التصميم والبناء
تم تصميم إتش إم إس جيرسي بموجب مقترحات عام 1733، وهي تعديلات على تصميمات المؤسسة لعام 1719. كانت السفن من هذا النوع تهدف إلى توفير قوة بحرية كبيرة بتكلفة معقولة، مما يسمح للبحرية الملكية بالحفاظ على عدد كبير من السفن في الخدمة.
بدأ بناء السفينة في حوض بورتسموث في 23 يوليو 1734، وأُطلقت في 17 يونيو 1736. كان بناؤها جزءًا من برنامج توسيع بحري واسع النطاق، يهدف إلى تعزيز قوة البحرية البريطانية في مواجهة التهديدات المتزايدة من القوى الأوروبية الأخرى.
الخدمة المبكرة
بعد دخولها الخدمة، شاركت إتش إم إس جيرسي في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك الدوريات في القنال الإنجليزي والمياه المحيطة بالجزر البريطانية. في عام 1739، اندلعت حرب أذن جنكينز بين بريطانيا وإسبانيا، وسرعان ما وجدت إتش إم إس جيرسي نفسها في قلب الصراع.
في عام 1740، أُرسلت إتش إم إس جيرسي إلى منطقة البحر الكاريبي كجزء من أسطول أكبر بقيادة الأدميرال إدوارد فيرنون. كانت مهمة الأسطول هي مهاجمة الممتلكات الإسبانية في المنطقة وتعطيل التجارة الإسبانية. شاركت إتش إم إس جيرسي في عدة عمليات ضد المدن الساحلية الإسبانية، بما في ذلك الهجوم على كارتاخينا دي إندياس في عام 1741.
حرب الخلافة النمساوية
بعد حرب أذن جنكينز، انخرطت بريطانيا في حرب الخلافة النمساوية (1740-1748). استمرت إتش إم إس جيرسي في الخدمة بنشاط خلال هذا الصراع، وشاركت في العديد من الاشتباكات البحرية ضد السفن الفرنسية والإسبانية.
في عام 1745، شاركت إتش إم إس جيرسي في معركة قبالة رأس فينيستير ضد أسطول فرنسي أكبر. على الرغم من تفوق العدو، قاتلت السفينة بشجاعة وتسببت في أضرار كبيرة للسفن الفرنسية. كانت المعركة غير حاسمة، لكنها ساهمت في الحفاظ على التفوق البحري البريطاني.
المهام اللاحقة
بعد انتهاء حرب الخلافة النمساوية، واصلت إتش إم إس جيرسي الخدمة في البحرية الملكية. شاركت في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك الدوريات في المحيط الأطلسي وحماية القوافل التجارية البريطانية.
في عام 1749، خضعت إتش إم إس جيرسي لعملية إصلاح كبيرة في حوض بورتسموث. تضمنت عملية الإصلاح استبدال الأخشاب المتضررة وإعادة تجهيز السفينة بأحدث المعدات.
في عام 1755، مع تصاعد التوترات بين بريطانيا وفرنسا مرة أخرى، تم تجهيز إتش إم إس جيرسي للحرب. شاركت السفينة في العديد من العمليات ضد السفن الفرنسية في السنوات التي سبقت حرب السنوات السبع.
حرب السنوات السبع
خلال حرب السنوات السبع (1756-1763)، لعبت إتش إم إس جيرسي دورًا نشطًا في العمليات البحرية البريطانية. شاركت السفينة في حصار العديد من الموانئ الفرنسية وساعدت في اعتراض السفن الفرنسية التي تحمل الإمدادات إلى أمريكا الشمالية.
في عام 1759، شاركت إتش إم إس جيرسي في معركة خليج كويبيرون، وهي انتصار حاسم للبحرية البريطانية على الأسطول الفرنسي. ساهمت السفينة في تدمير القوة البحرية الفرنسية وساعدت في ضمان التفوق البحري البريطاني طوال فترة الحرب.
بعد انتهاء حرب السنوات السبع، ظلت إتش إم إس جيرسي في الخدمة لعدة سنوات أخرى. ومع ذلك، بحلول سبعينيات القرن الثامن عشر، كانت السفينة قديمة وتحتاج إلى استبدال. في عام 1772، تم تفكيك إتش إم إس جيرسي في حوض بورتسموث.
سفينة السجن سيئة السمعة
على الرغم من تاريخها الطويل والمميز في الخدمة، تشتهر إتش إم إس جيرسي في الغالب بدورها اللاحق كسفينة سجن. تم استخدام السفينة لإيواء السجناء البريطانيين والأمريكيين خلال حرب الاستقلال الأمريكية.
بسبب ظروفها المروعة، أصبحت إتش إم إس جيرسي سيئة السمعة بين السجناء. كان الاكتظاظ وسوء التغذية والمرض شائعًا، وتوفي العديد من السجناء على متن السفينة. غالبًا ما يُشار إلى إتش إم إس جيرسي على أنها واحدة من أسوأ سفن السجون في التاريخ.
تم إرساء السفينة في الأصل في وول أباوت باي، ثم لاحقًا في والووت باي في بروكلين، نيويورك، خلال معظم الحرب الثورية. كان السجناء الذين تم إحضارهم إلى السفينة يعانون من سوء التغذية والإصابة بالمرض والضرب المبرح. كانوا محتجزين في ظروف غير صحية، مع القليل من الطعام أو الماء أو الهواء النقي. انتشرت الأمراض بسرعة، ومات العديد من السجناء بسبب الجوع أو المرض.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 11000 سجين توفوا على متن إتش إم إس جيرسي خلال حرب الاستقلال الأمريكية. تم دفن الجثث على طول شاطئ بروكلين، وأصبح الموقع يُعرف باسم “Martyrs’ Cemetery”.
تم هدم إتش إم إس جيرسي في عام 1788، لكن سمعتها كسفينة سجن استمرت. لا تزال السفينة رمزًا لوحشية الحرب ومعاناة أسرى الحرب.
تراث السفينة
على الرغم من دورها المأساوي كسفينة سجن، تظل إتش إم إس جيرسي جزءًا مهمًا من التاريخ البحري البريطاني. خدمت السفينة بتميز في العديد من الحروب وساعدت في ضمان التفوق البحري البريطاني خلال القرن الثامن عشر. كما أن تاريخها بمثابة تذكير بقسوة الحرب وأهمية معاملة أسرى الحرب بإنسانية.
تم تخليد ذكرى إتش إم إس جيرسي في العديد من الكتب والمقالات. لا تزال قصة السفينة تثير اهتمام المؤرخين وعامة الناس على حد سواء.
خاتمة
كانت إتش إم إس جيرسي سفينة حربية من الدرجة الرابعة تابعة للبحرية الملكية البريطانية، خدمت منذ عام 1736 حتى عام 1772. شاركت السفينة في العديد من المعارك والعمليات البحرية، بما في ذلك حرب أذن جنكينز وحرب الخلافة النمساوية وحرب السنوات السبع. ومع ذلك، اشتهرت السفينة في الغالب بدورها كسفينة سجن خلال حرب الاستقلال الأمريكية، حيث توفي آلاف السجناء في ظروف مروعة. على الرغم من تاريخها المأساوي، تظل إتش إم إس جيرسي جزءًا مهمًا من التاريخ البحري البريطاني وتذكيرًا بقسوة الحرب.