نشأته وبداياته الموسيقية
ولد ستيف بريستويتش في مدينة بريستون، لانكشاير، إنجلترا. هاجر مع عائلته إلى أستراليا في طفولته. نشأ في منطقة أديلايد، جنوب أستراليا، وبدأ العزف على الطبول في سن مبكرة. تأثر في البداية بموسيقى الروك آند رول والبلوز، وبدأ في تكوين فرق موسيقية محلية خلال فترة المراهقة.
انتقل بريستويتش إلى سيدني في أوائل السبعينيات، حيث انضم إلى فرقة “كولد تشيز” في عام 1974. كانت الفرقة تتكون من جيمي بارنز (المغني الرئيسي)، آيان موس (عازف الجيتار)، فيل سميث (عازف الجيتار)، دون واكر (عازف البيانو وكاتب الأغاني)، وستيف بريستويتش (عازف الطبول).
مسيرته مع كولد تشيز
حققت “كولد تشيز” نجاحًا باهرًا في أستراليا خلال السبعينيات والثمانينيات. اشتهرت الفرقة بعروضها الحية القوية وأغانيها التي تتناول مواضيع اجتماعية وشخصية. كان أسلوب بريستويتش في العزف على الطبول مميزًا، حيث جمع بين القوة والدقة والإيقاع المعقد. ساهم في تحديد صوت الفرقة المميز.
من بين الأغاني الأكثر شهرة لـ “كولد تشيز” التي عزف عليها بريستويتش: “Khe Sanh”، “Flame Trees”، “Bow River”، “Cheap Wine”، و “When the War Is Over”. كان بريستويتش أيضًا كاتب أغاني موهوب، وشارك في كتابة بعض أغاني الفرقة، بما في ذلك “Forever Now” و “Rising Sun”.
أصدرت “كولد تشيز” ستة ألبومات استوديو خلال مسيرتها، وحققت جميعها نجاحًا كبيرًا في أستراليا. باعتبارها واحدة من أشهر الفرق الموسيقية الأسترالية على الإطلاق، تركت “كولد تشيز” إرثًا دائمًا في عالم الموسيقى الأسترالية. تميزت موسيقاهم بمزيج فريد من موسيقى الروك، البلوز، والبوب، وكلمات الأغاني ذات المغزى العميق.
مسيرته الفردية
بعد تفكك “كولد تشيز” في عام 1983، بدأ بريستويتش مسيرة فردية. أصدر ألبومًا فرديًا بعنوان “Since You’ve Gone” في عام 1990. عمل أيضًا كعازف جلسات مع العديد من الفنانين الآخرين، وشارك في فرق موسيقية مختلفة. واصل الكتابة وتسجيل الموسيقى، وأظهر تنوعًا في أسلوبه الموسيقي.
بالإضافة إلى عمله الموسيقي، كان بريستويتش مهتمًا بالسياسة والنشاط الاجتماعي. شارك في قضايا مختلفة، وعبر عن آرائه من خلال موسيقاه ووسائل الإعلام. كان شخصية محترمة في المجتمع الموسيقي الأسترالي، وترك انطباعًا دائمًا على زملائه ومحبيه.
لم شمل كولد تشيز
في عام 1998، اجتمعت “كولد تشيز” مرة أخرى لإصدار ألبوم جديد بعنوان “Last Wave of Summer” والقيام بجولة ناجحة. استمرت الفرقة في إحياء حفلات موسيقية بشكل متقطع خلال السنوات التالية، مما أتاح للمعجبين فرصة رؤية الفرقة مرة أخرى. ساهم بريستويتش في هذه العودة، مما عزز مكانة الفرقة في تاريخ الموسيقى الأسترالية.
في عام 2009، تم تشخيص إصابة بريستويتش بورم في المخ. على الرغم من مرضه، واصل العزف والمشاركة في المشاريع الموسيقية. توفي في 16 يناير 2011، عن عمر يناهز 56 عامًا. كانت وفاته خسارة كبيرة للمجتمع الموسيقي الأسترالي.
إرثه
ترك ستيف بريستويتش إرثًا دائمًا كواحد من أكثر عازفي الطبول تأثيرًا في أستراليا. ساهم في تشكيل صوت “كولد تشيز”، وساعد في وضع معايير جديدة للعزف على الطبول في موسيقى الروك. أعماله الموسيقية لا تزال تلهم وتؤثر على الفنانين حتى يومنا هذا.
بالإضافة إلى مهاراته الموسيقية، اشتهر بريستويتش بشخصيته المحبوبة وروحه الفكاهية. كان صديقًا مقربًا للعديد من زملائه الموسيقيين، وكان يحظى باحترام كبير في الصناعة الموسيقية. تخلد ذكراه من خلال موسيقاه وعمله الموسيقي الذي سيظل يتردد صداه لدى الأجيال القادمة.
أعماله الأخرى
بالإضافة إلى عمله مع “كولد تشيز” ومسيرته الفردية، شارك بريستويتش في العديد من المشاريع الموسيقية الأخرى. عمل كعازف جلسات مع العديد من الفنانين الأستراليين، وشارك في تسجيل العديد من الألبومات. كما ساهم في كتابة الموسيقى التصويرية للأفلام والبرامج التلفزيونية.
كان بريستويتش موسيقيًا متعدد المواهب، حيث عزف على الطبول والجيتار، وغنى وكتب الأغاني. كان لديه حس موسيقي طبيعي، وقدرة على الإبداع والابتكار في مجاله. أثرت مساهماته الموسيقية في تشكيل المشهد الموسيقي الأسترالي.
عُرف بريستويتش أيضًا بدعمه للفنانين الشباب. شارك في ورش العمل الموسيقية، وقدم المشورة والإرشاد للعديد من الموسيقيين الطموحين. ترك بصمة إيجابية على المجتمع الموسيقي الأسترالي.
التقييم والتأثير
حظي ستيف بريستويتش بتقدير كبير من قبل النقاد والجمهور على حد سواء. أشاد النقاد بمهاراته في العزف على الطبول، وتنوعه الموسيقي، ومساهمته في موسيقى “كولد تشيز”. أحب الجمهور موسيقاه، وحضروا حفلاته الموسيقية بأعداد كبيرة.
أثرت موسيقى بريستويتش على العديد من الفنانين الأستراليين والعالميين. ألهمت أسلوبه في العزف على الطبول، وكلمات أغانيه، العديد من الموسيقيين الشباب. يُعتبر بريستويتش من الرواد في مجال موسيقى الروك الأسترالية، وترك بصمة لا تمحى على هذا النوع من الموسيقى.
تُذكر بريستويتش كشخصية محترمة ومحبوبة في المجتمع الموسيقي الأسترالي. تُظهر وفاته المبكرة الخسارة التي مُنيت بها الموسيقى الأسترالية، ولكن إرثه لا يزال حيًا من خلال موسيقاه.
خاتمة
كان ستيف بريستويتش عازف طبول ومغني وكاتب أغانٍ أستراليًا موهوبًا، اشتهر بعمله مع فرقة “كولد تشيز”. ساهم في تشكيل صوت الفرقة المميز، وترك إرثًا دائمًا في تاريخ الموسيقى الأسترالية. تميزت مسيرته الفردية بالإبداع والتنوع، وأثرت موسيقاه على العديد من الفنانين. توفي في عام 2011، لكن موسيقاه لا تزال تلهم وتؤثر على الأجيال القادمة.