عبد الباسط عبد الصمد (Abdul Basit ‘Abd us-Samad)

نشأته وبداياته

ولد عبد الباسط عبد الصمد في قرية المراعزة بمركز أرمنت بمحافظة قنا في صعيد مصر. نشأ في بيئة محافظة تهتم بتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أحكامه. بدأ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وأتم حفظه كاملاً وهو في العاشرة من عمره. تلقى عبد الباسط علوم التجويد والقراءات على يد العديد من المشايخ والعلماء البارزين في عصره، مما ساهم في صقل موهبته وتنمية قدراته في تلاوة القرآن الكريم.

بدأ عبد الباسط مسيرته في تلاوة القرآن الكريم في سن مبكرة، حيث كان يشارك في المناسبات الدينية والاحتفالات المحلية. ذاع صيته في مصر والعالم الإسلامي بفضل صوته الجميل وأسلوبه المميز في التلاوة. تميز عبد الباسط بقدرته على تلاوة القرآن الكريم بمختلف القراءات، وإتقانه لأحكام التجويد، مما جعله محط إعجاب وتقدير الكثيرين.

الشهرة العالمية

ازدهرت شهرة عبد الباسط عبد الصمد عالمياً عندما بدأ في تسجيل تلاواته وإذاعتها عبر الإذاعات والقنوات التلفزيونية المختلفة. انتشرت تسجيلاته في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأصبح صوته مألوفاً لدى الملايين من المسلمين. كان لأسلوبه المميز في التلاوة، الذي يجمع بين العذوبة والخشوع، دور كبير في جذب المستمعين من مختلف الأعمار والثقافات. سافر عبد الباسط إلى العديد من الدول لإحياء المناسبات الدينية والمشاركة في المسابقات القرآنية، مما ساهم في تعزيز شهرته وتوسيع انتشاره.

كان عبد الباسط يمتلك القدرة على التأثير في قلوب المستمعين من خلال صوته وتلاوته المعبرة. كان يستخدم صوته بطريقة تعكس معاني الآيات القرآنية، مما يجعل المستمع يشعر بالخشوع والتدبر. تميزت تلاواته بالوضوح والجمال، وكانت بمثابة نموذج يحتذى به للقراء الآخرين. حصل عبد الباسط على العديد من الجوائز والأوسمة التقديرية من مختلف الدول والمنظمات الإسلامية تقديراً لجهوده في خدمة القرآن الكريم.

أسلوبه في التلاوة

تميز أسلوب عبد الباسط عبد الصمد في التلاوة بالعديد من الخصائص التي جعلته فريداً ومميزاً. من أبرز هذه الخصائص:

الصوت العذب: كان يتمتع بصوت جميل وعذب، يلامس القلوب ويأسر الأسماع.
الإتقان التام لأحكام التجويد: كان يلتزم بأحكام التجويد بدقة، مما يضمن سلامة القراءة ووضوح المعنى.
التلاوة المتوازنة: كان يجمع بين العذوبة والخشوع في تلاوته، مما يجعل المستمع يشعر بالراحة والطمأنينة.
القدرة على التعبير عن معاني الآيات: كان يستخدم صوته للتعبير عن معاني الآيات القرآنية، مما يساعد المستمع على التدبر والتفكر.
التنوع في القراءات: كان يجيد تلاوة القرآن الكريم بمختلف القراءات، مما يثري تجربة الاستماع.

ساهمت هذه الخصائص في جعل تلاوات عبد الباسط عبد الصمد تحظى بشعبية واسعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. كان أسلوبه بمثابة مدرسة للقراء، وقد تأثر به العديد من القراء والمستمعين.

مساهماته وإرثه

ترك عبد الباسط عبد الصمد إرثاً عظيماً في عالم تلاوة القرآن الكريم. فقد ساهم في:

إحياء فن التلاوة: أعاد عبد الباسط إحياء فن التلاوة، وجعله في متناول الجميع.
تعليم الأجيال: أثر في أجيال من القراء والمستمعين، وساهم في تعليمهم أحكام التجويد والقراءات.
نشر القرآن الكريم: ساهم في نشر القرآن الكريم في جميع أنحاء العالم، من خلال تسجيلاته وتلاواته.
إلهام المسلمين: ألهم المسلمين في جميع أنحاء العالم، وجعلهم يتوقون إلى الاستماع إلى القرآن الكريم.

تعتبر تسجيلات عبد الباسط عبد الصمد مرجعاً مهماً للقراء والمستمعين. لا تزال تلاواته تذاع على نطاق واسع، وتلقى إقبالاً كبيراً من قبل المسلمين في جميع أنحاء العالم. يعتبر عبد الباسط رمزاً من رموز قراءة القرآن الكريم، وسيظل اسمه خالداً في ذاكرة المسلمين.

تكريمه

حظي عبد الباسط عبد الصمد بتكريم كبير في حياته وبعد وفاته. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة التقديرية من مختلف الدول والمنظمات الإسلامية. تم إطلاق اسمه على العديد من المراكز والمساجد والمدارس في مختلف أنحاء العالم تكريماً له. يعتبر عبد الباسط نموذجاً يحتذى به في الإخلاص للقرآن الكريم، والعمل على نشره وتعليمه.

وفاته

توفي عبد الباسط عبد الصمد في 30 نوفمبر 1988، عن عمر يناهز 61 عاماً. ترك وراءه إرثاً عظيماً من التلاوات والذكرى الطيبة. صليت عليه صلاة الجنازة في المسجد الأقصى في القدس، ودفن في مقبرة الإمام الشافعي بالقاهرة. رحل عبد الباسط بجسده، لكن صوته وأثره باقٍ في قلوب المسلمين إلى الأبد.

خاتمة

عبد الباسط عبد الصمد كان قارئاً للقرآن الكريم استثنائياً، ترك بصمة لا تمحى في عالم التلاوة. بفضل صوته العذب، وأسلوبه المميز، وإتقانه لأحكام التجويد، أصبح عبد الباسط من أشهر قراء القرآن في التاريخ. كان لجهوده في خدمة القرآن الكريم تأثير كبير على ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم. سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة المسلمين، وستبقى تلاواته مصدر إلهام وخشوع للأجيال القادمة.

المراجع

“`