التركيب الكيميائي والخصائص
الأميغدالين هو غليكوزيد نتريل، مما يعني أنه يتكون من جزيء سكر (غلوكوز) مرتبط بجزيء نتريل. الصيغة الكيميائية للأميغدالين هي C20H27NO11. وهو عبارة عن مادة صلبة بلورية بيضاء قابلة للذوبان في الماء والإيثانول.
عندما يتحلل الأميغدالين، فإنه ينتج الجلوكوز وبنزالديهايد وسيانيد الهيدروجين (HCN). يعتبر سيانيد الهيدروجين مادة سامة للغاية، وهذا هو السبب الرئيسي للقلق بشأن سلامة استخدام الأميغدالين.
مصادر الأميغدالين
يتواجد الأميغدالين بشكل طبيعي في العديد من النباتات، وخاصة في:
- بذور الفاكهة ذات النواة الصلبة: المشمش، التفاح، الخوخ، الكرز، اللوز (المر).
- نباتات أخرى: السورغم، الكتان، البرقوق.
تختلف كمية الأميغدالين الموجودة في هذه المصادر اختلافًا كبيرًا. على سبيل المثال، تحتوي بذور المشمش على نسبة عالية نسبيًا من الأميغدالين، بينما تحتوي التفاح على كميات أقل بكثير.
آلية العمل المقترحة (المثيرة للجدل)
يزعم المؤيدون لاستخدام الأميغدالين كعلاج للسرطان أنه يعمل عن طريق استهداف الخلايا السرطانية بشكل انتقائي. الفكرة هي أن الخلايا السرطانية تحتوي على مستويات أعلى من إنزيم يسمى بيتا جلوكوسيداز، والذي يحول الأميغدالين إلى سيانيد الهيدروجين. سيانيد الهيدروجين الناتج، وفقًا لهذه النظرية، يقتل الخلايا السرطانية مع ترك الخلايا السليمة سليمة نسبيًا.
ومع ذلك، فإن هذه النظرية مثيرة للجدل للغاية، ولا يوجد دليل علمي قاطع يدعمها. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي إنتاج سيانيد الهيدروجين إلى تسمم سيانيدي، والذي يمكن أن يكون خطيرًا للغاية وحتى مميتًا.
الاستخدامات التاريخية والحديثة
استُخدم الأميغدالين تاريخيًا في الطب التقليدي لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان. في سبعينيات القرن الماضي، اكتسبت نسخة مصنعة من الأميغدالين تسمى “Laetrile” شعبية كعلاج بديل للسرطان، على الرغم من عدم وجود دليل علمي يدعم فعاليته.
اليوم، لا يزال استخدام الأميغدالين و Laetrile مثيرًا للجدل. لا توافق عليهما معظم المنظمات الطبية الكبرى كعلاج للسرطان بسبب نقص الأدلة على الفعالية والمخاطر المحتملة المرتبطة بتسمم سيانيد.
الجدل حول الفعالية والسلامة
تدور معظم المناقشات حول الأميغدالين حول فعاليته المزعومة كعلاج للسرطان وسلامته. فيما يتعلق بالفعالية، أجريت العديد من الدراسات السريرية لتقييم ما إذا كان الأميغدالين فعالًا في علاج السرطان. خلصت غالبية هذه الدراسات إلى أن الأميغدالين ليس له أي تأثير كبير على نمو السرطان أو بقاء المرضى على قيد الحياة.
فيما يتعلق بالسلامة، فإن الخطر الأكبر المرتبط بالأميغدالين هو احتمال التسمم بالسيانيد. يمكن أن تشمل أعراض التسمم بالسيانيد الغثيان والقيء والصداع والدوخة والضعف والارتباك والزرقة (تحول الجلد إلى اللون الأزرق) والنوبات والغيبوبة. في الحالات الشديدة، يمكن أن يكون التسمم بالسيانيد قاتلاً.
يزداد خطر التسمم بالسيانيد عند تناول الأميغدالين عن طريق الفم، خاصة إذا تم تناوله مع الأطعمة التي تحتوي على إنزيمات تعزز إطلاق السيانيد، مثل اللوز أو بذور المشمش. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون بعض الأفراد أكثر حساسية لآثار السيانيد من غيرهم.
الوضع القانوني والتنظيمي
يختلف الوضع القانوني والتنظيمي للأميغدالين و Laetrile اختلافًا كبيرًا من بلد إلى آخر. في بعض البلدان، مثل الولايات المتحدة، يُحظر بيع الأميغدالين و Laetrile كعلاج للسرطان. ومع ذلك، قد يتم توفيرهما في بعض الأحيان كدواء غير معتمد بموجب شروط محددة.
في بلدان أخرى، مثل المكسيك، يتوفر الأميغدالين و Laetrile بشكل قانوني كعلاج للسرطان. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن فعالية وسلامة هذه العلاجات لم يتم إثباتها علميًا بشكل قاطع.
الآثار الجانبية المحتملة
بالإضافة إلى خطر التسمم بالسيانيد، قد يسبب الأميغدالين أيضًا آثارًا جانبية أخرى، بما في ذلك:
- الغثيان والقيء
- الصداع
- الدوخة
- الطفح الجلدي
- مشاكل في الكبد
من المهم استشارة الطبيب قبل تناول الأميغدالين، خاصة إذا كان لديك أي حالات طبية موجودة مسبقًا أو كنت تتناول أدوية أخرى.
بدائل لعلاج السرطان
نظرًا للجدل الدائر حول فعالية وسلامة الأميغدالين، من المهم أن يكون المرضى على دراية بالبدائل الأخرى المتاحة لعلاج السرطان. تشمل العلاجات التقليدية للسرطان الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاج الهرموني والعلاج المناعي. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من العلاجات التكميلية والبديلة التي قد تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة للمرضى الذين يعانون من السرطان.
من المهم مناقشة جميع خيارات العلاج المتاحة مع طبيبك لتحديد أفضل مسار للعمل لحالتك الخاصة.
خاتمة
الأميغدالين مركب طبيعي موجود في العديد من النباتات، وخاصة في بذور الفاكهة ذات النواة الصلبة. على الرغم من أنه تم الترويج له كعلاج للسرطان، إلا أنه لا يوجد دليل علمي قاطع يدعم فعاليته، ويوجد خطر كبير للتسمم بالسيانيد. يجب على المرضى الذين يفكرون في استخدام الأميغدالين كعلاج للسرطان مناقشة المخاطر والفوائد المحتملة مع طبيبهم واستكشاف خيارات العلاج الأخرى المتاحة.