نشأته وتعليمه
ولد رئيس الأساقفة ديمتريوس في اسطنبول، تركيا، لعائلة يونانية. تلقى تعليمه في اليونان والولايات المتحدة، حيث أظهر اهتمامًا مبكرًا باللاهوت. حصل على درجة البكالوريوس في اللاهوت من جامعة أثينا في عام 1950، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في اللاهوت من جامعة هارفارد في عامي 1952 و1964 على التوالي. كان تخصصه في اللاهوت الكتابي والفلسفة الدينية.
بعد الانتهاء من دراسته، أصبح ديمتريوس أستاذًا في اللاهوت في معهد هيلينيك في بوسطن. كان أيضًا عميدًا للمعهد من عام 1968 إلى عام 1977. خلال فترة عمله في المعهد، ترك ديمتريوس بصمة كبيرة على حياة العديد من الطلاب، وساهم في تطوير الفكر اللاهوتي الأرثوذكسي في أمريكا.
مسيرته الكهنوتية
رُسم ديمتريوس شماسًا في عام 1960 وكاهنًا في عام 1967. خدم في العديد من الرعايا في الولايات المتحدة، بما في ذلك كنيسة القديس سبيريدون في نيويورك وكنيسة الثالوث المقدس في بورتسموث، نيوهامبشاير. كان معروفًا بوعظه المؤثر وتفانيه في خدمة رعيته.
في عام 1999، انتُخب ديمتريوس رئيسًا لأساقفة الروم الأرثوذكسية في أمريكا. خلف رئيس الأساقفة السابق ياكوفوس. كان هذا المنصب منصبًا قياديًا مهمًا، حيث قاد الأبرشية التي تضم أكثر من 500 كنيسة و 1.5 مليون عضو في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
قيادته لرئاسة الأساقفة
خلال فترة قيادته، واجه رئيس الأساقفة ديمتريوس العديد من التحديات، بما في ذلك الحاجة إلى تعزيز الوحدة بين الرعايا المتنوعة، والحفاظ على التراث الأرثوذكسي اليوناني، ومواجهة التغيرات في المجتمع الأمريكي. عمل بجد لتعزيز التعليم اللاهوتي ودعم الشباب. كما قام بتوسيع نطاق خدمات الأبرشية الإنسانية، وأنشأ العديد من البرامج لدعم المحتاجين.
من أبرز إنجازاته، تجديد كاتدرائية القديس نيكولاس في نيويورك، والتي دمرت في هجمات 11 سبتمبر. أشرف على بناء الكاتدرائية الجديدة، التي أصبحت رمزًا للأمل والتعافي للمجتمع الأرثوذكسي.
ركز رئيس الأساقفة ديمتريوس أيضًا على تعزيز العلاقات المسكونية مع الكنائس المسيحية الأخرى. شارك في العديد من الحوارات والاجتماعات المسكونية، وسعى إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الطوائف.
جدل وخلافات
على الرغم من قيادته المثمرة، واجه رئيس الأساقفة ديمتريوس بعض الجدل خلال فترة عمله. تعرض لانتقادات بشأن تعامله مع قضايا الإدارة المالية للأبرشية. كما اتُهم بعدم اتخاذ إجراءات كافية لمعالجة مزاعم سوء السلوك الجنسي داخل الكنيسة. هذه القضايا أدت إلى بعض الانقسامات داخل الأبرشية.
في عام 2019، قدم رئيس الأساقفة ديمتريوس استقالته من منصبه. وافقت السينودس المقدس في بطريركية القسطنطينية المسكونية على استقالته، وتم تعيين المتروبوليتة إليبيوس من الأبرشية في أمريكا كقائم بأعمال رئيس الأساقفة حتى انتخاب خلف له. خلفه بعد ذلك رئيس الأساقفة إيلفنثيوس.
إرثه
على الرغم من الجدل الذي أحاط به، ترك رئيس الأساقفة ديمتريوس إرثًا كبيرًا. كان قائدًا مؤثرًا في الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في أمريكا، وساهم في تعزيز التعليم اللاهوتي والخدمات الإنسانية. كما لعب دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات المسكونية. عمل ديمتريوس على تعزيز الوحدة بين الرعايا، والحفاظ على التراث الأرثوذكسي اليوناني.
لا يزال تأثيره محسوسًا في المجتمع الأرثوذكسي اليوناني في الولايات المتحدة، حيث يعتبره الكثيرون شخصية محترمة وموقرة.
