مقدمة
نوح ريبادو (بالإنجليزية: Nuhu Ribadu) من مواليد 21 نوفمبر 1960، هو سياسي نيجيري وضابط شرطة متقاعد، يشغل منذ 26 يونيو 2023 منصب مستشار الأمن القومي لحكومة نيجيريا. يُعرف ريبادو على نطاق واسع بجهوده في مكافحة الفساد خلال فترة عمله كرئيس للجنة الجرائم الاقتصادية والمالية (EFCC) في نيجيريا.
نشأته وتعليمه
ولد نوح ريبادو في 21 نوفمبر 1960 في ولاية أداماوا في نيجيريا. تلقى تعليمه المبكر في مسقط رأسه قبل أن يلتحق بجامعة أحمدو بيلو في زاريا، حيث حصل على شهادة في القانون. بعد تخرجه، انضم إلى قوة الشرطة النيجيرية، حيث بدأ مسيرته المهنية في مجال إنفاذ القانون.
مسيرته المهنية في الشرطة
تدرج ريبادو في الرتب داخل قوة الشرطة النيجيرية، حيث شغل مناصب مختلفة وأظهر التزامًا قويًا بسيادة القانون. اكتسب سمعة طيبة لكونه ضابطًا نزيهًا ومجتهدًا، وهو ما جعله يحظى بتقدير واحترام زملائه ورؤسائه.
رئاسة لجنة الجرائم الاقتصادية والمالية (EFCC)
في عام 2003، تم تعيين نوح ريبادو رئيسًا للجنة الجرائم الاقتصادية والمالية (EFCC) من قبل الرئيس آنذاك أولوسيجون أوباسانجو. كانت مهمة اللجنة هي التحقيق في الجرائم الاقتصادية والمالية ومقاضاة مرتكبيها، بما في ذلك الفساد وغسيل الأموال والاحتيال.
خلال فترة ولايته كرئيس للجنة، قاد ريبادو حملة شرسة ضد الفساد، مستهدفًا كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال وغيرهم ممن يشتبه في تورطهم في ممارسات فاسدة. حققت اللجنة تحت قيادته العديد من الإدانات البارزة، واستعادت مليارات الدولارات من الأموال المسروقة.
واجه ريبادو مقاومة شديدة من أولئك الذين سعوا إلى تقويض جهوده في مكافحة الفساد. تعرض لتهديدات بالقتل ومضايقات، لكنه ظل ثابتًا في التزامه بمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في الحكم.
- التحقيقات البارزة: قاد ريبادو العديد من التحقيقات البارزة التي كشفت عن فساد واسع النطاق في الحكومة والقطاع الخاص. وشملت هذه التحقيقات قضايا تتعلق باختلاس الأموال العامة وغسيل الأموال والاحتيال في العقود الحكومية.
- الإدانات البارزة: حققت اللجنة تحت قيادة ريبادو العديد من الإدانات البارزة لكبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال المتورطين في الفساد. وشملت هذه الإدانات حكام الولايات والوزراء وغيرهم من الشخصيات البارزة.
- استعادة الأموال المسروقة: تمكنت اللجنة تحت قيادة ريبادو من استعادة مليارات الدولارات من الأموال المسروقة التي تم إيداعها في حسابات مصرفية في الخارج. تم إرجاع هذه الأموال إلى الحكومة النيجيرية واستخدامها لتمويل مشاريع التنمية.
التحديات والخلافات
على الرغم من نجاحاته في مكافحة الفساد، واجه ريبادو أيضًا العديد من التحديات والخلافات خلال فترة ولايته كرئيس للجنة. اتهمه منتقدوه بأنه مسيّس وأنه يستهدف خصومه السياسيين. كما واجه اتهامات بسوء استخدام السلطة والانتهاكات الإجرائية.
في عام 2008، تمت إقالة ريبادو من منصبه كرئيس للجنة وتمت تنحيته لاحقًا من قوة الشرطة النيجيرية. وزعم أن إقالته كانت ذات دوافع سياسية وأنها كانت تهدف إلى تقويض جهوده في مكافحة الفساد.
