التأسيس والتشكيل الأولي
تأسست الفرقة المشاة التاسعة والستون في 26 أغسطس 1939، في مدينة شتتين (الآن شتشين، بولندا). تم تشكيلها كجزء من الموجة الثانية من فرق المشاة الألمانية التي تم حشدها استعدادًا للحرب. تكونت الفرقة في البداية من ثلاثة أفواج مشاة، وفوج مدفعية، ووحدات دعم متنوعة. تم تدريب الفرقة وتجهيزها لتكون وحدة مشاة قياسية قادرة على القتال في مختلف الظروف.
تكونت هيكلية الفرقة الأولية من:
- فوج المشاة 159
- فوج المشاة 169
- فوج المشاة 179
- فوج المدفعية 169
- وحدات دعم إضافية (وحدات استطلاع، مهندسين، إلخ)
كانت هذه الهيكلية النموذجية لفرق المشاة الألمانية في بداية الحرب، مع التركيز على توفير قوة نيران كبيرة ودعم لوجستي للوحدات الأمامية.
الحملات المبكرة (1939-1941)
شاركت الفرقة المشاة التاسعة والستون في غزو بولندا في سبتمبر 1939، كجزء من مجموعة الجيوش الشمالية. لعبت الفرقة دورًا في التقدم السريع والانتصارات الألمانية في هذه الحملة. بعد انتهاء حملة بولندا، تم نقل الفرقة إلى الغرب، حيث شاركت في حملة فرنسا في عام 1940. خلال هذه الحملة، تقدمت الفرقة عبر بلجيكا وفرنسا، وساهمت في هزيمة الحلفاء.
بعد حملة فرنسا، تم إبقاء الفرقة في الغرب لفترة من الوقت قبل أن يتم نقلها إلى الشرق استعدادًا لعملية بارباروسا، الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي في عام 1941. في بداية عملية بارباروسا، شاركت الفرقة في القتال الشرس في منطقة البلطيق. قاتلت الفرقة بشجاعة في معارك الإنزال المبكرة، وحققت بعض المكاسب الأولية قبل أن تواجه مقاومة شرسة من الجيش الأحمر.
الجبهة الشرقية (1941-1944)
أمضت الفرقة المشاة التاسعة والستون معظم فترة الحرب على الجبهة الشرقية، حيث شاركت في بعض أعنف المعارك في تاريخ الحرب. شاركت الفرقة في معارك مثل معركة موسكو، حيث عانت من خسائر فادحة بسبب البرد الشديد والمقاومة السوفيتية الشرسة. على الرغم من الخسائر، استمرت الفرقة في القتال بشجاعة، ولكنها بدأت تعاني من نقص في الإمدادات والموارد.
في عام 1942، شاركت الفرقة في هجوم الصيف الألماني، الذي استهدف الوصول إلى حقول النفط في القوقاز. تعرضت الفرقة لضغوط كبيرة خلال هذا الهجوم، وشاركت في قتال ضار في منطقة نهر الدون. مع بداية شتاء 1942-1943، تعرضت الفرقة لهجمات مضادة سوفيتية واسعة النطاق، مما أجبر القوات الألمانية على التراجع.
بحلول عام 1943، كانت الفرقة قد تضررت بشدة من القتال المستمر والخسائر الكبيرة. تم تقليل حجم الفرقة تدريجيًا بسبب نقص الجنود والمعدات. على الرغم من ذلك، واصلت الفرقة القتال في محاولة لإبطاء التقدم السوفيتي.
في عام 1944، شاركت الفرقة في الانسحاب الألماني من أوكرانيا وبيلاروسيا. شهدت الفرقة قتالًا شرسًا في محاولتها للحفاظ على الخطوط الدفاعية. استمرت الفرقة في التراجع تحت ضغط القوات السوفيتية المتزايد، وتعرضت لخسائر فادحة خلال هذه الفترة.
نهاية الحرب
بحلول نهاية عام 1944، كانت الفرقة المشاة التاسعة والستون قد تضررت بشدة. تم إضعافها بسبب الخسائر المستمرة ونقص الإمدادات، ولكنها استمرت في القتال. في بداية عام 1945، تم تدمير الفرقة في جيب كورلاند في لاتفيا. تم حل ما تبقى من الوحدة في نهاية الحرب.
كانت الفرقة المشاة التاسعة والستون وحدة قتالية شاركت في بعض أشرس المعارك في الحرب العالمية الثانية. على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمتها الفرقة، إلا أنها في النهاية لم تستطع إيقاف الهزيمة الألمانية. تاريخ الفرقة يمثل مثالًا على التضحيات والمعاناة التي عانى منها الجنود الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
التسلسل الزمني لعمليات الفرقة
- سبتمبر 1939: شاركت في غزو بولندا.