مساهماته الفكرية
بالإضافة إلى عمله الكهنوتي والإداري، كان رئيس الأساقفة ديمتريوس مفكرًا ومثقفًا غزير الإنتاج. كتب العديد من المقالات والمقالات الأكاديمية حول مجموعة واسعة من المواضيع اللاهوتية والفلسفية. كان معروفًا بقدرته على ربط الفكر اللاهوتي الأرثوذكسي بالعصر الحديث. كان لديه اهتمام خاص بالحوار بين العلم والدين.
شارك ديمتريوس في العديد من المؤتمرات والمحاضرات الأكاديمية، وقدم رؤى قيمة حول مختلف القضايا المعاصرة. كان يؤمن بأهمية الحوار والانفتاح على الأفكار الجديدة.
أعماله ومؤلفاته
ساهم رئيس الأساقفة ديمتريوس في العديد من المجلات والموسوعات اللاهوتية. من أبرز أعماله:
- “المسيح في العهد القديم”: استكشاف لظهور المسيح في النصوص العبرية.
- “الإنسان والقيامة”: دراسة عن طبيعة الإنسان وحياته الأبدية.
- “العلاقة بين الكنيسة والعالم”: نظرة على دور الكنيسة في المجتمع الحديث.
تعتبر كتاباته مصدرًا قيمًا للمعرفة والفهم للعديد من القراء المهتمين بالفكر اللاهوتي الأرثوذكسي.
نشاطه في مجال التعليم
كرس رئيس الأساقفة ديمتريوس جزءًا كبيرًا من وقته وجهوده لدعم التعليم. كان يؤمن بأن التعليم هو المفتاح لفهم الإيمان الأرثوذكسي وتعزيزه. عمل عن كثب مع العديد من المؤسسات التعليمية، بما في ذلك الكليات والجامعات الأرثوذكسية.
شجع ديمتريوس الشباب على الانخراط في الدراسات اللاهوتية، وقدم الدعم المالي والمعنوي للطلاب. كان يرى فيهم قادة المستقبل للكنيسة.
العلاقات مع المجتمع
أدرك رئيس الأساقفة ديمتريوس أهمية الحفاظ على علاقات قوية مع المجتمع الأوسع. شارك في العديد من الفعاليات والمناسبات المجتمعية، وسعى إلى بناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل. كان يؤمن بأهمية مساهمة الكنيسة في الرفاهية الاجتماعية.
عمل مع العديد من المنظمات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية، وقدم الدعم للمحتاجين. كان معروفًا بتفانيه في خدمة الآخرين.
الاعترافات والجوائز
حصل رئيس الأساقفة ديمتريوس على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لخدماته. حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات. اعترف به كشخصية قيادية بارزة في العالم المسيحي.
تم تكريمه من قبل العديد من الحكومات والمنظمات غير الحكومية لمساهماته في تعزيز السلام والعدالة الاجتماعية.
السنوات الأخيرة
بعد تقاعده، واصل رئيس الأساقفة ديمتريوس المشاركة في الحياة الكنسية. ظل نشطًا في الكتابة والوعظ، وحضر العديد من الفعاليات والمؤتمرات. واصل تقديم مساهماته في الفكر اللاهوتي الأرثوذكسي.
يعيش حاليًا في الولايات المتحدة، حيث يستمر في تقديم خدماته للكنيسة والمجتمع.
الخلافات الأخيرة وتداعياتها
بالإضافة إلى الجدل الذي أحاط بإدارته، واجه رئيس الأساقفة ديمتريوس بعض الانتقادات في السنوات الأخيرة. تركزت هذه الانتقادات على قضايا مثل الشفافية المالية وإدارة الأبرشية. بعض الرعايا أعربوا عن قلقهم بشأن هذه القضايا، مما أدى إلى بعض التوترات داخل الأبرشية. ومع ذلك، ظل يحظى باحترام كبير من قبل العديد من أتباعه.
خاتمة
كان رئيس الأساقفة ديمتريوس شخصية بارزة في الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في أمريكا. خلال فترة قيادته، قام بتوسيع نطاق الخدمات الإنسانية للأبرشية، وعمل على تعزيز العلاقات المسكونية، وساهم في تجديد كاتدرائية القديس نيكولاس في نيويورك. على الرغم من الجدل الذي أحاط به، ترك إرثًا كبيرًا في مجال التعليم اللاهوتي والفكر الديني. يعتبره الكثيرون قائدًا مؤثرًا ومحترمًا.
المراجع
- الموقع الرسمي لأبرشية الروم الأرثوذكسية في أمريكا
- مجلس الكنائس العالمي
- بطريركية القسطنطينية المسكونية
- معهد هيلينيك (Hellenic College Holy Cross)
“`