تاريخ وسام القديس توماس أوف أكون
نشأ وسام القديس توماس أوف أكون في بريطانيا في عام 1804، وهو يعيد تأسيس الروحانية والرمزية لفرسان القديس توماس في أكون. تأسس الفرع الأصلي للفرسان في مدينة أكون بفلسطين خلال فترة الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر. كان هؤلاء الفرسان في الأصل جزءًا من نظام فرسان الإسبتارية، ولكنهم انفصلوا ليصبحوا تنظيمًا خاصًا بهم، يخدم المرضى ويحمي الحجاج المسيحيين في الأراضي المقدسة. اختفت المنظمة الأصلية في أواخر القرن الثالث عشر.
بعد مرور قرون، أعيد إحياء التقاليد في بريطانيا. كان الغرض من إعادة تأسيس هذا التنظيم هو الحفاظ على قيم الشهامة والخيرية والإخاء. وقد تطور التنظيم مع مرور الوقت، واستوعب العديد من العناصر الماسونية، لكنه حافظ على تركيزه المسيحي.
هيكل وسام القديس توماس أوف أكون
وسام القديس توماس أوف أكون منظم في هيكل يشبه إلى حد كبير الهياكل الماسونية الأخرى. هناك درجات ومناصب مختلفة، كل منها يتطلب مستوى معينًا من المعرفة والتفاني. يضم الوصاية على قيادة إدارية مسؤولة عن إدارة شؤون التنظيم.
تشمل الدرجات الرئيسية في الوسام:
- الدرجة الأولى: درجة التلميذ أو المبتدئ.
- الدرجة الثانية: درجة الرفيق.
- الدرجة الثالثة: درجة الأستاذ.
- درجات أخرى: تعتمد على مساهمات الأعضاء وتفانيهم.
يتطلب التقدم في الرتب عادةً اجتياز سلسلة من المراسم والطقوس، بالإضافة إلى تعلم الرموز والتقاليد الخاصة بالوسام.
الأهداف والقيم
يعتبر وسام القديس توماس أوف أكون منظمة تعتمد على قيم الإيمان والخيرية والإخاء. يسعى الأعضاء إلى بناء مجتمع من الرجال الذين يتقاسمون هذه القيم ويعملون معًا لخدمة المجتمع. يركز الوسام على تطوير الشخصية والنمو الروحي للأعضاء، وتشجيعهم على عيش حياة أخلاقية.
تشمل الأهداف الرئيسية للوسام:
- دعم الأعمال الخيرية: يقوم الأعضاء بجمع الأموال والمشاركة في الأنشطة التي تدعم المحتاجين.
- تعزيز الأخوة: يوفر الوسام فرصة للأعضاء للتواصل مع رجال آخرين من خلفيات متنوعة، وبناء صداقات دائمة.
- تطوير الشخصية: يشجع الوسام الأعضاء على تطوير أنفسهم روحياً وأخلاقياً.
- الحفاظ على التقاليد: يحافظ الوسام على تقاليد فرسان القديس توماس في أكون، مع تعديلها لتناسب العصر الحديث.
العضوية
تقتصر العضوية في وسام القديس توماس أوف أكون على الرجال المسيحيين الذين تزيد أعمارهم عن 21 عامًا. يجب على المرشحين أن يكونوا على استعداد لتبني قيم الوسام والالتزام بأهدافه. تخضع الطلبات لعملية فحص، للتأكد من أن المرشحين مناسبون للعضوية.
بالإضافة إلى ذلك، يطلب من المرشحين إظهار سلوك أخلاقي، والالتزام بقيم الإيمان والخيرية والإخاء. يشارك الأعضاء في الاجتماعات والاحتفالات، ويشاركون في الأعمال الخيرية والأنشطة الاجتماعية.
الطقوس والرموز
يستخدم وسام القديس توماس أوف أكون العديد من الرموز والطقوس التي تعود إلى التقاليد الماسونية والفروسية. تهدف هذه الرموز والطقوس إلى نقل المعاني الروحية وتعزيز قيم الوسام. تشمل الرموز الرئيسية الصليب، والتاج، والميدالية، وغيرها من الرموز التي ترمز إلى الإيمان والشهامة والخيرية.
تعتبر الطقوس جزءًا أساسيًا من تجربة العضوية في الوسام. خلال هذه الطقوس، يتعلم الأعضاء عن تاريخ الوسام، وقيمه، وأهدافه. يتم أيضًا تعليمهم عن الرموز والأخلاق، وكيفية تطبيقها في حياتهم اليومية. تهدف هذه الطقوس إلى ربط الأعضاء بالتقاليد الفروسية القديمة.
