نشأته وتعليمه
وُلد جيمي أوكسون في بلدية سولفسبورغ في محافظة بليكينج بالسويد. نشأ في عائلة من الطبقة العاملة، وقد أشار في مقابلاته إلى أن خلفيته المتواضعة لعبت دورًا في تشكيل وجهات نظره السياسية. بعد إتمام تعليمه الثانوي، التحق بجامعة لوند لدراسة العلوم السياسية والفلسفة والقانون، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية وتفرغ للعمل السياسي.
مسيرته السياسية المبكرة
بدأ أوكسون مسيرته السياسية في سن مبكرة، حيث انضم إلى حزب ديمقراطيو السويد في عام 1995. صعد سريعًا في صفوف الحزب، وأصبح رئيسًا لمنظمة الشباب التابعة للحزب في عام 2000. خلال فترة رئاسته لمنظمة الشباب، عمل أوكسون على تحديث صورة الحزب وتوسيع قاعدة دعمه.
في عام 2005، انتُخب أوكسون زعيمًا لحزب ديمقراطيو السويد، خلفًا لميكايل لونت. كان انتخابه بمثابة نقطة تحول في تاريخ الحزب، حيث قاد أوكسون الحزب إلى تبني برنامج سياسي أكثر شعبية، ونجح في جذب المزيد من الناخبين.
قيادته لحزب ديمقراطيو السويد
تحت قيادة جيمي أوكسون، شهد حزب ديمقراطيو السويد نموًا ملحوظًا في شعبيته. تمكن الحزب من دخول البرلمان السويدي (الريكسداغ) لأول مرة في عام 2010، وحقق مكاسب انتخابية كبيرة في الانتخابات اللاحقة. يعزى هذا النجاح إلى عدة عوامل، بما في ذلك قدرة أوكسون على التواصل مع الناخبين، وتبني الحزب لبرنامج سياسي يركز على قضايا الهجرة والجريمة والنظام.
الانتخابات البرلمانية 2010: حقق حزب ديمقراطيو السويد فوزًا تاريخيًا في انتخابات عام 2010، حيث حصل على 5.7% من الأصوات، مما أهّله لدخول البرلمان للمرة الأولى في تاريخه بـ 20 مقعدًا. مثّل هذا الفوز بداية حقبة جديدة في السياسة السويدية، حيث أصبح الحزب قوة سياسية لا يمكن تجاهلها.
الانتخابات البرلمانية 2014: واصل حزب ديمقراطيو السويد تحقيق مكاسب انتخابية في انتخابات عام 2014، حيث حصل على 12.9% من الأصوات، ليصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان بـ 49 مقعدًا. عزز هذا الفوز مكانة الحزب كلاعب رئيسي في السياسة السويدية.
الانتخابات البرلمانية 2018: حقق حزب ديمقراطيو السويد نتيجة قوية أخرى في انتخابات عام 2018، حيث حصل على 17.5% من الأصوات، ليصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان بـ 62 مقعدًا. على الرغم من عدم تمكن أي من الكتلتين السياسيتين الرئيسيتين من تشكيل حكومة أغلبية، إلا أن الحزب لعب دورًا حاسمًا في تشكيل الحكومة الائتلافية.
الانتخابات البرلمانية 2022: شهدت انتخابات عام 2022 أكبر فوز للحزب حتى الآن، حيث حصل على 20.5% من الأصوات، ليصبح ثاني أكبر حزب في البرلمان بـ 73 مقعدًا. سمح هذا الفوز للحزب بلعب دور محوري في تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة، ودعمها في البرلمان.
مواقفه السياسية
يعرف جيمي أوكسون بمواقفه المحافظة والوطنية. يركز حزبه على قضايا مثل الهجرة، حيث يدعو إلى سياسات هجرة أكثر صرامة، وتقليل عدد اللاجئين الذين يتم قبولهم في السويد. كما يركز على قضايا الجريمة، حيث يدعو إلى تشديد العقوبات على المجرمين وزيادة الإنفاق على الشرطة.
بالإضافة إلى ذلك، يتبنى أوكسون مواقف محافظة بشأن قضايا مثل الأسرة والقيم التقليدية. يؤيد الحزب حماية الثقافة والتراث السويدي، ويعارض ما يعتبره تهديدًا للهوية الوطنية.
- الهجرة: يرى أوكسون أن سياسات الهجرة الليبرالية السابقة قد أدت إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية في السويد. يدعو إلى تقليل عدد المهاجرين واللاجئين، وتشديد شروط الحصول على الجنسية السويدية.
- الجريمة: يؤكد أوكسون على ضرورة مكافحة الجريمة بشتى الوسائل. يدعو إلى زيادة الإنفاق على الشرطة، وتشديد العقوبات على المجرمين، وتطبيق قوانين أكثر صرامة لمكافحة الجريمة المنظمة.
- الاقتصاد: يتبنى أوكسون مواقف اقتصادية وطنية. يدعو إلى حماية الصناعات السويدية، وتقليل الاعتماد على التجارة الخارجية، وتعزيز الاكتفاء الذاتي.
- السياسة الخارجية: يدعو أوكسون إلى سياسة خارجية سويدية أكثر تركيزًا على المصالح الوطنية. ينتقد الاتحاد الأوروبي، ويدعو إلى إعادة التفاوض بشأن شروط عضوية السويد في الاتحاد.
الجدل والانتقادات
واجه جيمي أوكسون وحزبه العديد من الانتقادات والجدل على مر السنين. اتُهم الحزب بالعنصرية وكراهية الأجانب، بسبب تصريحات بعض أعضائه وسياساته المتعلقة بالهجرة. دافع أوكسون عن حزبه، مؤكدًا أنه يعارض جميع أشكال العنصرية والتمييز، وأن سياساته تهدف فقط إلى حماية الثقافة والهوية السويدية.
كما تعرض أوكسون لانتقادات بسبب أسلوبه الخطابي، الذي يعتبره البعض مثيرًا للجدل ومقسمًا للمجتمع. ومع ذلك، يرى أنصاره أن أسلوبه مباشر وصادق، وأنه يتحدث بصراحة عن القضايا التي تهم الناخبين.
حياته الشخصية
يعيش جيمي أوكسون في بلدية سولفسبورغ. لديه ابن واحد. يهوى أوكسون القراءة والموسيقى، ويستمتع بقضاء وقته مع عائلته وأصدقائه.
مؤلفاته
ألف جيمي أوكسون كتابين، هما:
- Sverige först (السويد أولاً): نُشر في عام 2013، ويتناول فيه أوكسون رؤيته لمستقبل السويد، ويقدم مقترحاته السياسية لحل المشاكل التي تواجه البلاد.
- Mellan stolarna (بين الكراسي): نُشر في عام 2018، وهو عبارة عن سيرة ذاتية يستعرض فيها أوكسون حياته الشخصية ومسيرته السياسية.
خاتمة
جيمي أوكسون هو شخصية سياسية بارزة في السويد، وقد قاد حزب ديمقراطيو السويد إلى تحقيق مكاسب انتخابية كبيرة. يشتهر بمواقفه المحافظة والوطنية، وسياساته المتعلقة بالهجرة والجريمة. على الرغم من الجدل والانتقادات التي واجهها، يظل أوكسون قوة سياسية مؤثرة في السويد.