نشأة وتاريخ أصدقاء الأصدقاء
تأسست (ADA) في عام 1993 على يد مجموعة من المجرمين الذين كانوا مسجونين في سجن بانجو في ريو دي جانيرو. كان الهدف الأولي للمنظمة هو توفير الحماية للسجناء من عصابات السجون الأخرى. سرعان ما توسعت (ADA) خارج أسوار السجن، وبدأت في السيطرة على تجارة المخدرات في الأحياء الفقيرة. مع مرور الوقت، تطورت (ADA) إلى منظمة إجرامية معقدة، تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي، وتفرض الضرائب على السكان، وتشارك في أعمال عنف واسعة النطاق.
شهدت (ADA) صعودًا وهبوطًا في قوتها على مر السنين، غالبًا ما ارتبطت بالتنافس مع العصابات الإجرامية الأخرى، وخاصةً مع القيادة الحمراء (Comando Vermelho)، وهي منظمة إجرامية منافسة. أدت هذه المنافسة إلى حروب عصابات دموية، أثرت على السكان المدنيين وأدت إلى ارتفاع معدلات الجريمة والعنف في ريو دي جانيرو. على الرغم من جهود الشرطة والجيش للحد من نفوذ (ADA)، إلا أن المنظمة لا تزال نشطة وقادرة على التكيف مع التحديات.
هيكل التنظيم والقيادة
تتميز (ADA) بهيكل تنظيمي هرمي، حيث يتكون من قادة على رأس الهرم، يليهم قادة ميدانيون مسؤولون عن مناطق معينة، ثم جنود ومشغلون ينفذون الأوامر. يعتمد نجاح المنظمة على قدرتها على الحفاظ على السرية والانضباط بين أعضائها. القادة الرئيسيون مسؤولون عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وتوزيع الأسلحة والمخدرات، وتنسيق الأنشطة الإجرامية. القادة الميدانيون مسؤولون عن إدارة العمليات في المناطق التي يسيطرون عليها، وجمع الإتاوات، وتجنيد الأعضاء الجدد.
يعتمد هيكل القيادة في (ADA) على نظام من الولاء والترابط. غالبًا ما يعتمد القادة على علاقاتهم الشخصية مع الأعضاء الآخرين لتعزيز الثقة والتعاون. كما يستخدمون الترهيب والعنف لإخضاع المعارضين والحفاظ على السيطرة. غالبًا ما يتمتع القادة بنفوذ كبير على السكان المحليين، الذين يعتمدون عليهم في الحصول على الخدمات الأساسية، مثل الأمن والرعاية الصحية.
الأنشطة الإجرامية
تشارك (ADA) في مجموعة واسعة من الأنشطة الإجرامية، والتي تشمل:
- تجارة المخدرات: تُعد تجارة المخدرات النشاط الإجرامي الرئيسي لـ (ADA). تسيطر المنظمة على إنتاج وتوزيع المخدرات، وخاصة الكوكايين والكراك، في الأحياء الفقيرة. تدر تجارة المخدرات أرباحًا طائلة للمنظمة، مما يسمح لها بشراء الأسلحة، وتجنيد الأعضاء، ورشوة المسؤولين.
- الابتزاز: تفرض (ADA) الإتاوات على السكان المحليين وأصحاب الأعمال. يستخدمون التهديد بالعنف والتدمير لإجبار الضحايا على الدفع. يعتبر الابتزاز مصدر دخل مهم للمنظمة، ويسمح لها بتمويل أنشطتها الإجرامية الأخرى.
- الخطف: تقوم (ADA) بخطف الأفراد مقابل فدية. تستهدف المنظمة الأثرياء ورجال الأعمال وعائلاتهم. يستخدمون العنف والترهيب لإجبار الضحايا على دفع الفدية.
- القتل: تشارك (ADA) في أعمال قتل مرتبطة بتجارة المخدرات وحروب العصابات. غالبًا ما تستخدم المنظمة العنف المفرط لإثبات السيطرة وترهيب المنافسين.
- غسيل الأموال: تستخدم (ADA) طرقًا مختلفة لغسيل الأموال الناتجة عن أنشطتها الإجرامية. تستثمر المنظمة الأموال في العقارات والأعمال التجارية وغيرها من الأصول لإخفاء مصدرها غير المشروع.
العلاقة مع المجتمع
تؤثر (ADA) بشكل كبير على المجتمع في ريو دي جانيرو. على الرغم من أنها توفر بعض الخدمات الأساسية، مثل الأمن والرعاية الصحية، في الأحياء الفقيرة، إلا أنها تخلق أيضًا بيئة من العنف والخوف. يعيش السكان المحليون في حالة دائمة من القلق والخوف من العنف والابتزاز. غالبًا ما يضطرون إلى التعاون مع (ADA) للبقاء على قيد الحياة.
