خلفية تاريخية
في القرن التاسع عشر، كانت التجارة مع الصين ودول شرق آسيا الأخرى مربحة للغاية. كانت هذه التجارة تعتمد بشكل كبير على الفضة، وكانت العديد من الدول، بما في ذلك بريطانيا والمكسيك وإسبانيا، تقوم بسك عملات فضية كبيرة خصيصًا لهذه التجارة. أدركت الولايات المتحدة الحاجة إلى المنافسة في هذا السوق، لذا أصدرت دولار التجارة.
صدر قانون العملات لعام 1873 في الولايات المتحدة، والذي أذن بإنشاء دولار التجارة. تم تصميم هذه العملة لتلبية متطلبات التجار الأمريكيين الذين كانوا يتنافسون مع التجار الأوروبيين في سوق العملات التجارية في الشرق الأقصى. كان الهدف الرئيسي هو تسهيل التجارة مع الصين والمساعدة في تحقيق توازن التجارة.
تصميم ومواصفات دولار التجارة
تم تصميم دولار التجارة ليكون أكبر وأثقل من الدولار الفضي القياسي في الولايات المتحدة. كان قطره 38.1 ملم ووزنه 27.22 جرامًا، ويتكون من 90٪ فضة و 10٪ نحاس. هذا التصميم جعله مشابهًا للعملات الفضية الكبيرة الأخرى التي كانت تستخدم في التجارة في ذلك الوقت.
صمم وجه العملة، الذي يمثل الحرية جالسة، تشير بيدها اليمنى إلى المحيط الهادئ. تحمل بيدها اليسرى درعًا عليه كلمة “LIBERTY” (الحرية). توجد 13 نجمة حول رأسها، تمثل المستعمرات الأصلية الثلاث عشرة. كتب فوق الرأس كلمة “E PLURIBUS UNUM” (من بين الكثيرين واحد)، وهي شعار الولايات المتحدة. كتب على حافة العملة اسم الدولة “UNITED STATES OF AMERICA” (الولايات المتحدة الأمريكية) وكلمة “DOLLAR” (دولار).
أما الوجه الآخر من العملة، فقد صمم عليه نسر أصلع يقف على باقة من الأسهم ويحمل غصن زيتون بمنقاره. يحيط بالنسر مجموعة من النجوم. كتب أسفل النسر كلمة “TRADE” (تجارة)، للإشارة إلى الغرض من العملة. كما كتب أسفل النسر تاريخ السك.
إنتاج دولار التجارة
تم سك دولارات التجارة في ثلاث دور لسك العملة في الولايات المتحدة: في فيلادلفيا وكارسون سيتي وسان فرانسيسكو. كان سك العملة في فيلادلفيا هو الأكثر إنتاجًا، في حين أن العملات التي سُكّت في كارسون سيتي وسان فرانسيسكو أكثر ندرة وبالتالي فهي ذات قيمة أكبر لهواة جمع العملات.
بدأ إنتاج دولار التجارة في عام 1873. في البداية، كان الإقبال على هذه العملات كبيرًا، وسرعان ما أصبحت شائعة في التجارة مع الشرق الأقصى. ومع ذلك، تغير الوضع بسرعة بسبب عوامل مختلفة.
تراجع شعبية دولار التجارة
بدأت شعبية دولار التجارة في الانخفاض لأسباب عديدة. أحد الأسباب الرئيسية كان ارتفاع سعر الفضة. أدى هذا الارتفاع إلى جعل دولار التجارة أكثر قيمة من قيمته الاسمية، مما أدى إلى قيام بعض الناس بصهر العملات وبيع الفضة لتحقيق الربح. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الحكومات الأجنبية في التشكيك في قيمة دولار التجارة.
في عام 1876، قررت الحكومة الأمريكية إيقاف سك دولارات التجارة للاستخدام المحلي. ومع ذلك، استمر سك العملات للاستخدام في التجارة الخارجية حتى عام 1878. في عام 1887، سمح الكونغرس باستبدال دولارات التجارة بالدولارات الفضية الأخرى بقيمتها الاسمية.