المنفى والعودة
بعد إقالته من منصبه، ذهب ريبادو إلى المنفى الاختياري في الخارج خوفًا على سلامته. مكث في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث واصل التحدث علنًا ضد الفساد في نيجيريا.
في عام 2010، عاد ريبادو إلى نيجيريا بعد رفع تعليقه من قوة الشرطة النيجيرية. تم استقباله كبطل من قبل العديد من النيجيريين الذين رأوا فيه رمزًا لمكافحة الفساد.
المسيرة السياسية
بعد عودته إلى نيجيريا، انخرط ريبادو في السياسة وترشح لمنصب الرئيس في عام 2011 كمرشح لحزب العمل النيجيري (ACN). ومع ذلك، فقد خسر الانتخابات أمام الرئيس آنذاك جودلاك جوناثان.
في عام 2023، تم تعيين ريبادو مستشارًا للأمن القومي من قبل الرئيس بولا أحمد تينوبو. يعكس هذا التعيين ثقة الرئيس في قدرة ريبادو على المساهمة في الأمن القومي لنيجيريا.
مستشار الأمن القومي
في 26 يونيو 2023، تم تعيين نوح ريبادو مستشارًا للأمن القومي لنيجيريا. وفي هذا المنصب، يقدم المشورة للرئيس بشأن جميع مسائل الأمن القومي، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهديدات الأخرى التي تواجه البلاد.
من المتوقع أن يلعب ريبادو دورًا حاسمًا في تشكيل السياسة الأمنية لنيجيريا والإشراف على تنفيذها. خبرته الواسعة في مجال إنفاذ القانون ومكافحة الفساد تجعله مؤهلاً بشكل فريد لهذا المنصب.
الإنجازات والتقدير
حصل نوح ريبادو على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لجهوده في مكافحة الفساد وتعزيز الحكم الرشيد. وتشمل هذه الجوائز:
- جائزة “رجل العام” من صحيفة ذيس داي ThisDay النيجيرية.
- جائزة “مكافحة الفساد” من منظمة الشفافية الدولية.
- وسام “MNI” (عضو في المعهد الوطني) من حكومة نيجيريا.
آراء حول قضايا مختلفة
أعرب نوح ريبادو عن آرائه حول مجموعة واسعة من القضايا التي تواجه نيجيريا. وهو مدافع قوي عن الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة في الحكم. كما دعا إلى إصلاحات في نظام العدالة الجنائية وتعزيز سيادة القانون.
يشتهر ريبادو بموقفه الصارم ضد الفساد ودعوته إلى محاسبة المسؤولين الفاسدين. كما أعرب عن قلقه بشأن التحديات الأمنية التي تواجه نيجيريا، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة.
تأثيره وإرثه
كان لنوح ريبادو تأثير كبير على نيجيريا من خلال عمله في مكافحة الفساد وتعزيز الحكم الرشيد. لقد ألهم جيلًا من النيجيريين للمطالبة بالمساءلة من قادتهم والمشاركة بنشاط في الحكم.
يُنظر إلى ريبادو على نطاق واسع على أنه رمز لمكافحة الفساد في نيجيريا. لقد ترك إرثًا دائمًا من خلال جهوده لتعزيز الشفافية والمساءلة في الحكم.
الحياة الشخصية
نوح ريبادو متزوج ولديه أطفال. وهو مسلم متدين ومعروف بأخلاقه القوية والتزامه بخدمة المجتمع.
خاتمة
نوح ريبادو هو سياسي نيجيري وضابط شرطة متقاعد يتمتع بمسيرة مهنية طويلة ومتميزة في الخدمة العامة. يُعرف على نطاق واسع بجهوده في مكافحة الفساد خلال فترة عمله كرئيس للجنة الجرائم الاقتصادية والمالية (EFCC). يشغل حاليًا منصب مستشار الأمن القومي لحكومة نيجيريا، حيث يقدم المشورة للرئيس بشأن جميع مسائل الأمن القومي. يظل ريبادو شخصية مؤثرة في نيجيريا، ولا يزال ملتزمًا بتعزيز الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة.