مغنو الشوارع (Streetwalkers)

تكوين الفرقة والسنوات الأولى

بعد تفكك Family في عام 1973، سعى روجر تشابمان وتشارلي ويتني إلى مواصلة مسيرتهما الموسيقية معًا. قررا تشكيل فرقة جديدة، وبدأت مغنو الشوارع حياتها بضم عازف الجيتار جون “بولي” بالمر، وعازف الطبول نايجل كيرفين، وعازف البيس بوب بيلس. كان هذا التشكيل الأولي بمثابة الأساس الذي بنت عليه الفرقة سمعتها كواحدة من الفرق الروك النشطة في السبعينيات.

أصدرت الفرقة أول ألبوماتها، والذي يحمل عنوان “Streetwalkers”، في عام 1974. كان الألبوم بمثابة تعريف بصوت الفرقة، والذي تميز بصوت تشابمان المميز والجيتار القوي لويتني. كان الألبوم يمثل مزيجًا من الروك والبلوز، مع لمحات من موسيقى R&B. على الرغم من أن الألبوم لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، إلا أنه حظي بتقدير النقاد وأسس لفرقة قاعدة جماهيرية مخلصة.

التغيرات في التشكيلة والإصدارات اللاحقة

شهدت مغنو الشوارع بعض التغييرات في التشكيلة على مر السنين. انضم عازف البيس جيريمي ستافورد إلى الفرقة في عام 1975، وحل محل بوب بيلس. في نفس العام، أصدرت الفرقة ألبومها الثاني، “Downtown Flyers”، والذي أظهر تقدمًا في صوت الفرقة. تميز الألبوم بتأثيرات روك أكثر وضوحًا، مع الحفاظ على نبرة البلوز المميزة. لاقى الألبوم استقبالًا أفضل من ألبومهم الأول، مما ساهم في زيادة شهرة الفرقة.

في عام 1976، أصدرت الفرقة ألبومها الثالث، “Red Card”، والذي يعتبره الكثيرون أفضل أعمالهم. تميز الألبوم بصوت أكثر تماسكًا وإنتاجًا محسنًا. تضمن الألبوم بعضًا من أشهر أغاني الفرقة، مثل “Run for Cover” و “Tokyo Rose”. حقق الألبوم نجاحًا تجاريًا معقولًا، مما ساهم في ترسيخ مكانة الفرقة في عالم موسيقى الروك.

النجاح التجاري والتفكك

بلغت مغنو الشوارع ذروة نجاحها التجاري في عام 1977، مع إصدار ألبومها الرابع، “Vicious But Fair”. تميز الألبوم بصوت أكثر احترافًا، مع إنتاج متقن وأغاني أكثر جاذبية. تضمن الألبوم أغنيات مثل “Cracked” و “Me and My Guitar”، التي أصبحت من الأغاني المفضلة لدى المعجبين. صعد الألبوم إلى قائمة الألبومات البريطانية، مما ساهم في زيادة شهرة الفرقة في جميع أنحاء العالم.

على الرغم من النجاح التجاري، بدأت التوترات الداخلية تظهر داخل الفرقة. كان روجر تشابمان يطمح إلى مسيرة منفردة، وبدأ يتعاون في مشاريع أخرى. في عام 1978، أصدرت الفرقة ألبومها الخامس والأخير، “Calling the Shots”، والذي لم يحقق نفس مستوى النجاح الذي حققه ألبومهم السابق. قررت الفرقة التوقف عن العمل في نفس العام، منهية مسيرة فنية استمرت خمس سنوات.

إرث مغني الشوارع

على الرغم من أن مغنو الشوارع لم تحقق نفس النجاح التجاري الذي حققته Family، إلا أنها تركت بصمة مهمة في عالم موسيقى الروك. اشتهرت الفرقة بعروضها الحية القوية وصوتها الفريد، والذي تميز بصوت تشابمان المميز والجيتار القوي لويتني. أثرت الفرقة على العديد من الفرق الموسيقية في العقود التالية، وألهمت عددًا كبيرًا من الفنانين.

أصدرت الفرقة عدة ألبومات ناجحة نسبيًا، بما في ذلك “Red Card” و “Vicious But Fair”، والتي تعتبر من كلاسيكيات الروك. استمرت موسيقى الفرقة في اكتساب معجبين جدد على مر السنين، وظلت أغانيها تُعزف على الراديو وفي الحفلات الموسيقية. يمثل إرث مغني الشوارع شهادة على قوة الروك والبلوز، ومهاراتهم الفنية كفنانين.

أسلوبهم الموسيقي وتأثيراتهم

تميزت موسيقى مغني الشوارع بمزيج فريد من الروك والبلوز، مع لمحات من موسيقى R&B. تأثرت الفرقة بمجموعة متنوعة من الفنانين، بما في ذلك The Rolling Stones و The Who و John Lee Hooker. كان صوت روجر تشابمان المميز هو السمة المميزة للفرقة، حيث جمع بين قوة الصوت وعاطفته. ساهمت الجيتار القوي لتشارلي ويتني في إبراز صوت الفرقة، مع إضفاء طابع موسيقي مميز.