ندرة وقيمة دولار التجارة
بسبب تاريخها، وتصميمها الفريد، وانخفاض أعدادها، تعتبر دولارات التجارة من العملات المرغوبة للغاية لهواة جمع العملات. تختلف قيمة دولار التجارة اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على عدة عوامل، بما في ذلك الحالة، وتاريخ السك، والندرة. يمكن أن تتراوح قيمة بعض العملات من بضعة مئات من الدولارات إلى عشرات الآلاف من الدولارات.
تعتبر العملات في حالة جيدة جدًا، أي أنها لم تتعرض للتآكل أو الضرر، هي الأكثر قيمة. العملات التي سُكّت في كارسون سيتي وسان فرانسيسكو، والتي كانت أعداد إنتاجها قليلة، عادة ما تكون أكثر قيمة من تلك التي سُكّت في فيلادلفيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض تواريخ السك نادرة بشكل خاص وبالتالي تعتبر ذات قيمة أعلى. يولي هواة جمع العملات اهتمامًا خاصًا للعملات ذات الأخطاء في السك أو التصميمات غير العادية، والتي يمكن أن تزيد من قيمتها.
دولار التجارة في الثقافة الشعبية
على الرغم من أن دولار التجارة لم يعد متداولًا، إلا أنه لا يزال له تأثير في الثقافة الشعبية. غالبًا ما يظهر دولار التجارة في الأدب والأفلام والبرامج التلفزيونية التي تدور أحداثها في الغرب الأمريكي أو في فترة تاريخية مماثلة. غالبًا ما يمثل الدولار الثروة، أو التجارة، أو حتى الفساد.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتم عرض دولار التجارة في المتاحف والمعارض الخاصة بالعملات والتاريخ. يتيح ذلك للجمهور فرصة رؤية هذه العملة التاريخية والتعرف على تاريخها.
أهمية دولار التجارة
يمثل دولار التجارة فترة مهمة في التاريخ الأمريكي، ويسلط الضوء على الجهود الأمريكية للتنافس في التجارة العالمية. ساهمت هذه العملة في التجارة مع الصين ودول شرق آسيا الأخرى، وأثرت في تطور نظام العملات في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل دولار التجارة جزءًا مهمًا من تاريخ جمع العملات. تعتبر هذه العملة رمزًا للندرة والقيمة، وتجذب هواة جمع العملات من جميع أنحاء العالم. إن جمع ودراسة دولارات التجارة يساعد على فهم التاريخ الاقتصادي للولايات المتحدة وتطور نظام العملات.
الاستثمار في دولارات التجارة
يعتبر الاستثمار في دولارات التجارة خيارًا جذابًا لهواة جمع العملات والمستثمرين على حد سواء. يمكن أن توفر العملات الفضية، مثل دولار التجارة، تحوطًا ضد التضخم وتقلبات السوق. ومع ذلك، من المهم إجراء البحوث المناسبة قبل الاستثمار في أي عملة.
قبل شراء دولار التجارة، من المهم التعرف على قيمة العملة وحالتها وندرتها. يمكن أن تساعدك استشارة خبير في جمع العملات على اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكد من أن العملة أصلية.
يجب أيضًا مراعاة المخاطر المرتبطة بالاستثمار في العملات، مثل تقلبات الأسعار واحتمال التزييف. ومع ذلك، بالنسبة لهواة جمع العملات والمستثمرين الذين يتمتعون بالصبر والوعي، يمكن أن يوفر دولار التجارة فرصة استثمارية قيمة.
الخاتمة
دولار التجارة هو قطعة عملة فريدة من نوعها تحمل أهمية تاريخية كبيرة. تم سكها في الولايات المتحدة في الفترة من عام 1873 إلى عام 1885 للتنافس في التجارة مع الشرق الأقصى، وأصبحت بسرعة جزءًا مهمًا من التجارة العالمية. على الرغم من أن دولار التجارة لم يعد قيد التداول، إلا أنه لا يزال يحظى بتقدير كبير من قبل هواة جمع العملات ويحظى بتقدير كبير لقيمته التاريخية. تساهم هذه العملة في فهمنا للتاريخ الاقتصادي للولايات المتحدة وتطور نظام العملات. يمكن أن يكون الاستثمار في دولارات التجارة خيارًا جذابًا، ولكن من المهم إجراء البحوث المناسبة والتحلي بالصبر.