نشأته وتعليمه
ولد يوهانس باتيستا شبرول في 2 أكتوبر 1870 في شتوتغارت، ألمانيا. بعد الانتهاء من دراسته الثانوية، التحق بجامعة توبنغن لدراسة اللاهوت والفلسفة. خلال فترة دراسته، أظهر تفوقًا أكاديميًا والتزامًا دينيًا قويًا. بعد حصوله على الشهادات اللازمة، تم ترسيمه كاهنًا في عام 1895.
مسيرته الكهنوتية
بعد ترسيمه كاهنًا، بدأ يوهانس باتيستا شبرول مسيرته الكهنوتية في أبرشية روتنبورغ-شتوتغارت. خدم في عدة مناصب رعوية، حيث اكتسب سمعة طيبة لالتزامه بخدمة المجتمع ورعاية المحتاجين. كان معروفًا بخطبه المؤثرة وتعليمه الديني القوي، مما جعله شخصية محبوبة ومحترمة في المجتمع الكاثوليكي المحلي.
تعيينه أسقفًا
في عام 1927، تم تعيين يوهانس باتيستا شبرول أسقفًا لأبرشية روتنبورغ-شتوتغارت. كان هذا التعيين بمثابة تقدير لمسيرته الكهنوتية المتميزة وجهوده في خدمة الكنيسة والمجتمع. كرّس شبرول نفسه لخدمة رعيته الجديدة، وعمل جاهدًا على تعزيز التعليم الديني والعدالة الاجتماعية.
موقف شبرول من النازية
مع صعود الحزب النازي إلى السلطة في ألمانيا في عام 1933، بدأ يوهانس باتيستا شبرول في إظهار معارضته العلنية للأيديولوجية النازية. كان شبرول يعتقد أن الأيديولوجية النازية تتعارض مع القيم المسيحية الأساسية، وأنها تشكل تهديدًا خطيرًا لحقوق الإنسان والحرية الدينية.
عارض شبرول علنًا قوانين التمييز العنصري التي فرضها النظام النازي، وانتقد سياساتهم القمعية تجاه الكنيسة الكاثوليكية. دافع عن حق الكنيسة في الاستقلال وحماية حقوق أتباعها. أثارت مواقفه الشجاعة غضب المسؤولين النازيين، الذين بدأوا في ممارسة الضغوط عليه ومحاولة إسكاته.
المواجهة مع النظام النازي
تصاعدت المواجهة بين يوهانس باتيستا شبرول والنظام النازي في عام 1938، عندما رفض التصويت لصالح ضم النمسا إلى ألمانيا في استفتاء شعبي. اعتبر النظام النازي هذا الرفض تحديًا مباشرًا لسلطتهم، وقرروا اتخاذ إجراءات عقابية ضد شبرول.
تعرض شبرول لحملة تشهير واسعة النطاق في وسائل الإعلام النازية، وتم تصويره على أنه عدو للشعب الألماني. تم تنظيم مظاهرات ضده أمام مقر إقامته، وتعرض للتهديد بالقتل. على الرغم من هذه الضغوط، رفض شبرول التراجع عن مواقفه، واستمر في انتقاد النظام النازي والدفاع عن حقوق الكنيسة.
النفي والإقامة الجبرية
في عام 1939، تم نفي يوهانس باتيستا شبرول من أبرشية روتنبورغ-شتوتغارت، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية في بلدة كرونينبرغ. خلال فترة نفيه، ظل شبرول على اتصال برعيته من خلال الرسائل السرية والزيارات الخفية. استمر في تقديم الدعم الروحي والمعنوي لأتباعه، وحثهم على الصمود في وجه الظلم والاضطهاد.
العودة إلى الأبرشية بعد الحرب
بعد هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في عام 1945، تمكن يوهانس باتيستا شبرول من العودة إلى أبرشية روتنبورغ-شتوتغارت. استقبلته رعيته بحفاوة بالغة، وتم تكريمه كبطل لمقاومته الشجاعة للنظام النازي.
بعد عودته، عمل شبرول على إعادة بناء الكنيسة في أبرشيته، وتقديم الدعم للمتضررين من الحرب. استمر في الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وتعزيز السلام والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات.
وفاته وتراثه
توفي يوهانس باتيستا شبرول في 4 مارس 1949 في روتنبورغ آم نكار، ألمانيا. ترك وراءه إرثًا عظيمًا من الشجاعة والإيمان والالتزام بالعدالة. يعتبر شبرول رمزًا للمقاومة ضد الظلم والاضطهاد، ومثالًا يحتذى به في الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية الدينية.
تم تكريم يوهانس باتيستا شبرول بعد وفاته من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات الدينية والمدنية. تم تسمية العديد من الشوارع والمدارس والمباني الدينية باسمه في ألمانيا. يعتبر شبرول قديسًا في الكنيسة الكاثوليكية، ويتم الاحتفال بذكراه في 4 مارس من كل عام.
أهم إنجازاته
- معارضته الشجاعة للنظام النازي.
- الدفاع عن حقوق الكنيسة الكاثوليكية وحرية الدين.
- تقديم الدعم الروحي والمعنوي لأتباعه خلال فترة الاضطهاد.
- إعادة بناء الكنيسة في أبرشيته بعد الحرب.
- تعزيز السلام والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات.
تكريمه
حصل يوهانس باتيستا شبرول على العديد من الجوائز والتكريمات بعد وفاته، تقديرًا لجهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان ومقاومة الظلم، ومن بينها:
- إطلاق اسمه على العديد من الشوارع والمدارس والمباني الدينية في ألمانيا.
- تكريمه كقديس في الكنيسة الكاثوليكية.
- منحه وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية.
خاتمة
يوهانس باتيستا شبرول كان أسقفًا ألمانيًا شجاعًا وقف في وجه النظام النازي دفاعًا عن حقوق الإنسان وحرية الدين. ترك إرثًا عظيمًا من الإيمان والشجاعة والالتزام بالعدالة، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة التاريخ كمثال يحتذى به في مقاومة الظلم والاضطهاد.