اشتهرت الفرقة بعروضها الحية القوية، حيث كانت تقدم أداءً مليئًا بالطاقة والحماس. كانت عروضهم غالبًا ما تتضمن مقطوعات موسيقية مطولة وعروضًا ارتجالية، مما سمح لأعضاء الفرقة بإظهار مهاراتهم الفردية. ساهمت هذه العروض الحية في بناء قاعدة جماهيرية مخلصة للفرقة.

أعضاء الفرقة وتكوينهم

تغيرت تشكيلة مغني الشوارع على مر السنين، لكن التشكيلة الأساسية ظلت ثابتة. كان روجر تشابمان هو المغني الرئيسي، وتشارلي ويتني عازف الجيتار الرئيسي. انضم جون “بولي” بالمر إلى الفرقة كعازف جيتار، ونايجل كيرفين كعازف طبول، وبوب بيلس كعازف بيس. مع مرور الوقت، حل جيريمي ستافورد محل بوب بيلس كعازف بيس. ساهم كل عضو من أعضاء الفرقة في الصوت الفريد للفرقة، حيث أبدعوا موسيقى الروك والبلوز التي أصبحت علامة مميزة لهم.

ألبوماتهم وأغانيهم المميزة

Streetwalkers (1974): كان هذا هو الألبوم الأول للفرقة، والذي قدم صوتهم الفريد للعالم.
Downtown Flyers (1975): أظهر هذا الألبوم تقدمًا في صوت الفرقة، مع تأثيرات روك أكثر وضوحًا.
Red Card (1976): يعتبره الكثيرون أفضل أعمالهم، وتضمن أغاني مثل “Run for Cover” و “Tokyo Rose”.
Vicious But Fair (1977): بلغ هذا الألبوم ذروة النجاح التجاري للفرقة، مع أغاني مثل “Cracked” و “Me and My Guitar”.
Calling the Shots (1978): كان هذا هو الألبوم الأخير للفرقة، والذي لم يحقق نفس مستوى النجاح.

بالإضافة إلى الألبومات، أنتجت الفرقة عددًا من الأغاني المميزة التي لا تزال تُعزف حتى اليوم. تضمنت هذه الأغاني “Run for Cover”، “Tokyo Rose”، “Cracked”، و “Me and My Guitar”، والتي أظهرت القدرة الفنية للفرقة ومهارتهم في كتابة الأغاني.

تأثيرهم على الموسيقى

على الرغم من أن مغني الشوارع لم تحقق نفس النجاح التجاري الذي حققته بعض الفرق الأخرى في عصرهم، إلا أن تأثيرهم على الموسيقى كان كبيرًا. ساهمت الفرقة في تطوير صوت الروك والبلوز، وألهمت عددًا من الفرق الموسيقية في العقود التالية. كما أن عروضهم الحية القوية تركت انطباعًا دائمًا على الجماهير، وساعدت في تعزيز شعبية موسيقى الروك.

لا يزال إرث مغني الشوارع حيًا حتى اليوم. لا تزال أغانيهم تُعزف على الراديو، وتحظى بتقدير المعجبين الجدد والقدامى. تعتبر الفرقة مثالًا على قوة الروك والبلوز، وشهادة على قدرة الموسيقى على التأثير في حياة الناس.

أحداث ما بعد التفكك

بعد تفكك مغني الشوارع، واصل روجر تشابمان مسيرته الفنية كمغني منفرد ناجح. أصدر عددًا من الألبومات التي حظيت بتقدير النقاد، وقام بجولات حول العالم. واصل تشارلي ويتني مسيرته كموسيقي، وعمل مع مجموعة متنوعة من الفنانين. أما أعضاء الفرقة الآخرين، فقد استمروا في العمل في صناعة الموسيقى، سواء كأعضاء في فرق أخرى أو كفنانين منفردين.

على الرغم من أن الفرقة لم تعد موجودة، إلا أن إرثها استمر في النمو. تذكر العديد من المعجبين الفرقة بحب، ويواصلون الاستماع إلى موسيقاهم. كما أنهم يشيدون بأداء أعضاء الفرقة، ومهاراتهم الفنية، وتأثيرهم على الموسيقى.

خاتمة

كانت مغني الشوارع فرقة روك إنجليزية تركت بصمة مهمة في عالم الموسيقى. تميزت الفرقة بصوتها الفريد، والذي جمع بين الروك والبلوز، وعروضها الحية القوية. على الرغم من أن الفرقة لم تحقق نفس النجاح التجاري الذي حققته بعض الفرق الأخرى، إلا أنها أثرت على العديد من الفنانين، وألهمت عددًا كبيرًا من المعجبين. يمثل إرث مغني الشوارع شهادة على قوة موسيقى الروك والبلوز، ومهاراتهم الفنية كفنانين. لا تزال موسيقى الفرقة تُعزف حتى اليوم، وتستمر في جذب معجبين جدد، مما يضمن استمرار إرثهم.

المراجع

“`