نشأتها وبداية حياتها
ولدت ماتيلدا إيفانز في نيويورك. تلقت تعليمًا جيدًا في شبابها، حيث طورت اهتمامًا مبكرًا بالعلوم والبحث. تزوجت من جيمس ستيفنسون في عام 1871. أدى اهتمام زوجها بالعلوم أيضًا إلى مشاركتها في مجتمعات العلوم. شجعها زوجها على متابعة اهتماماتها العلمية، مما مهد الطريق لمسيرتها المهنية اللاحقة في الأنثروبولوجيا. لم يكن من الشائع في ذلك الوقت أن تعمل المرأة في مجال العلوم، لكن تشجيع زوجها سمح لها بالدخول إلى مجال كان يهيمن عليه الذكور في ذلك الوقت. بدأت في الانخراط في المجتمعات العلمية، وأصبحت مهتمة بالثقافة والتاريخ. بدأت تتلقى تدريبًا في مجال الأنثروبولوجيا.
مسيرتها المهنية في الأنثروبولوجيا
بدأت مسيرة ستيفنسون المهنية في الأنثروبولوجيا في أواخر القرن التاسع عشر. انضمت إلى مكتب علم الأعراق، وهو قسم داخل مؤسسة سميثسونيان، في عام 1879. لعبت دورًا حاسمًا في هذه المؤسسة. كان عملها المبكر يتعلق بتجميع مجموعات من القطع الأثرية والتحف من شعوب بويبلو. مع تقدمها في حياتها المهنية، تحولت تركيزها إلى البحث الميداني، حيث أمضت سنوات عديدة في العيش مع قبائل بويبلو.
أبحاثها عن شعوب بويبلو
أصبح عمل ستيفنسون الأكثر شهرة هو أبحاثها المكثفة عن شعوب بويبلو، وخاصة قبائل الزوني والهوبي. أمضت سنوات عديدة في العيش مع هذه القبائل، وتعلمت لغاتهم، وشاركت في طقوسهم، ودرست ثقافاتهم بعمق. كان نهجها في البحث الأنثروبولوجي شاملاً، حيث جمعت معلومات عن جميع جوانب الحياة، من الاقتصاد والسياسة إلى الدين والفنون. كان عملها رائدًا في مجاله، حيث قدم رؤى قيمة حول أنماط حياة هذه المجتمعات.
من أبرز إنجازاتها:
- توثيق عادات الزوني: عملت ستيفنسون على توثيق العادات والتقاليد الخاصة بشعب الزوني بالتفصيل، وجمعت معلومات عن طقوسهم الدينية، وأنظمتهم الاجتماعية، ومعتقداتهم الثقافية.
- دراسة الهيكل الاجتماعي: قامت بدراسة مفصلة للهيكل الاجتماعي والسياسي لقبائل بويبلو، بما في ذلك دراسة أدوار القيادة، والأنظمة القرابية، والعلاقات الاجتماعية الأخرى.
- تحليل الفنون والحرف: اهتمت ستيفنسون بدراسة الفنون والحرف اليدوية التي أنتجها شعب بويبلو، بما في ذلك الفخار والمنسوجات والمجوهرات، وفهمت أهمية هذه المنتجات كجزء من التعبير الثقافي.
- تسجيل اللغة: عملت على تسجيل لغات قبائل بويبلو، وجمعت قوائم بالكلمات والعبارات، ودرست بناء الجملة، مما ساهم في حفظ هذه اللغات.
مساهماتها في الأنثروبولوجيا
لم يكن عمل ستيفنسون مهمًا فحسب، بل كان أيضًا مؤثرًا في مجال الأنثروبولوجيا. ساعدت أبحاثها في تشكيل فهمنا لشعوب بويبلو، وقدمت رؤى قيمة حول ثقافاتهم وتاريخهم. كانت من أوائل الأنثروبولوجيين الذين أدركوا أهمية العمل مع المجتمعات التي يدرسونها، واحترام وجهات نظرهم. كان عملها بمثابة نموذج للباحثين اللاحقين. بالإضافة إلى عملها البحثي، لعبت ستيفنسون دورًا نشطًا في الترويج للأنثروبولوجيا. كتبت ونشرت على نطاق واسع، وشاركت في المؤتمرات العلمية، وألهمت أجيالًا من العلماء.
الجدل والانتقادات
على الرغم من مساهماتها الكبيرة، واجهت ستيفنسون بعض الجدل والانتقادات خلال مسيرتها المهنية. كان عملها في بعض الأحيان محل تساؤل فيما يتعلق بالدقة والتحيز المحتمل. اتُهمت بجمع معلومات دون موافقة المجتمعات التي كانت تدرسها، أو بعدم فهم التعقيد الكامل لثقافاتهم. بالإضافة إلى ذلك، واجهت صعوبات بسبب كونها امرأة في مجال يهيمن عليه الذكور. على الرغم من هذه التحديات، استمر عملها في التأثير على دراسات الأنثروبولوجيا.