- 1940: شاركت في حملة فرنسا.
- 1941: شاركت في عملية بارباروسا على الجبهة الشرقية، في منطقة البلطيق.
- 1941-1942: شاركت في القتال بالقرب من موسكو.
- 1942: شاركت في هجوم الصيف الألماني في جنوب روسيا.
- 1943-1944: شاركت في الانسحاب الألماني من أوكرانيا وبيلاروسيا.
- 1945: تم تدمير الفرقة في جيب كورلاند.
تقييم الفرقة
تمتعت الفرقة المشاة التاسعة والستون بسمعة طيبة بين الوحدات الألمانية. كان جنودها معروفين بشجاعتهم وانضباطهم. ومع ذلك، عانت الفرقة من نفس المشاكل التي واجهتها معظم الفرق الألمانية على الجبهة الشرقية، بما في ذلك نقص الإمدادات والمعدات، والمقاومة السوفيتية الشرسة، والظروف الجوية القاسية. كما أن قيادة الفرقة أظهرت كفاءة عالية، ولكنها لم تتمكن من التغلب على التحديات الهائلة التي واجهتها الفرقة.
على الرغم من هذه التحديات، قاتلت الفرقة المشاة التاسعة والستون بشجاعة حتى النهاية. تاريخها يمثل مثالًا على التضحيات التي قدمها الجنود الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
الأسلحة والمعدات
كانت الفرقة المشاة التاسعة والستون مسلحة بمجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات القياسية للجيش الألماني. شملت هذه:
- البنادق: بندقية Karabiner 98k وهي البندقية القياسية للجيش الألماني.
- الرشاشات الخفيفة: MG 34 و MG 42 ، والتي وفرت قوة نيران كبيرة على مستوى الكتيبة والفوج.
- الهاونات: مثل 8cm Granatwerfer 34 ، التي قدمت دعم نيران غير مباشر.
- المدفعية: مدفعية ميدانية مختلفة، مثل مدفع 10.5 cm leFH 18، التي قدمت دعم نيران على نطاق أوسع.
- المركبات: مجموعة متنوعة من المركبات، بما في ذلك الشاحنات والسيارات لنقل الجنود والإمدادات.
مع مرور الحرب، أصبحت الإمدادات والمعدات في الفرقة محدودة بشكل متزايد، خاصة مع تدهور الوضع الألماني على الجبهة الشرقية. غالبًا ما كان على الفرقة الاعتماد على المعدات القديمة والأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من العدو.
القادة البارزون
قاد الفرقة المشاة التاسعة والستون عدد من القادة خلال الحرب. ومن أبرزهم:
- الجنرال مايور إريك هوبنر: القائد الأول للفرقة.
- الجنرال الليفتنانت فريدريش ألبيرت: قائد الفرقة خلال بعض أشرس المعارك على الجبهة الشرقية.
- الجنرال الليفتنانت رودولف فون بودرسكي: قائد الفرقة في المراحل الأخيرة من الحرب.
لعب هؤلاء القادة دورًا حاسمًا في قيادة الفرقة وإدارة عملياتها في ظروف قتالية صعبة.
التكتيكات والاستراتيجيات
استخدمت الفرقة المشاة التاسعة والستون التكتيكات والاستراتيجيات القياسية للجيش الألماني. وشملت هذه:
- القتال المشترك: التنسيق بين المشاة والمدفعية والدبابات (إذا كانت متوفرة) لشن الهجمات.
- القتال الدفاعي المرن: استخدام الدفاعات المنظمة لامتصاص الهجمات السوفيتية ثم شن هجمات مضادة.
- الاستخدام المكثف للدبابات: عندما كانت الدبابات متاحة، استخدمت الفرقة الدبابات لدعم هجمات المشاة وشن هجمات مضادة.
ومع ذلك، مع مرور الحرب، أصبحت الفرقة تعتمد بشكل متزايد على الدفاع بسبب نقص الموارد والمعدات.
خاتمة
كانت الفرقة المشاة التاسعة والستون وحدة قتالية مهمة في الفيرماخت خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في العديد من الحملات والمعارك الحاسمة على الجبهة الشرقية، وقدمت تضحيات كبيرة. على الرغم من شجاعتها وتفانيها، فقدت الفرقة في النهاية في جيب كورلاند. تاريخها بمثابة تذكير بتضحيات ومعاناة الجنود الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.