نشأتها وبداية حياتها
ولدت ليندا بيرني في بلدة باثورست في نيو ساوث ويلز. ترعرعت في مجتمع يولي، وهي من السكان الأصليين. عانت بيرني من التمييز العنصري في طفولتها، الأمر الذي أثر في رؤيتها للعالم وألهمها في مسيرتها المهنية في مجال حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. حصلت على تعليمها في مدرسة باثورست الثانوية. قبل دخولها عالم السياسة، عملت بيرني في مجال التعليم، حيث شغلت مناصب قيادية في قطاع التعليم في نيو ساوث ويلز. شغلت منصب مديرة المدرسة الابتدائية في بلاكتاون، وكانت أول أسترالية من السكان الأصليين تشغل هذا المنصب.
مسيرتها المهنية المبكرة
بدأت ليندا بيرني مسيرتها المهنية في مجال التعليم. عملت كمعلمة قبل أن تشغل مناصب إدارية في نظام التعليم في نيو ساوث ويلز. خلال هذه الفترة، أدركت أهمية التعليم في تمكين المجتمعات المهمشة وتعزيز المساواة. لعبت دورًا نشطًا في تحسين فرص التعليم للأطفال من السكان الأصليين. كما عملت في مجال حقوق المرأة، وشاركت في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة في المجتمع الأسترالي.
دخولها إلى السياسة
دخلت ليندا بيرني عالم السياسة في عام 2003 عندما انتُخبت لعضوية برلمان نيو ساوث ويلز عن دائرة كانتربري. مثلت بيرني حزب العمال الأسترالي، وسرعان ما أصبحت شخصية بارزة في السياسة المحلية. شغلت منصب وزيرة شؤون المجتمع في حكومة نيو ساوث ويلز. خلال فترة عملها كوزيرة، ركزت على قضايا مثل الرعاية الاجتماعية والإسكان والخدمات الاجتماعية. في عام 2016، انتُخبت بيرني لعضوية مجلس النواب الأسترالي عن دائرة باراماتا. كان هذا الانتخاب تاريخيًا، حيث أصبحت بيرني أول امرأة من السكان الأصليين يتم انتخابها في مجلس النواب الأسترالي.
عملها في البرلمان الأسترالي
في مجلس النواب الأسترالي، واصلت ليندا بيرني عملها في الدفاع عن حقوق السكان الأصليين. شغلت منصب المتحدثة باسم حزب العمال في قضايا السكان الأصليين. لعبت دورًا رئيسيًا في الدعوة إلى إصلاح الدستور الأسترالي للاعتراف بالسكان الأصليين. دعمت بيرني مبادرة “صوت من أجل البرلمان”، والتي تهدف إلى إعطاء السكان الأصليين صوتًا في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم. عملت أيضًا على تعزيز التنوع والشمولية في البرلمان الأسترالي والمجتمع الأسترالي بشكل عام. شاركت في العديد من اللجان البرلمانية، بما في ذلك لجنة الشؤون الداخلية ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع والتجارة. من خلال عملها في هذه اللجان، ساهمت في صياغة السياسات التي تؤثر في مجالات متعددة، بما في ذلك الصحة والتعليم والبيئة.
إنجازاتها ومساهماتها
خلال مسيرتها المهنية، حققت ليندا بيرني العديد من الإنجازات. ساهمت في تحسين فرص التعليم للسكان الأصليين، ودعمت مشاريع الإسكان الاجتماعي، وعملت على تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة. كانت بيرني قوة دافعة وراء الاعتراف الدستوري بالسكان الأصليين. لعبت دورًا محوريًا في الدعوة إلى إجراء استفتاء بشأن هذه القضية. بالإضافة إلى ذلك، عملت بيرني على تعزيز التنوع والشمولية في البرلمان الأسترالي والمجتمع الأسترالي. ساهمت في تغيير القوانين والسياسات لضمان معاملة عادلة ومنصفة لجميع الأستراليين، بغض النظر عن خلفيتهم العرقية أو الاجتماعية.
