تاريخ الملعب وبنائه
بدأ بناء ملعب ليس كورتس في عام 1922، وافتتح في نفس العام. تم تصميم الملعب من قبل المهندس المعماري جوسيب فيرير كولوميرس. كان الملعب في البداية يضم حوالي 20,000 متفرج، ولكن تم توسيعه عدة مرات على مر السنين لاستيعاب المزيد من الجماهير. وصل الملعب في ذروته إلى سعة استيعابية بلغت 60,000 متفرج.
تم بناء الملعب في منطقة ليس كورتس ببرشلونة، والتي أعطته اسمه. كانت المنطقة في ذلك الوقت منطقة صناعية وسكنية متنامية. ساهم الملعب في تطوير المنطقة وجذب الزوار إليها.
أهمية الملعب لنادي برشلونة
كان ليس كورتس بمثابة البيت لنادي برشلونة لأكثر من ثلاثة عقود. شهد الملعب العديد من اللحظات التاريخية للنادي، بما في ذلك الفوز بالعديد من البطولات والألقاب. كان الملعب أيضًا مسرحًا للعديد من المباريات الودية والدولية.
لعب في ليس كورتس العديد من أساطير كرة القدم، بما في ذلك جوزيب ساميتيير، بولينو ألكانتارا، ولاعبون آخرون. كان الملعب بمثابة رمز لنادي برشلونة وساهم في ترسيخ مكانته كواحد من أبرز الأندية في العالم.
أحداث رياضية بارزة في ليس كورتس
استضاف ملعب ليس كورتس العديد من الأحداث الرياضية الهامة على مر السنين. وشملت هذه الأحداث:
- مباريات في الدوري الإسباني لكرة القدم
- مباريات في كأس إسبانيا
- مباريات ودية دولية
- مباريات في كأس العالم 1982 (استضافت إسبانيا بعض المباريات في ملاعب أخرى)
شهد الملعب أيضًا العديد من الحفلات الموسيقية والفعاليات الأخرى.
تراجع الملعب والانتقال إلى ملعب كامب نو
بحلول منتصف الخمسينيات من القرن العشرين، أصبح ملعب ليس كورتس قديمًا وغير قادر على تلبية متطلبات نادي برشلونة المتزايدة. كان الملعب صغيرًا نسبيًا، وكان يفتقر إلى المرافق الحديثة التي أصبحت مطلوبة. نتيجة لذلك، بدأ النادي في التخطيط لبناء ملعب جديد.
في عام 1957، افتتح نادي برشلونة ملعبه الجديد، ملعب كامب نو. انتقل النادي إلى ملعب كامب نو، وتم هدم ملعب ليس كورتس في عام 1966. على الرغم من هدمه، لا يزال ملعب ليس كورتس يحظى بمكانة خاصة في تاريخ نادي برشلونة، ويعتبره الكثيرون رمزًا للعصر الذهبي للنادي.
تأثير ليس كورتس على كرة القدم الإسبانية
لعب ملعب ليس كورتس دورًا مهمًا في تطوير كرة القدم الإسبانية. ساهم الملعب في تعزيز شعبية اللعبة في كاتالونيا وإسبانيا بشكل عام. كما ساعد في ترسيخ مكانة نادي برشلونة كواحد من أبرز الأندية في البلاد.
كان الملعب أيضًا بمثابة نموذج للملاعب الأخرى في إسبانيا. ألهم تصميم الملعب وبنيته بناء ملاعب أخرى في جميع أنحاء البلاد.
إرث ليس كورتس
على الرغم من هدمه، لا يزال ملعب ليس كورتس يحظى بإرث كبير. يتذكره مشجعو نادي برشلونة كملعب تاريخي شهد العديد من اللحظات التاريخية للنادي. يعتبر الملعب أيضًا رمزًا لعصر ذهبي في تاريخ كرة القدم الإسبانية.
في عام 2019، أعلن نادي برشلونة عن خطط لبناء ملعب جديد في موقع ليس كورتس الأصلي. يهدف الملعب الجديد إلى تخليد ذكرى الملعب الأصلي وتوفير منشأة رياضية حديثة للمجتمع.
التصميم المعماري والملامح المميزة
كان ملعب ليس كورتس يتميز بتصميمه المعماري البسيط والوظيفي. تميز الملعب بمدرجات خرسانية مغطاة جزئيًا، مما يوفر رؤية جيدة للملعب من جميع الزوايا. كان الملعب أيضًا يحتوي على منطقة جلوس خاصة لكبار الشخصيات وغرف تغيير الملابس للاعبين.
