<![CDATA[
التصميم والتطوير
بدأ تصميم فرقاطات مشروع 11540 في أوائل الثمانينيات كبديل عن الفرقاطات الأكبر حجماً من فئة كريفاك. كان الهدف هو بناء سفن متعددة المهام يمكنها أداء مجموعة واسعة من الأدوار، بما في ذلك مكافحة الغواصات، والقتال السطحي، وتقديم الدعم المدفعي. تم تصميم السفن في مكتب تصميم السفن الشمالية (Severnoye Design Bureau) في لينينغراد. تميز التصميم بهيكل فولاذي مع هيكل علوي من سبائك الألومنيوم والمغنيسيوم لتقليل الوزن. كان من المتوقع بناء ما يصل إلى ثماني سفن من هذه الفئة، لكن الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي أعقب انهيار الاتحاد السوفيتي أدى إلى إلغاء العديد من السفن.
تم وضع أول فرقاطة، “نوستراشيمي” (الرقم التسلسلي 062)، في حوض بناء السفن يانتار في كالينينغراد في عام 1986، وتم إطلاقها في عام 1988. تم الانتهاء من السفينة ودخلت الخدمة في عام 1990. تم وضع الفرقاطة الثانية، “ياروسلاف الحكيم” (الرقم التسلسلي 063)، في عام 1988، وتم إطلاقها في عام 1990، ولكنها لم تدخل الخدمة حتى عام 2009 بسبب التأخيرات في التمويل والبناء. تم إلغاء السفن الأخرى في السلسلة في مراحل مختلفة من البناء.
التسليح والمعدات
كانت فرقاطات نوستراشيمي مجهزة بمجموعة متنوعة من الأسلحة والمستشعرات. كان التسليح الرئيسي يتكون من مدفع AK-100 عيار 100 ملم في المقدمة، بالإضافة إلى ستة عشر صاروخ سطح-جو من طراز SA-N-9 Gauntlet في قاذفات عمودية. للقتال المضاد للغواصات، كانت السفن تحمل زوجًا من أنابيب الطوربيد عيار 533 ملم، بالإضافة إلى قاذفات صواريخ RBU-6000 المضادة للغواصات. كما تم تجهيز السفن بطائرات هليكوبتر مضادة للغواصات من طراز Ka-27 Helix-A. بالنسبة للدفاع الجوي القريب، كانت السفن تحمل مدافع AK-630 عيار 30 ملم.
تضمنت المستشعرات الرادارات المتطورة للبحث الجوي والسطحي، ورادار التحكم في إطلاق النار، والسونار للسفن والغواصات. كان نظام إدارة القتال على متن السفن يشتمل على نظام إلكتروني متكامل لمعالجة البيانات من جميع أجهزة الاستشعار والأسلحة. سمح هذا النظام للطاقم بالاشتباك بفعالية مع أهداف متعددة في وقت واحد.
الخدمة في البحرية الروسية
دخلت الفرقاطة “نوستراشيمي” الخدمة في أسطول البلطيق في عام 1990. شاركت السفينة في العديد من التدريبات والمناورات البحرية. قامت السفينة أيضًا بزيارات ودية إلى موانئ مختلفة حول العالم، مما ساعد على تعزيز العلاقات الدبلوماسية. خضعت السفينة لتجديد في الفترة من 2014 إلى 2017 لترقية أنظمتها. لا تزال السفينة في الخدمة النشطة.
دخلت الفرقاطة “ياروسلاف الحكيم” الخدمة في أسطول البلطيق في عام 2009. على الرغم من التأخير الطويل في الانتهاء، إلا أن السفينة أصبحت إضافة قيمة لقدرات البحرية الروسية. شاركت السفينة في العديد من التدريبات والمناورات البحرية، وقامت أيضًا بزيارات ودية إلى موانئ مختلفة. قامت السفينة برحلات بعيدة المدى، بما في ذلك المشاركة في العمليات في البحر الأبيض المتوسط. لا تزال السفينة في الخدمة النشطة.