وزيرة السكان والأراضي الأصلية
في عام 2022، عُينت ليندا بيرني وزيرة للسكان والأراضي الأصلية في حكومة أنتوني ألبانيز. في هذا المنصب، تترأس الوزيرة وزارة مسؤولة عن تطوير السياسات والمشاريع التي تهدف إلى تحسين أوضاع السكان الأصليين في أستراليا. من بين أولوياتها الرئيسية، معالجة القضايا المتعلقة بالصحة والتعليم والتوظيف والسكن للسكان الأصليين. كما تعمل على تعزيز المصالحة بين السكان الأصليين وغير الأصليين، والاعتراف بحقوق السكان الأصليين في الأراضي والموارد. تعمل الوزيرة بيرني أيضًا على تنفيذ مبادرة “صوت من أجل البرلمان”، والتي تهدف إلى إعطاء السكان الأصليين صوتًا في القرارات التي تؤثر في حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، تشارك في تعزيز العلاقات مع المجتمعات الأصلية، وتمثيل أستراليا في المحافل الدولية التي تناقش قضايا السكان الأصليين.
التحديات والمواقف
واجهت ليندا بيرني العديد من التحديات خلال مسيرتها المهنية، بما في ذلك التمييز العنصري والمقاومة من بعض الدوائر. ومع ذلك، استمرت في العمل بحزم وتفانٍ لتحقيق أهدافها. من بين القضايا التي واجهتها بيرني، قضية الفجوة في الصحة والتعليم والتوظيف بين السكان الأصليين وغير الأصليين. دافعت بيرني عن ضرورة معالجة هذه الفجوة من خلال السياسات والبرامج الحكومية. كما واجهت بيرني انتقادات من بعض الجماعات التي تعارض التغييرات الدستورية المقترحة للاعتراف بالسكان الأصليين. استمرت بيرني في الدفاع عن هذه التغييرات، مؤكدة أنها ضرورية لتحقيق العدالة والمساواة في أستراليا.
مستقبلها وميراثها
من المتوقع أن تواصل ليندا بيرني لعب دور مهم في السياسة الأسترالية. من المرجح أن تظل في طليعة الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق السكان الأصليين وتعزيز التنوع والشمولية في أستراليا. ترك إرث بيرني أثرًا كبيرًا في السياسة الأسترالية. لقد ألهمت العديد من الأستراليين، وخاصة النساء والسكان الأصليين، لدخول عالم السياسة والمساهمة في خدمة مجتمعاتهم. من المتوقع أن تستمر في التأثير في السياسات والقرارات الحكومية لسنوات قادمة.
الجوائز والتكريمات
حصلت ليندا بيرني على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعملها وجهودها في خدمة المجتمع. حصلت على وسام أستراليا (AM) في عام 2003، تقديراً لخدماتها في مجال التعليم وحقوق المرأة. كما حصلت على جوائز أخرى من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية. تعكس هذه الجوائز التزامها الثابت بالعدالة الاجتماعية والمساواة.
خاتمة
تعتبر ليندا بيرني شخصية بارزة في السياسة الأسترالية، ولها تأثير كبير على حياة السكان الأصليين في أستراليا. من خلال عملها في التعليم والبرلمان والحكومة، دافعت عن حقوق السكان الأصليين وعملت على تعزيز التنوع والشمولية. تعتبر بيرني مثالاً يحتذى به للقيادات الملهمة، وإنجازاتها المستمرة تساهم في بناء أستراليا أكثر عدالة وإنصافًا لجميع مواطنيها.
المراجع
- Parliament of Australia – Linda Burney
- Wikipedia – Linda Burney
- Prime Minister of Australia – Linda Burney
- ABC News – Linda Burney sworn in as Minister for Indigenous Australians
“`