من الملامح المميزة للملعب وجود برج ساعة كبير في أحد أركانه. كان البرج بمثابة معلم بارز في المنطقة، وكان بمثابة رمز للملعب.
تأثير الملعب على المجتمع المحلي
بالإضافة إلى دوره كملعب رياضي، كان ملعب ليس كورتس له تأثير كبير على المجتمع المحلي. ساهم الملعب في توفير فرص عمل للسكان المحليين، وجذب الزوار إلى المنطقة. كما كان الملعب بمثابة مكان لالتقاء الناس وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع.
بعد هدم الملعب، ظل اسمه مرتبطًا بالمنطقة. لا تزال المنطقة تعرف باسم ليس كورتس، ولا يزال اسم الملعب يتردد في أذهان السكان المحليين.
الظروف التاريخية المحيطة بالملعب
شهد بناء وافتتاح ملعب ليس كورتس فترة مضطربة في التاريخ الإسباني. كان ذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وخلال فترة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في إسبانيا. على الرغم من هذه الظروف، تمكن نادي برشلونة من إكمال بناء الملعب، والذي أصبح رمزًا للأمل والتفاؤل.
شهد الملعب أيضًا الحرب الأهلية الإسبانية، حيث تم استخدامه لأغراض مختلفة، بما في ذلك الاحتجاز. ومع ذلك، استمر الملعب في لعب دور مهم في حياة المجتمع بعد انتهاء الحرب.
المقارنة مع ملاعب أخرى
عندما تم بناؤه، كان ملعب ليس كورتس واحدًا من أكبر الملاعب في أوروبا. يمكن مقارنته بالملاعب الأخرى البارزة في ذلك الوقت، مثل ملعب ويمبلي في لندن، وملعب بارك دي برينس في باريس. ومع ذلك، مع مرور الوقت، أصبحت ملاعب أخرى أكبر وأكثر حداثة.
على الرغم من ذلك، لا يزال ملعب ليس كورتس يحظى بتقدير كبير بسبب تاريخه الغني وأهميته الثقافية.
استخدام الملعب في الفعاليات الأخرى
بالإضافة إلى استخدامه كموطن لنادي برشلونة، استضاف ملعب ليس كورتس العديد من الفعاليات الأخرى. وشملت هذه الحفلات الموسيقية والمعارض والاجتماعات السياسية. كان الملعب مكانًا متعدد الاستخدامات يمكن استخدامه لمجموعة متنوعة من الأنشطة.
المعالم البارزة بالقرب من الملعب
يقع ملعب ليس كورتس في منطقة بها العديد من المعالم البارزة. وتشمل هذه:
- حديقة جوان ميرو
- متحف العلوم الطبيعية في برشلونة
- مركز التسوق إل كورت إنغليس
ساهمت هذه المعالم في جعل المنطقة وجهة سياحية جذابة.
التحديات التي واجهت الملعب
واجه ملعب ليس كورتس العديد من التحديات على مر السنين. وشملت هذه:
- تدهور البنية التحتية
- المنافسة من الملاعب الحديثة
- القيود المفروضة على التوسع
ساعدت هذه التحديات في تسريع قرار بناء ملعب جديد.
التراث الثقافي للملعب
يمثل ملعب ليس كورتس جزءًا مهمًا من التراث الثقافي لمدينة برشلونة وكاتالونيا. يعتبر الملعب رمزًا لتاريخ النادي لكرة القدم، ويعكس شغف المدينة بالرياضة. ساهم الملعب في تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة.
تأثير الملعب على مشجعي برشلونة
كان ملعب ليس كورتس له تأثير عميق على مشجعي نادي برشلونة. كان الملعب بمثابة مكان مقدس لمحبي النادي، حيث شهدوا العديد من اللحظات السعيدة والانتصارات التاريخية. ساعد الملعب في ربط المشجعين بالنادي وتكوين شعور بالانتماء.
خاتمة
كان ملعب ليس كورتس ملعبًا تاريخيًا مهمًا في برشلونة، والذي لعب دورًا حاسمًا في تاريخ نادي برشلونة لكرة القدم وتطوير كرة القدم الإسبانية. شهد الملعب العديد من اللحظات التاريخية، وكان بمثابة رمز للهوية الرياضية والثقافية لمدينة برشلونة. على الرغم من هدمه، لا يزال إرث ليس كورتس حيًا في ذاكرة المشجعين وفي خطط بناء ملعب جديد في نفس الموقع.
المراجع
- FC Barcelona – Camp de Les Corts
- Wikipedia – Camp de Les Corts
- España Fascinante – El Camp de Les Corts
- El Confidencial – Camp de Les Corts
“`