الميزات والقدرات
تتميز فرقاطات نوستراشيمي بالعديد من الميزات التي جعلتها سفنًا قتالية فعالة. كان تصميم السفن جيدًا للبحار، مما سمح لها بالعمل في مجموعة متنوعة من الظروف الجوية. تم تجهيز السفن بمجموعة واسعة من الأسلحة والمستشعرات، مما جعلها قادرة على الاشتباك مع أهداف متعددة في وقت واحد. بفضل قدرتها على حمل طائرة هليكوبتر، يمكن للسفن توسيع نطاق عملياتها وقدراتها على مكافحة الغواصات. إن مزيج هذه الميزات جعل من هذه الفرقاطات سفنًا قوية متعددة المهام.
تم تصميم السفن في المقام الأول للعمل في البحار القريبة من الشواطئ، ولكنها قادرة على العمل في المحيطات. بفضل قدرتها على البقاء في البحر لفترة طويلة، يمكن للسفن المشاركة في عمليات بعيدة المدى. كما أن السفن قادرة على العمل بشكل مستقل أو كجزء من قوة أكبر. تم تصميم السفن للعمل في كل من البيئات السلمية والحربية. تعتبر الفرقاطات قادرة على توفير الحماية للقوات الصديقة، ومكافحة الغواصات، وتوفير الدعم المدفعي للقوات البرية.
التحديثات والتحسينات
خضعت كل من “نوستراشيمي” و”ياروسلاف الحكيم” لتحديثات وتحسينات على مر السنين. تضمنت هذه التحديثات ترقيات لأنظمة الأسلحة والإلكترونيات. على سبيل المثال، خضعت “نوستراشيمي” لتجديد كبير في الفترة من 2014 إلى 2017، والذي تضمن تركيب أنظمة أسلحة جديدة وأنظمة إلكترونية. أدت هذه التحديثات إلى زيادة قدرة السفن على البقاء على قيد الحياة وقدراتها القتالية.
بالإضافة إلى التحديثات الدورية، تم إجراء بعض التحسينات على تصميم السفن. على سبيل المثال، تم تحسين تصميم الهيكل لتقليل الضوضاء وتقليل البصمة الرادارية للسفن. كما تم تحسين أنظمة الإقامة للطاقم، مما يوفر لهم بيئة معيشية أكثر راحة. تضمن هذه التحسينات أن تظل السفن فعالة في الخدمة لسنوات عديدة.
المستقبل
على الرغم من عدم اكتمال بناء المزيد من السفن من فئة نوستراشيمي، فمن المتوقع أن تظل السفينتان الموجودتان في الخدمة – “نوستراشيمي” و”ياروسلاف الحكيم” – في الخدمة لسنوات عديدة قادمة. من المتوقع أن تستمر السفن في المشاركة في التدريبات والمناورات البحرية، بالإضافة إلى القيام بزيارات ودية إلى الموانئ حول العالم. من المحتمل أن تخضع السفن لتحديثات إضافية في المستقبل للحفاظ على فعاليتها.
في حين أن فرقاطات نوستراشيمي قد تم تجاوزها في بعض الجوانب من قبل السفن الحديثة، إلا أنها لا تزال أصولًا قيمة للبحرية الروسية. إن قدرتها على القيام بمجموعة متنوعة من المهام، جنبًا إلى جنب مع موثوقيتها، تجعلها إضافة مهمة لقوات السطح الروسية. من المتوقع أن تظل السفن جزءًا مهمًا من القوة البحرية الروسية لسنوات قادمة.
الخلاصة
تعد فرقاطات نوستراشيمي مثالًا على التصميم الهندسي السوفيتي المتطور. على الرغم من أن عدد السفن المكتملة كان محدودًا بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، فقد أثبتت السفينتان اللتان دخلتا الخدمة أنهما قادرتان على تقديم مساهمات كبيرة في القدرات البحرية الروسية. إن تصميمها متعدد المهام وتسليحها القوي جعلها أصولًا قيمة في مختلف العمليات البحرية. لقد لعبت هذه الفرقاطات دورًا مهمًا في تدريب القوات البحرية وتعزيز الأمن البحري الروسي، ومن المتوقع أن يستمر دورها هذا في المستقبل.