نشأته وبداياته
ولد جوزيف سافيلبيرغ في هيرلن، هولندا، في 10 فبراير 1827. نشأ في عائلة متدينة، حيث كان والده يعمل نجارًا. في شبابه، أظهر سافيلبيرغ اهتمامًا بالدين وكرس نفسه للخدمة الكنسية. تلقى تعليمه في المدارس المحلية قبل دخوله إلى الإكليريكية في رويرموند.
بعد تخرجه من الإكليريكية، رُسم سافيلبيرغ كاهنًا في عام 1854. بدأ خدمته كقسيس في أبرشية سانت مايكل في هيرلن. خلال فترة عمله كقسيس، لاحظ سافيلبيرغ الحاجة الماسة إلى الرعاية الاجتماعية في مجتمعه. كان هناك الكثير من الفقر والمرض، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من المؤسسات التي تقدم المساعدة.
تأسيس جمعية الأخوة الفرنسيسكان من أجل الرعاية
في عام 1860، أسس سافيلبيرغ جمعية الأخوة الفرنسيسكان من أجل الرعاية. كانت هذه الجمعية مخصصة لرعاية الفقراء والمرضى. بدأ سافيلبيرغ وعدد قليل من المؤيدين بتوفير الرعاية للمرضى في منازلهم. سرعان ما نمت الجمعية، وبدأوا في فتح المستشفيات ودور الأيتام وغيرها من المؤسسات الاجتماعية.
ركزت جمعية الأخوة الفرنسيسكان من أجل الرعاية على توفير الرعاية الجسدية والروحية للمرضى والفقراء. كان سافيلبيرغ يعتقد أن الرعاية الصحية والروحية يجب أن تسير جنبًا إلى جنب. حرص الأعضاء على معاملة كل مريض باحترام وكرامة، بغض النظر عن خلفيته أو معتقداته.
أعماله وإنجازاته
قام جوزيف سافيلبيرغ بالعديد من الإنجازات خلال حياته. من بينها:
- تأسيس جمعية الأخوة الفرنسيسكان من أجل الرعاية، التي قدمت الرعاية الصحية والروحية للفقراء والمرضى.
- افتتاح المستشفيات ودور الأيتام وغيرها من المؤسسات الاجتماعية.
- توفير التعليم المهني للأطفال والشباب.
- تأسيس شبكة من الأديرة في هولندا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من البلدان.
- مساعدة الفقراء والمحتاجين في مجتمعه.
كان سافيلبيرغ رجلًا متواضعًا ومتفانيًا في عمله. كان معروفًا بحبه للآخرين وتفانيه في الخدمة. ترك إرثًا دائمًا من الرعاية والرحمة.
حياته اللاحقة ووفاته
واصل جوزيف سافيلبيرغ عمله في خدمة الكنيسة والمجتمع حتى وفاته في 11 فبراير 1907. توفي في هيرلن، مسقط رأسه، عن عمر يناهز 80 عامًا. ترك إرثًا من العمل الخيري الذي استمر في التأثير على حياة الكثيرين بعد وفاته.
بعد وفاته، استمرت جمعية الأخوة الفرنسيسكان من أجل الرعاية في النمو والتوسع. تواصل الجمعية عملها في توفير الرعاية الصحية والروحية للمرضى والفقراء في جميع أنحاء العالم. تم تطويب جوزيف سافيلبيرغ كقديس في الكنيسة الكاثوليكية في عام 2004.
إرثه وتأثيره
كان جوزيف سافيلبيرغ شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية والرعاية الاجتماعية. ترك إرثًا دائمًا من الرعاية والرحمة. ألهمت حياته وعمله العديد من الأشخاص لخدمة الآخرين والمساهمة في تحسين المجتمع.
تعتبر جمعية الأخوة الفرنسيسكان من أجل الرعاية التي أسسها سافيلبيرغ مثالًا على عمله الدؤوب وتفانيه في خدمة الفقراء والمرضى. استمرت الجمعية في النمو والتوسع، وأصبحت مؤسسة عالمية تقدم الرعاية الصحية والروحية للمحتاجين.
