نشأته وتعليمه
ولد روبرت فيتسو في بلدة توبولتشاني في سلوفاكيا، التي كانت آنذاك جزءًا من تشيكوسلوفاكيا. درس القانون في جامعة كومينيوس في براتيسلافا، وتخرج منها عام 1986. بعد تخرجه، عمل كمحام في معهد الدولة، ثم انخرط في السياسة بعد سقوط الشيوعية في عام 1989.
دخوله المعترك السياسي
بدأ فيتسو مسيرته السياسية في الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي، ثم انضم لاحقًا إلى حزب اليسار الديمقراطي (SDL)، وهو حزب اشتراكي ديمقراطي خلف الحزب الشيوعي. انتخب عضواً في البرلمان السلوفاكي لأول مرة في عام 1992، واستمر في تمثيل الحزب حتى عام 1999.
في عام 1999، أسس فيتسو حزبه الخاص، وهو حزب الاتجاه – الديمقراطية الاجتماعية (Smer – SD). سرعان ما أصبح الحزب قوة سياسية رئيسية في سلوفاكيا، بفضل شعبيته بين الناخبين الذين شعروا بالإحباط من الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية التي تم تنفيذها في التسعينيات.
رئاسته للحكومة
الفترة الأولى (2006-2010):
في عام 2006، فاز حزب الاتجاه – الديمقراطية الاجتماعية في الانتخابات البرلمانية، وشكل فيتسو حكومة ائتلافية مع الحزب الوطني السلوفاكي وحزب حركة من أجل سلوفاكيا ديمقراطية. خلال فترة ولايته الأولى، ركز فيتسو على تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين الخدمات الاجتماعية. قام بتخفيض الضرائب على الشركات وزيادة الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية. كما اتخذ خطوات لتقوية دور الدولة في الاقتصاد.
الفترة الثانية (2012-2018):
بعد فترة قصيرة في المعارضة، عاد فيتسو إلى السلطة في عام 2012، بعد فوز حزبه بأغلبية ساحقة في الانتخابات البرلمانية. خلال فترة ولايته الثانية، واجه فيتسو تحديات كبيرة، بما في ذلك أزمة منطقة اليورو وتدفق اللاجئين إلى أوروبا. اتخذ فيتسو موقفاً متشدداً بشأن الهجرة، وعارض خطط الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء. كما انتقد سياسات التقشف التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الدول المثقلة بالديون.
تميزت هذه الفترة أيضاً بالعديد من فضائح الفساد التي طالت مسؤولين حكوميين مقربين من فيتسو، مما أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة النطاق. تصاعدت الأزمة السياسية باغتيال الصحفي يان كوتشياك وخطيبته في عام 2018، الأمر الذي أدى إلى استقالة فيتسو من منصبه كرئيس للوزراء.
الفترة الثالثة (2023-حتى الآن):
في عام 2023، عاد فيتسو إلى السلطة مرة أخرى، بعد فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية. تعهد فيتسو بتغيير سياسات سلوفاكيا الخارجية والداخلية، وانتقد الدعم العسكري لأوكرانيا، ودعا إلى حل سلمي للصراع. أثارت هذه المواقف قلقاً في الغرب، حيث يُنظر إلى فيتسو على أنه حليف لروسيا.
مواقفه السياسية المثيرة للجدل
يُعرف روبرت فيتسو بمواقفه السياسية المثيرة للجدل، والتي غالباً ما تثير ردود فعل قوية من مختلف الأطراف.
- الهجرة: اتخذ فيتسو موقفاً متشدداً بشأن الهجرة، وعارض بشدة خطط الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء. وقد صرح مراراً وتكراراً بأن سلوفاكيا لن تقبل أي لاجئين مسلمين.
- الاتحاد الأوروبي: انتقد فيتسو سياسات الاتحاد الأوروبي، ودعا إلى إعادة التفاوض على شروط عضوية سلوفاكيا في الاتحاد. وقد اتهم الاتحاد الأوروبي بالتدخل في الشؤون الداخلية لسلوفاكيا.
- روسيا: يُنظر إلى فيتسو على أنه حليف لروسيا، وقد انتقد العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم. كما دعا إلى تحسين العلاقات بين سلوفاكيا وروسيا.
- أوكرانيا: عارض فيتسو الدعم العسكري لأوكرانيا، ودعا إلى حل سلمي للصراع. وقد صرح بأن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب.
انتقادات ومخاوف
واجه روبرت فيتسو انتقادات واسعة النطاق بسبب سياساته ومواقفه المثيرة للجدل. يتهمه منتقدوه بتقويض الديمقراطية وسيادة القانون، ونشر المعلومات المضللة، وتقويض الوحدة الأوروبية. كما أعربوا عن قلقهم بشأن علاقاته الوثيقة بروسيا.
تثير عودة فيتسو إلى السلطة مخاوف بشأن مستقبل سلوفاكيا كدولة ديمقراطية ملتزمة بالقيم الأوروبية. يخشى البعض من أن فيتسو سيستخدم سلطته لتقويض المؤسسات الديمقراطية، وقمع المعارضة، والترويج لمصالحه الشخصية ومصالح حلفائه.
الحياة الشخصية
روبرت فيتسو متزوج ولديه ابن واحد. وهو معروف بحبه لكرة القدم، وغالباً ما يشاهد مباريات كرة القدم في أوقات فراغه.
خاتمة
روبرت فيتسو شخصية سياسية بارزة في سلوفاكيا، وقد لعب دوراً مهماً في تشكيل تاريخ البلاد الحديث. شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات، وقد أثارت سياساته ومواقفه جدلاً واسعاً. يعتبره البعض مدافعاً عن المصالح الوطنية السلوفاكية، بينما يتهمه آخرون بتقويض الديمقراطية وسيادة القانون.