العلاقة مع الماسونية
يُعتبر وسام القديس توماس أوف أكون منظمة ماسونية، بمعنى أنه يتبنى بعض جوانب الفلسفة والطقوس الماسونية. ومع ذلك، فهو أيضًا منظمة مسيحية، ويركز على الإيمان المسيحي وخدمة المجتمع. هناك روابط تاريخية بين الماسونية وتنظيمات الفروسية، مما يفسر استخدام بعض العناصر الماسونية في الوسام.
على الرغم من هذه الروابط، يحتفظ وسام القديس توماس أوف أكون بهويته الخاصة. يركز الوسام على قيم الإيمان المسيحي والخيرية والإخاء، ويشجع الأعضاء على عيش حياة أخلاقية وفقًا للتقاليد المسيحية. تختلف هذه القيم عن بعض جوانب الفلسفة الماسونية، على الرغم من وجود تداخل في بعض المجالات.
الأنشطة والفعاليات
ينظم وسام القديس توماس أوف أكون مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات. يشمل ذلك الاجتماعات الدورية، والاحتفالات، والأنشطة الخيرية، والفعاليات الاجتماعية. يشارك الأعضاء في جمع الأموال للمنظمات الخيرية، والمشاركة في المشاريع المجتمعية، والمشاركة في الأحداث الثقافية.
تشمل الأنشطة النموذجية:
- الاجتماعات الدورية: حيث يجتمع الأعضاء لمناقشة شؤون الوسام، وتعلم المزيد عن التقاليد والطقوس.
- الاحتفالات: تقام الاحتفالات في مناسبات خاصة، مثل الذكرى السنوية للوسام، أو في مناسبات دينية.
- الأنشطة الخيرية: يشارك الأعضاء في جمع الأموال للمنظمات الخيرية، وتقديم الدعم للمحتاجين.
- الفعاليات الاجتماعية: توفر الفعاليات الاجتماعية فرصة للأعضاء للتواصل مع بعضهم البعض، وبناء صداقات دائمة.
الانتشار والتأثير
يمتد انتشار وسام القديس توماس أوف أكون إلى العديد من البلدان، ولكنه يتركز بشكل أساسي في المملكة المتحدة. يساهم الوسام في دعم الأعمال الخيرية في المجتمعات التي يتواجد فيها، ويعزز قيم الإخاء والشهامة. يعمل الوسام على نشر رسالته من خلال فعاليات عامة وأنشطة خاصة.
على الرغم من أن الوسام ليس معروفًا على نطاق واسع مثل بعض المنظمات الماسونية الأخرى، إلا أنه يلعب دورًا مهمًا في حياة أعضائه. يوفر الوسام لأعضائه مجتمعًا داعمًا، وفرصًا للنمو الروحي، وفرصًا للمشاركة في الأعمال الخيرية.
نقد وتحديات
مثل العديد من المنظمات السرية، يواجه وسام القديس توماس أوف أكون انتقادات وتحديات. يثير طابعه السري التساؤلات حول الشفافية والمساءلة. كما يواجه الوسام تحديًا في الحفاظ على أهميته في عالم اليوم، في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية.
تشمل الانتقادات الشائعة:
- السريّة: يثير الطابع السري للوسام مخاوف بشأن الشفافية والمساءلة.
- التمييز: يقتصر الوسام على الرجال المسيحيين، مما يثير تساؤلات حول التمييز.
- التراجع في العضوية: مثل العديد من المنظمات التقليدية، يواجه الوسام صعوبة في جذب أعضاء جدد.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الوسام تحديًا في مواءمة قيمه مع القيم المعاصرة، والحفاظ على أهميته في مجتمع دائم التغير.
خاتمة
وسام القديس توماس أوف أكون هو منظمة ماسونية مسيحية بريطانية مستقلة، تأسست في القرن التاسع عشر، وتستمد جذورها من فرسان القديس توماس في أكون خلال الحروب الصليبية. يركز الوسام على قيم الإيمان والخيرية والإخاء، ويوفر لأعضائه مجتمعًا داعمًا وفرصًا للنمو الروحي والمشاركة في الأعمال الخيرية. يواجه الوسام تحديات تتعلق بالسريّة والتمييز والتغيرات الاجتماعية، ولكنه يظل يلعب دورًا مهمًا في حياة أعضائه.
المراجع
- الموقع الرسمي لوسام القديس توماس أوف أكون
- صفحة وسام القديس توماس أوف أكون على ويكيبيديا
- معلومات عن وسام القديس توماس أوف أكون في دليل الماسونية
- معلومات تاريخية عن فرسان القديس توماس
“`