إرثها
استمر إرث ماتيلدا كوكس ستيفنسون في التأثير على مجال الأنثروبولوجيا. لا تزال كتاباتها وملاحظاتها الميدانية تدرس من قبل العلماء والطلاب. ساهم عملها في فهمنا لشعوب بويبلو، وساعد في الحفاظ على ثقافاتهم وتاريخهم. تعتبر ستيفنسون شخصية مهمة في تاريخ الأنثروبولوجيا، وتعتبر مساهماتها في هذا المجال لا تقدر بثمن.
أعمالها المنشورة
تركت ستيفنسون وراءها مجموعة كبيرة من الكتابات، بما في ذلك المقالات والكتب وتقارير البحث. بعض أعمالها الأكثر شهرة تشمل:
- “The Zuni Indians” (1883)
- “The Sia” (1894)
- “The Zuni Indians: Their Mythology, Esoteric Fraternities, and Ceremonies” (1904)
المسؤوليات المجتمعية والمشاركة السياسية
بالإضافة إلى عملها الأكاديمي، كانت ستيفنسون ناشطة في القضايا الاجتماعية والسياسية في عصرها. دافعت عن حقوق السكان الأصليين، وعملت على حماية تراثهم الثقافي. شاركت في منظمات مختلفة مكرسة للنهوض بالتعليم والمرأة. كانت ملتزمة باستخدام عملها من أجل إحداث فرق إيجابي في العالم.
تحديات المهنة والقيود
على الرغم من تفانيها ومساهماتها، واجهت ستيفنسون العديد من التحديات خلال مسيرتها المهنية. كونها امرأة في مجال يهيمن عليه الذكور، اضطرت إلى التغلب على التحيز والتمييز. واجهت أيضًا صعوبات في الحصول على التمويل والموارد لأبحاثها. على الرغم من هذه العقبات، استمرت في التفوق في مجالها، وأصبحت رائدة في مجال الأنثروبولوجيا.
إسهاماتها في حفظ التراث الثقافي
كانت ستيفنسون مدافعة قوية عن حفظ التراث الثقافي لشعوب بويبلو. عملت على توثيق طقوسهم ومعتقداتهم وتقاليدهم، وحاربت من أجل حماية حقوقهم في ممارسة ثقافتهم. ساعد عملها في رفع مستوى الوعي حول أهمية الثقافة الأصلية، وساهم في الحفاظ على تقاليدهم للأجيال القادمة.
تأثيرها على الأنثروبولوجيا النسوية
بصفتها امرأة رائدة في مجال الأنثروبولوجيا، كان لستيفنسون تأثير كبير على تطور الأنثروبولوجيا النسوية. فتح عملها الباب أمام النساء الأخريات للدخول إلى هذا المجال، وألهمهن لمتابعة اهتماماتهن العلمية. أثبتت أن النساء يمكن أن ينجحن في العلوم، ويمكنهن تقديم مساهمات قيمة في فهمنا للعالم. مهدت ستيفنسون الطريق للباحثات في الأنثروبولوجيا، وساعدت في تشكيل هذا المجال ليصبح أكثر شمولية وتنوعًا.
السنوات الأخيرة والوفاة
تقاعدت ستيفنسون من العمل الميداني في السنوات الأخيرة من حياتها. ومع ذلك، استمرت في الكتابة والبحث حتى وفاتها في 24 يونيو 1915، عن عمر يناهز 66 عامًا. ترك إرثها تأثيرًا دائمًا على مجال الأنثروبولوجيا، ولا يزال عملها يدرس ويُحتفى به حتى يومنا هذا.
نظرة عامة على عملها ومساهماتها
في الختام، كانت ماتيلدا كوكس ستيفنسون عالمة أنثروبولوجيا رائدة قدمت مساهمات كبيرة في فهمنا لشعوب بويبلو. من خلال أبحاثها الميدانية الشاملة، وكتاباتها الموثقة بعناية، ودعمها لحفظ التراث الثقافي، تركت إرثًا دائمًا في مجال الأنثروبولوجيا. عملها ألهم أجيالًا من العلماء، ويستمر في إعلامنا وتثقيفنا حول أهمية التنوع الثقافي.
خاتمة
في الختام، كانت ماتيلدا كوكس ستيفنسون شخصية رائدة في مجال الأنثروبولوجيا، حيث تركت بصمة لا تمحى من خلال عملها الرائد في دراسة شعوب بويبلو. من خلال بحثها الدقيق، وتعاونها مع المجتمعات الأصلية، والتزامها بالحفاظ على التراث الثقافي، أثرت بشكل كبير على مجال الأنثروبولوجيا، وألهمت أجيالًا من العلماء. مساهماتها لا تزال ذات صلة حتى اليوم، وتذكرنا بأهمية فهم وتقدير التنوع الثقافي.
المراجع
“`