واجه الموسيقى (Face the Music)

خلفية الألبوم

بعد النجاح الهائل الذي حققته ألبوماتهم السابقة، أرادت فرقة «نيو كيدز أون ذا بلوك» أن تتطور موسيقيًا. قرروا كتابة معظم أغاني الألبوم بأنفسهم والمشاركة في إنتاجه. كان هذا بمثابة تغيير كبير، حيث أن ألبوماتهم السابقة كانت تعتمد بشكل كبير على كتاب الأغاني والمنتجين الخارجيين. أرادت الفرقة أن تثبت أنها أكثر من مجرد فرقة فتيان، وأنها قادرة على إنتاج موسيقى ذات جودة عالية ومحتوى فني عميق.

بدأت عملية تسجيل الألبوم في عام 1993، حيث عملت الفرقة مع مجموعة متنوعة من المنتجين والمهندسين، بما في ذلك أعضاء الفرقة أنفسهم. تم تسجيل الألبوم في عدة استوديوهات في الولايات المتحدة، مما سمح للفرقة بالوصول إلى أفضل المعدات والتقنيات. خلال عملية التسجيل، قامت الفرقة بتجربة أصوات مختلفة ودمج عناصر من موسيقى البوب والآر أند بي والراب، مما أدى إلى صوت جديد ومميز للألبوم.

محتوى الألبوم

تميز ألبوم «واجه الموسيقى» بمجموعة متنوعة من الأغاني، بما في ذلك الأغاني السريعة والمرحة، والأغاني البطيئة والرومانسية، والأغاني التي تتناول قضايا اجتماعية. من بين أبرز أغاني الألبوم:

Dirty Dawg: أغنية راب تعاونت فيها الفرقة مع مغني الراب «سبانكي دي».
Never Let You Go: أغنية بوب رومانسية.
Keep on Smilin’: أغنية تفاؤلية تتناول موضوع الأمل.
Don’t Know Much About Love: أغنية آر أند بي بطيئة.

بشكل عام، يعكس الألبوم نضج الفرقة وتوسعها الموسيقي. لقد أظهرت الفرقة قدرتها على كتابة أغاني ذات معنى، وإنتاج موسيقى عالية الجودة، والتجربة مع أصوات مختلفة. على الرغم من أن الألبوم لم يحقق النجاح التجاري المتوقع، إلا أنه يعتبر عملًا فنيًا مهمًا في مسيرة الفرقة.

الاستقبال النقدي والتجاري

تلقى ألبوم «واجه الموسيقى» مراجعات متباينة من النقاد. أشاد بعض النقاد بالنضج الموسيقي للفرقة وتجريبها مع الأصوات المختلفة. ومع ذلك، انتقد آخرون الألبوم لعدم قدرته على منافسة الألبومات الأخرى التي صدرت في ذلك الوقت، ولعدم تمسكه بالأسلوب الموسيقي الذي اشتهرت به الفرقة. لم يحقق الألبوم نجاحًا تجاريًا كبيرًا، على عكس ألبوماتهم السابقة. وصل الألبوم إلى المرتبة 25 على قائمة بيلبورد 200 في الولايات المتحدة، وهي مرتبة أقل بكثير من ألبوماتهم السابقة. كما لم يحقق الألبوم مبيعات كبيرة في الأسواق الدولية.

يعزى هذا الفشل التجاري إلى عدة عوامل. أولاً، شهدت صناعة الموسيقى تغييرات كبيرة في منتصف التسعينيات. أصبحت موسيقى الروك البديلة والجرونج تحظى بشعبية كبيرة، مما أثر على تفضيلات الجمهور. ثانيًا، لم تكن الفرقة قادرة على الترويج للألبوم بشكل فعال، بسبب بعض المشاكل الداخلية والخلافات مع الإدارة. أخيرًا، لم يكن الألبوم جذابًا بما فيه الكفاية للجمهور العام، بسبب التغيرات في الأسلوب الموسيقي للفرقة.

تأثير الألبوم

على الرغم من فشله التجاري، إلا أن ألبوم «واجه الموسيقى» ترك تأثيرًا على مسيرة فرقة «نيو كيدز أون ذا بلوك». فقد أظهر الألبوم رغبة الفرقة في التطور الموسيقي والتجريب مع الأصوات المختلفة. كما أظهر الألبوم قدرة الفرقة على كتابة الأغاني والإنتاج الموسيقي. على الرغم من عدم تحقيقه النجاح التجاري، إلا أن الألبوم يعتبر عملًا فنيًا مهمًا في مسيرة الفرقة، ويوثق فترة انتقالية في حياتهم المهنية.

في السنوات التي تلت إصدار الألبوم، واصلت الفرقة العمل على مشاريع موسيقية جديدة، بما في ذلك ألبومات استوديو إضافية وجولات عالمية ناجحة. في عام 2008، اجتمعت الفرقة مرة أخرى وأصدرت ألبومًا جديدًا بعنوان «The Block»، والذي حقق نجاحًا تجاريًا ونقديًا كبيرًا. أظهر هذا الألبوم عودة الفرقة إلى الساحة الموسيقية، وأثبت أنهم لا يزالون قادرين على إنتاج موسيقى عالية الجودة ومنافسة الفرق الأخرى في صناعة الموسيقى.

مقارنة مع أعمال سابقة

تختلف «واجه الموسيقى» اختلافًا كبيرًا عن ألبومات «نيو كيدز أون ذا بلوك» السابقة. في حين أن ألبوماتهم السابقة كانت تركز على موسيقى البوب الشبابية الخفيفة، فإن «واجه الموسيقى» يضم مجموعة متنوعة من الأصوات والأساليب الموسيقية، بما في ذلك الراب والآر أند بي. تعكس هذه التغييرات رغبة الفرقة في النمو والتطور الموسيقي، بالإضافة إلى التغيرات في اتجاهات الموسيقى السائدة.