تستغل (ADA) الفقر والفساد والغياب الحكومي لتعزيز نفوذها في المجتمع. تقوم المنظمة بتجنيد الشباب والأطفال في صفوفها، وتقدم لهم المال والحماية. كما تعمل على شراء ولاء المسؤولين الحكوميين والشرطة، مما يسمح لها بالإفلات من العقاب. يؤدي هذا إلى إضعاف سيادة القانون وتعزيز ثقافة الإفلات من العقاب.
جهود مكافحة الجريمة
تبذل الحكومة البرازيلية جهودًا كبيرة لمكافحة الجريمة المنظمة في ريو دي جانيرو، بما في ذلك (ADA). تشمل هذه الجهود:
- عمليات الشرطة والجيش: تنفذ الشرطة والجيش عمليات منتظمة في الأحياء الفقيرة للقضاء على العصابات الإجرامية، ومصادرة الأسلحة والمخدرات، والقبض على المجرمين.
- تعزيز التعاون بين الوكالات: تعمل الحكومة على تعزيز التعاون بين وكالات إنفاذ القانون المختلفة، بما في ذلك الشرطة والجيش والمخابرات.
- مكافحة الفساد: تبذل الحكومة جهودًا لمكافحة الفساد في صفوف الشرطة والمسؤولين الحكوميين، والذي يسهل عمل المنظمات الإجرامية.
- الاستثمار في التنمية الاجتماعية: تستثمر الحكومة في برامج التنمية الاجتماعية في الأحياء الفقيرة، بهدف تحسين الظروف المعيشية والحد من الفقر والبطالة، مما يقلل من جاذبية الجريمة.
على الرغم من هذه الجهود، فإن مكافحة الجريمة المنظمة في ريو دي جانيرو لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا. تواجه الحكومة صعوبات في السيطرة على الأحياء الفقيرة، بسبب التحديات اللوجستية، والفساد، والعنف المستمر. يتطلب القضاء على (ADA) جهودًا مستمرة وشاملة، تشمل معالجة الأسباب الجذرية للجريمة، مثل الفقر والفساد والغياب الحكومي.
التحديات المستقبلية
تواجه (ADA) والمنظمات الإجرامية الأخرى في ريو دي جانيرو عددًا من التحديات في المستقبل. وتشمل هذه التحديات:
- زيادة الضغط من قبل الشرطة والجيش: تواصل الشرطة والجيش عملياتها لمكافحة الجريمة المنظمة، مما يزيد الضغط على (ADA) ويجعل من الصعب عليها العمل.
- التنافس مع العصابات الأخرى: تستمر المنافسة بين (ADA) والعصابات الإجرامية الأخرى، مما يؤدي إلى حروب عصابات عنيفة ويزعزع استقرار المنطقة.
- التغيرات في ديناميكيات السوق: قد تؤثر التغيرات في سوق المخدرات وغيرها من الأنشطة الإجرامية على أرباح (ADA) وقدرتها على العمل.
- زيادة الوعي العام: يؤدي زيادة الوعي العام بجرائم (ADA) إلى زيادة الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات.
للتغلب على هذه التحديات، يجب على (ADA) أن تتكيف وتغير أساليبها. قد تحاول المنظمة تنويع أنشطتها الإجرامية، أو زيادة الفساد، أو البحث عن تحالفات جديدة. ومع ذلك، من المرجح أن تواجه (ADA) صعوبات متزايدة في الحفاظ على نفوذها في ريو دي جانيرو في المستقبل.
تأثير جائحة كوفيد-19
أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على أنشطة (ADA) في ريو دي جانيرو. تسبب الإغلاق والقيود على الحركة في تعطيل تجارة المخدرات، وأدى إلى انخفاض الأرباح. ومع ذلك، استغلت (ADA) الجائحة لتعزيز نفوذها في الأحياء الفقيرة. قدمت المنظمة المساعدة للسكان المحليين، مثل توزيع الطعام والمال، مما عزز من شعبيتها وزاد من سيطرتها على المجتمع. كما استغلت (ADA) الجائحة لزيادة عمليات الابتزاز، حيث استغلت ضعف السكان المحليين اقتصاديًا.
خاتمة
أصدقاء الأصدقاء (ADA) هي منظمة إجرامية قوية ومؤثرة تعمل في ريو دي جانيرو. تأسست المنظمة في منتصف التسعينيات، وسيطرت على مساحات واسعة من الأراضي في الأحياء الفقيرة، وتشاركت في مجموعة واسعة من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك تجارة المخدرات والابتزاز والخطف والقتل. على الرغم من جهود الشرطة والجيش للحد من نفوذها، لا تزال (ADA) نشطة وقادرة على التكيف مع التحديات. تؤثر (ADA) بشكل كبير على المجتمع في ريو دي جانيرو، وتخلق بيئة من العنف والخوف. يتطلب القضاء على (ADA) جهودًا مستمرة وشاملة، تشمل معالجة الأسباب الجذرية للجريمة، مثل الفقر والفساد والغياب الحكومي.