله، وفهم طبيعته وقدراته.
- تنقية العقل: يساعد التأمل على التخلص من الأفكار السلبية والعواطف المؤذية، وتحقيق حالة من الهدوء والتركيز.
- الوعي الذاتي: يتيح التأمل للأفراد فهم أنفسهم بشكل أعمق، واكتشاف نقاط قوتهم وضعفهم.
- السلام الداخلي: يؤدي التأمل إلى تعزيز الشعور بالسلام الداخلي والاتزان العاطفي.
تقوم الجامعة بتعليم تقنيات التأمل المختلفة، بما في ذلك التأمل الصامت والتأمل الموجه. يتم تشجيع الممارسين على ممارسة التأمل بانتظام، سواء في مراكز الجامعة أو في منازلهم. يعتبر التأمل أداة أساسية للتحول الشخصي والنمو الروحي في إطار الجامعة.
الدور العالمي لجامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا
تلعب جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا دورًا عالميًا في نشر رسالة السلام والوئام. لديها مراكز في أكثر من 140 دولة حول العالم، وتعمل على:
- تعزيز السلام العالمي: من خلال تنظيم مؤتمرات وفعاليات دولية تهدف إلى تعزيز التفاهم والسلام بين الثقافات والأديان المختلفة.
- دعم التنمية المستدامة: من خلال المشاركة في مشاريع التنمية المستدامة، مثل مشاريع المياه والطاقة النظيفة، والتعليم والتدريب المهني.
- التوعية بالقضايا الاجتماعية: من خلال تنظيم حملات توعية حول القضايا الاجتماعية مثل الفقر، والتمييز، والعنف.
- تقديم المساعدة الإنسانية: من خلال توفير المساعدة الإنسانية للمتضررين من الكوارث الطبيعية والصراعات.
- بناء الجسور بين الثقافات: من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وبرامج تبادل ثقافي لتعزيز التفاهم والتعاون بين الناس من مختلف الخلفيات.
تسعى الجامعة إلى العمل مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لتحقيق أهدافها. يعتبر الدور العالمي للجامعة جزءًا لا يتجزأ من مهمتها لنشر رسالة السلام والوئام في جميع أنحاء العالم.
الانتقادات والتحديات
كما هو الحال مع أي منظمة دينية أو روحية، واجهت جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا بعض الانتقادات والتحديات على مر السنين. تشمل هذه:
- الادعاءات المتعلقة بالسرية: اتهمت بعض الجهات الجامعة بالسرية حول بعض جوانب ممارساتها وتعاليمها.
- التركيز على الانفصال عن العالم: انتقد البعض تركيز الجامعة على الانفصال عن العالم المادي، والابتعاد عن المشاركة في القضايا الاجتماعية والسياسية.
- الجدل حول دور المرأة: أثيرت بعض التساؤلات حول دور المرأة في الجامعة، على الرغم من أن الجامعة تشجع على المساواة بين الجنسين.
- التحديات التنظيمية: مثل أي منظمة عالمية، تواجه الجامعة تحديات تنظيمية وإدارية للحفاظ على التماسك والتنسيق بين فروعها المختلفة.
بالرغم من هذه التحديات، تواصل الجامعة جهودها لنشر رسالة السلام والوئام، مع السعي إلى معالجة هذه الانتقادات من خلال الشفافية والمساءلة المستمرة.
الخلافات والآراء المتضاربة
بالإضافة إلى الانتقادات المذكورة أعلاه، كانت هناك أيضًا بعض الخلافات والآراء المتضاربة حول الجامعة. بعض الأفراد والمنظمات لديهم آراء إيجابية للغاية حول الجامعة، ويقدرون مساهماتها في السلام والوئام في العالم. يعتقد هؤلاء الأفراد أن الجامعة تقدم دعمًا قيمًا للنمو الروحي والتنمية الشخصية. من ناحية أخرى، لدى بعض الأفراد والمنظمات آراء سلبية حول الجامعة، ويشككون في مصداقيتها أو فعالية تعاليمها.
تختلف الآراء حول الجامعة أيضًا فيما يتعلق بتأثيرها على أتباعها. بينما يشيد البعض بالجامعة لتقديمها الدعم العاطفي والمعنوي، ينتقدها آخرون لكونها استبدادية أو متحكمة. من المهم أن ندرك أن تجارب الأفراد مع الجامعة يمكن أن تختلف بشكل كبير، وأن هناك مجموعة واسعة من الآراء حولها.
الخاتمة
جامعة أدهياتميك إيشواريا فيشوا فيديا هي منظمة روحية عالمية تسعى إلى نشر السلام والوئام من خلال التعليم الروحي والتأمل والخدمة الإنسانية. تأسست الجامعة في عام 1937، ولها فروع في جميع أنحاء العالم. تركز الجامعة على تعزيز الوعي الروحي، والتحول الشخصي، والخدمة المجتمعية، وبناء عالم يسوده السلام والازدهار. على الرغم من بعض الانتقادات والتحديات، تواصل الجامعة جهودها لنشر رسالتها، والمساهمة في تحسين العالم من خلال تعزيز القيم الروحية والأخلاقية.
المراجع
- الموقع الرسمي لـ Brahma Kumaris
- مقالة ويكيبيديا عن Brahma Kumaris
- قناة Peace of Mind TV على يوتيوب
- كتب عن Brahma Kumaris على أمازون
“`