خلفية كأس جول ريميه
كانت كأس جول ريميه، والتي سميت على اسم رئيس الفيفا آنذاك، هي الجائزة الأصلية التي تمنح للفائزين بكأس العالم لكرة القدم من عام 1930 إلى عام 1970. كانت الكأس مصنوعة من الذهب الخالص وتمثل إلهة النصر اليونانية نيكه. قبل انطلاق كأس العالم 1966 في إنجلترا، تعرضت الكأس للسرقة في مارس من نفس العام، مما أثار ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم.
سرقة الكأس
في 20 مارس 1966، أي قبل أربعة أشهر من انطلاق كأس العالم، سُرقت كأس جول ريميه من خزانة زجاجية في قاعة ويستمنستر المركزية في لندن، حيث كانت معروضة للجمهور. لم تكن هناك حراسة مشددة على الكأس في ذلك الوقت، مما سهل على اللصوص سرقتها. تسببت السرقة في صدمة كبيرة، وبدأت الشرطة البريطانية تحقيقاً مكثفاً للعثور على الكأس المسروقة. تدخلت الحكومة البريطانية وشرطة سكوتلاند يارد في التحقيق، وعرضت مكافأة كبيرة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى استعادة الكأس.
العثور على الكأس
بعد أسبوع واحد فقط من السرقة، في 27 مارس 1966، بينما كان ديفيد كوربيت، وهو رجل يعمل في السفن، يتمشى مع كلبه بيكلز في جنوب لندن، لاحظ الكلب شيئًا ملفوفًا في جريدة مرمية تحت شجيرة. عندما اقترب كوربيت، اكتشف أن ما وجده هو كأس جول ريميه. أبلغ كوربيت الشرطة على الفور، وتم استعادة الكأس الثمينة.
لم يكن بيكلز وحده من اكتشف الكأس، فقد شمها وذهب إليها. هذا التصرف هو ما قاد كوربيت للعثور عليها. لقد كان كلبًا موهوبًا في هذا المجال.
تحقيق الشرطة والاهتمام الإعلامي
بعد العثور على الكأس، خضعت الكأس لفحص مكثف من قبل الشرطة. كما خضع بيكلز نفسه لفحوصات وفحوصات للتأكد من أنه لم يكن متورطًا في السرقة. لم يُتهم أي شخص بالسرقة على الإطلاق. أثار هذا الحدث اهتمامًا إعلاميًا عالميًا. ظهر بيكلز في العديد من الصحف والمجلات والتلفزيون، وأصبح رمزًا للذكاء والوفاء. كما حصل على مكافأة من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
شهرة بيكلز وتأثيره
بسبب دوره البطولي، أصبح بيكلز نجماً مشهوراً. ظهر في التلفزيون والإذاعة، وحصل على عدة جوائز. حتى أنه دعي لحضور مأدبة عشاء رسمية مع فريق كرة القدم الإنجليزي. أصبحت قصة بيكلز مصدر إلهام للعديد من الأطفال والكبار على حد سواء. ألهمت قصته الأفلام والكتب، وتذكر إلى يومنا هذا كقصة نجاح غير متوقعة.
تأمين الكأس بعد الحادثة
بعد استعادة الكأس، تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لحمايتها. تم وضع الكأس في مكان آمن ومحمي، مع حراسة مشددة لمنع تكرار السرقة. كما تم تصميم نسخة طبق الأصل من الكأس لاستخدامها في العروض العامة.
مسيرة بيكلز المهنية بعد اكتشاف الكأس
بعد اكتشافه للكأس، أصبح بيكلز ضيفًا دائمًا على البرامج التلفزيونية والإذاعية. ظهر في إعلانات تجارية، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات. كان له دور بطولي في البطولة، وساهم في تخليد اسمه في سجلات التاريخ.
وفاة بيكلز
توفي بيكلز في عام 1967، بعد عام واحد فقط من اكتشافه للكأس. على الرغم من موته المبكر، إلا أن إرثه لا يزال حيًا حتى اليوم. يذكر اسمه في كتب التاريخ، وتُروى قصته للأجيال القادمة. بفضل شجاعته وذكائه، أصبح بيكلز رمزًا للأمل والمثابرة، وأثبت أن حتى الكلاب يمكن أن تصبح أبطالاً.
أهمية القصة
تعتبر قصة بيكلز مثالًا رائعًا على كيف يمكن لأحداث غير متوقعة أن تغير مجرى التاريخ. أظهرت القصة أهمية الوفاء والشجاعة، وألهمت الملايين حول العالم. إنها تذكير لنا بأهمية التقدير لأصدقائنا من الحيوانات، وكيف يمكنهم أن يلعبوا دورًا في حياتنا.
الدروس المستفادة
- المثابرة: أظهرت القصة أهمية البحث عن حلول للمشاكل، حتى في أصعب الظروف.
- الوفاء: أظهر بيكلز وفاءً لا مثيل له لصاحبه، مما جعله بطلاً.
- الأمل: حتى في أحلك الأوقات، يمكن أن يظهر الأمل.
تراث بيكلز
لا يزال اسم بيكلز يتردد في عالم كرة القدم. تُذكر قصته في العديد من الوثائقيات والأفلام، وتُروى للأجيال القادمة. يمثل بيكلز رمزًا للأمل والشجاعة والذكاء، ويذكرنا بأهمية الاحتفاء بالأبطال غير المتوقعين.
خاتمة
في الختام، بيكلز هو كلب كولي أبيض وأسود، اشتهر بدوره في العثور على كأس جول ريميه المسروقة قبل انطلاق كأس العالم 1966. أصبح بطلاً قومياً في بريطانيا، وألهمت قصته الملايين حول العالم. تذكرنا قصة بيكلز بأهمية الأمل والوفاء والمثابرة، وتبقى إرثاً خالداً في تاريخ كرة القدم.
المراجع
- The Guardian – Pickles: the dog who found the stolen Jules Rimet trophy and became a legend
- FIFA – 1966 FIFA World Cup England
- Britannica – Pickles the dog and the missing World Cup trophy
- Imperial War Museums – Pickles and the Jules Rimet Trophy
“`