على سبيل المثال، تميز ألبومهم الأول، «New Kids on the Block»، بأغاني بوب جذابة ومرحة، مثل «Hangin’ Tough» و «Please Don’t Go Girl». كان هذا الألبوم موجهًا بشكل كبير إلى جمهور المراهقين، وحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا. ومع ذلك، كان الألبوم يفتقر إلى العمق الموسيقي، واعتمد بشكل كبير على كتاب الأغاني والمنتجين الخارجيين.

على النقيض من ذلك، يتميز ألبوم «واجه الموسيقى» بأغاني أكثر تعقيدًا وأكثر نضجًا، مثل «Dirty Dawg» و «Never Let You Go». أظهرت هذه الأغاني قدرة الفرقة على كتابة الأغاني والإنتاج الموسيقي، بالإضافة إلى التجريب مع الأصوات المختلفة. على الرغم من أن الألبوم لم يحقق النجاح التجاري الذي حققته ألبوماتهم السابقة، إلا أنه يعتبر عملًا فنيًا مهمًا في مسيرة الفرقة.

الإنتاج والمشاركون

شارك العديد من المنتجين والمهندسين في إنتاج ألبوم «واجه الموسيقى»، بما في ذلك أعضاء الفرقة أنفسهم. هذا يمثل تحولًا كبيرًا في نهج الفرقة، حيث أن ألبوماتهم السابقة كانت تعتمد بشكل كبير على كتاب الأغاني والمنتجين الخارجيين. سمح هذا التحول للفرقة بالتحكم بشكل أكبر في عملها الفني والتعبير عن رؤيتهم الموسيقية.

من بين أبرز المشاركين في إنتاج الألبوم:

الديريك ديليجيت: منتج ومغني راب ساهم في أغنية «Dirty Dawg».
غاري برانت: مهندس صوت عمل على العديد من الأغاني في الألبوم.
أعضاء الفرقة: دوني والبيرغ، جوي ماكنتاير، جوردان نايت، داني وود، وجوناثان نايت، شاركوا في كتابة وإنتاج بعض الأغاني.

كانت هذه المشاركة المكثفة من أعضاء الفرقة بمثابة خطوة مهمة في مسيرتهم المهنية، حيث أظهرت قدرتهم على العمل كفنانين مبدعين وليس فقط كمؤدين. سمح لهم هذا بالتحكم في رؤيتهم الفنية، وتجربة أصوات مختلفة، وإنتاج موسيقى تعكس هويتهم الفنية.

التسويق والترويج

لم يحصل ألبوم «واجه الموسيقى» على الدعم التسويقي والترويجي الذي تلقته ألبوماتهم السابقة. هذا يرجع إلى عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات في صناعة الموسيقى، والخلافات الداخلية في الفرقة، وقرار الفرقة بالتركيز على الجودة الفنية للألبوم بدلاً من النجاح التجاري.

على الرغم من ذلك، أصدرت الفرقة بعض الأغاني المنفردة من الألبوم، بما في ذلك «Dirty Dawg» و «Never Let You Go». تم تصوير مقاطع فيديو موسيقية لهذه الأغاني، وعرضت على قنوات الموسيقى التلفزيونية. كما قامت الفرقة بجولة ترويجية لدعم الألبوم، ولكنها لم تكن بنفس حجم الجولات التي قامت بها في الماضي.

أثر نقص الدعم التسويقي والترويجي على مبيعات الألبوم، حيث لم يتمكن من الوصول إلى نفس الجمهور الذي وصل إليه ألبومهم السابق. ومع ذلك، لا يزال الألبوم يعتبر عملًا فنيًا مهمًا في مسيرة الفرقة، ويستحق التقدير على جودته الفنية.

تقييم الألبوم اليوم

على الرغم من عدم نجاحه التجاري، لا يزال ألبوم «واجه الموسيقى» يعتبر عملًا فنيًا مهمًا في تاريخ فرقة «نيو كيدز أون ذا بلوك». يعكس الألبوم نضج الفرقة وتجريبها مع الأصوات المختلفة، ويظهر قدرتها على كتابة الأغاني والإنتاج الموسيقي. على الرغم من عدم وصوله إلى نفس مستوى النجاح التجاري لألبوماتهم السابقة، إلا أن الألبوم يستحق التقدير على جودته الفنية.

في السنوات التي تلت إصداره، اكتسب الألبوم قاعدة جماهيرية مخلصة، الذين يقدرون محتواه الفني وتجريب الفرقة. يعتبر الألبوم بمثابة شهادة على رغبة الفرقة في التطور الموسيقي، ومحاولتها لإنتاج موسيقى ذات جودة عالية ومحتوى فني عميق. على الرغم من التحديات التي واجهتها الفرقة في ذلك الوقت، إلا أنهم تمكنوا من إنتاج ألبوم يعكس رؤيتهم الفنية.

خاتمة

«واجه الموسيقى» هو ألبوم مميز في مسيرة «نيو كيدز أون ذا بلوك»، يمثل تحولًا في صوت الفرقة ونضجها الموسيقي. على الرغم من عدم تحقيقه النجاح التجاري المتوقع، إلا أنه يظهر قدرة الفرقة على التطور والتجريب. يعكس الألبوم رغبة الفرقة في كتابة وإنتاج موسيقاها الخاصة، وتقديم عمل فني ذي جودة عالية. يعتبر «واجه الموسيقى» بمثابة شهادة على إبداع الفرقة وقدرتها على التكيف مع التغيرات في صناعة الموسيقى.

المراجع

“`