يعتبر جوزيف سافيلبيرغ قديسًا للكنيسة الكاثوليكية، ويتم الاحتفال بذكراه في 11 فبراير من كل عام. يعتبر مثالًا يحتذى به في التواضع والرحمة والخدمة.
القيم التي تبناها جوزيف سافيلبيرغ
كانت هناك مجموعة من القيم الأساسية التي وجهت حياة جوزيف سافيلبيرغ وعمله. هذه القيم شملت:
- الرحمة: كان سافيلبيرغ يؤمن بأهمية إظهار الرحمة للآخرين، وخاصة للفقراء والمرضى.
- التواضع: كان سافيلبيرغ رجلًا متواضعًا لم يبحث عن الشهرة أو التقدير لنفسه.
- الخدمة: كرس سافيلبيرغ حياته لخدمة الآخرين، وسعى دائمًا إلى مساعدة المحتاجين.
- الإيمان: كان سافيلبيرغ مؤمنًا قويًا، ووجه إيمانه حياته وعمله.
جسدت هذه القيم حياة جوزيف سافيلبيرغ، وألهمت الكثيرين من حوله.
أهمية عمله في العصر الحديث
لا يزال عمل جوزيف سافيلبيرغ ذو صلة في العصر الحديث. في عالم يواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وصحية، يمكن أن يلهمنا إرثه.
يمكن أن تعلمنا حياته:
- أهمية الرعاية الاجتماعية والرحمة تجاه الآخرين.
- أهمية العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
- كيفية مواجهة التحديات بالإيمان والأمل.
من خلال دراسة حياة جوزيف سافيلبيرغ، يمكننا أن نتعلم كيف نكون أكثر إنسانية ونهتم ببعضنا البعض.
تأثيره على التعليم
بالإضافة إلى عمله في مجال الرعاية الصحية، أدرك جوزيف سافيلبيرغ أهمية التعليم. عمل على توفير التعليم المهني والتدريب المهني للشباب. كان يعتقد أن التعليم ضروري لتحسين فرصهم في الحياة ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
أسس سافيلبيرغ العديد من المدارس المهنية والمراكز التدريبية. ساعدت هذه المؤسسات الشباب على اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للعثور على عمل والاعتماد على أنفسهم. كان لجهوده في مجال التعليم تأثير كبير على حياة العديد من الشباب، وساعدتهم على بناء مستقبل أفضل.
جوزيف سافيلبيرغ كقديس
تم تطويب جوزيف سافيلبيرغ كقديس في عام 2004 من قبل البابا يوحنا بولس الثاني. هذا الاعتراف الرسمي بالإنجازات التي قام بها، وإقراره بفضائله ومثال حياته.
يعتبر القديس جوزيف سافيلبيرغ شفيعًا للعديد من المجالات، بما في ذلك المرضى والفقراء والشباب الذين يحتاجون إلى المساعدة. يتم الاحتفال بعيده في 11 فبراير من كل عام.
خاتمة
جوزيف سافيلبيرغ كان شخصية استثنائية تركت بصمة واضحة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع بشكل عام. من خلال تأسيسه لجمعية الأخوة الفرنسيسكان من أجل الرعاية، كرّس حياته لخدمة الفقراء والمرضى، مما أحدث فرقًا كبيرًا في حياة الكثيرين. كان رجلًا يتمتع بالإيمان العميق والتفاني، وقد ألهمت حياته وعمله العديد من الأشخاص ليصبحوا أكثر رحمة وتفانيًا في خدمة الآخرين. يمثل جوزيف سافيلبيرغ مثالًا يحتذى به في العطاء والتواضع، ولا يزال إرثه حيًا حتى اليوم.
المراجع
- Franciscans Missionaries of Mary – History
- Catholic Online – Saint Joseph Savelberg
- Wikipedia – Peter Joseph Savelberg
- Saint Joseph’s Hospice – Our History
“`