نشأته وحياته المبكرة
ولد جون سميث في 16 يوليو 1781 في مدينة توبشام، مقاطعة أكسفورد، ولاية مين، بالولايات المتحدة الأمريكية. كان الابن الخامس من بين تسعة أطفال لجوزيف سميث الأب (ليس جوزيف سميث النبي) وأيثان سميث. نشأ في بيئة ريفية وعمل في الزراعة في شبابه. تزوج جون سميث من مانيليا بيترسون في عام 1806، وأنجب منها العديد من الأطفال.
قبل انضمامه إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، كان جون سميث يعيش حياة هادئة وتقليدية. لم يكن لديه أي خلفية دينية بارزة أو اهتمام خاص بالقضايا الروحية. ومع ذلك، تغيرت حياته بشكل كبير عندما تعرف على تعاليم جوزيف سميث، ابن أخيه.
الانضمام إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة
في عام 1830، انضم جون سميث إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة بعد أن استمع إلى تعاليم ابن أخيه، جوزيف سميث. تأثر جون بشدة بتعاليم جوزيف، واعتنق الإيمان الجديد. أصبح جون من أوائل المؤيدين المتحمسين للكنيسة الجديدة، وشارك بنشاط في نشر تعاليمها.
كان جون سميث شخصية قيادية مؤثرة في الكنيسة منذ بداياتها. كان يتمتع بشخصية ودودة وقدرة على التواصل مع الآخرين. ساعدت هذه الصفات في جذب العديد من الأتباع الجدد. كان جون ملتزمًا بتعاليم الكنيسة، وشارك في العديد من الأنشطة الدينية والتنظيمية.
الدور القيادي في الكنيسة
بفضل قدراته القيادية والتزامه، تم استدعاء جون سميث لشغل مناصب قيادية مهمة في الكنيسة. في عام 1833، تم تعيينه رئيسًا لفرع كنيسة كيرتلاند، أوهايو. لعب جون دورًا محوريًا في بناء مجتمع الكنيسة في هذه المنطقة.
في عام 1838، تم تعيين جون سميث كبطريرك للكنيسة. شغل هذا المنصب لمدة ستة عشر عامًا، وكان مسؤولاً عن تقديم البركات الأبوية لأعضاء الكنيسة. تعتبر البركات الأبوية من الطقوس المقدسة في الكنيسة، وتهدف إلى تقديم التوجيه والتشجيع للأفراد.
بالإضافة إلى منصب البطريرك، شغل جون سميث مناصب قيادية أخرى في الكنيسة. شارك في مجلس الكنيسة الأعلى، ولعب دورًا في إدارة شؤون الكنيسة. كان له تأثير كبير على تطوير العقيدة والممارسات الكنسية.
المساهمات في تأسيس الكنيسة
ساهم جون سميث بشكل كبير في تأسيس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. كان من أوائل المؤيدين والمدافعين عن جوزيف سميث وتعاليمه. ساعد في نشر الإنجيل والشهادة على حقيقة الكتب المقدسة التي ترجمها جوزيف سميث.
كان جون سميث متواجدًا في العديد من الأحداث الهامة في تاريخ الكنيسة. شارك في بناء معبد كيرتلاند، وهو أول معبد يتم بناؤه من قبل الكنيسة. كان شاهدًا على العديد من الرؤى والظواهر الروحية التي شهدها جوزيف سميث.
بسبب التزامه وإيمانه القوي، تعرض جون سميث للاضطهاد والتعذيب مع أعضاء الكنيسة الآخرين. ومع ذلك، لم يتزعزع إيمانه، وواصل دعمه للكنيسة في مواجهة الصعاب.
الحياة الأسرية
كان جون سميث أبًا وزوجًا محبًا لعائلته. كان لديه العديد من الأطفال، وكرس وقته وطاقته لرعاية أسرته. كان يحرص على تعليم أطفاله مبادئ الإنجيل، وتنشئتهم في الإيمان.
كانت حياة جون سميث مثالًا على التفاني والإخلاص. كان ملتزمًا بعائلته وكنيسته، وعمل بجد لخدمة الآخرين. كان معروفًا بشخصيته الودودة والداعمة.
الوفاة والإرث
توفي جون سميث في 23 مايو 1854 في مدينة سالت ليك، يوتا. ترك وراءه إرثًا من الإيمان والقيادة والخدمة. لا يزال يُذكر كأحد أوائل القادة البارزين في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.
تم تكريمه من خلال العديد من الفعاليات والاحتفالات في الكنيسة. تعتبر مساهماته في تأسيس الكنيسة وتطويرها جزءًا لا يتجزأ من تاريخها.
إرثه
يُذكر جون سميث في تاريخ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة كشخصية بارزة ومهمة. ساهم في تأسيس الكنيسة، ولعب دورًا قياديًا في مراحل نموها المبكرة. كان مثالًا على الإيمان والتفاني والخدمة. يُنظر إليه على أنه شخصية محترمة ومحبوبة من قبل أعضاء الكنيسة.
ترك جون سميث إرثًا من الإيمان والتفاني والخدمة. يعتبر إرثه مصدر إلهام لأعضاء الكنيسة في جميع أنحاء العالم. يُذكر كنموذج يحتذى به في القيادة والالتزام الديني.
الخلافات المحيطة
على الرغم من الاحترام الواسع الذي يحظى به جون سميث، إلا أن هناك بعض القضايا التي أثيرت حوله. أحد هذه القضايا هو تورطه في ممارسة الزواج التعددي. على الرغم من أن دوره في الزواج التعددي ليس واضحًا تمامًا، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أنه تزوج أكثر من امرأة.
تعتبر هذه القضية حساسة ومثيرة للجدل، خاصة وأن الزواج التعددي لم يعد ممارسًا من قبل الكنيسة. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن ممارسة الزواج التعددي كانت جزءًا من تاريخ الكنيسة في فترة معينة. يجب التعامل مع هذه القضية بحساسية وتفهم.
هناك أيضًا بعض الجدل حول دور جون سميث في بعض الأحداث التاريخية. بعض النقاد يزعمون أنه لم يكن فعالًا بالقدر الكافي في بعض المواقف. ومع ذلك، هذه الانتقادات ليست واسعة الانتشار، ولا تغير من الإجماع العام حول دوره الإيجابي في الكنيسة.
التقييم العام
بشكل عام، يُنظر إلى جون سميث كشخصية إيجابية ومؤثرة في تاريخ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. يعتبر مساهماته في تأسيس الكنيسة ونموها جديرة بالتقدير. كان مثالًا على الإيمان والقيادة والخدمة. يُنظر إليه على أنه شخصية محترمة ومحبوبة من قبل أعضاء الكنيسة.
على الرغم من بعض القضايا المثيرة للجدل، إلا أن إرث جون سميث لا يزال قويًا ومؤثرًا. يعتبر رمزًا للإخلاص والتفاني. يُذكر كشخصية مهمة في تاريخ الكنيسة.
خاتمة
كان جون سميث شخصية محورية في المراحل الأولى من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. كعم للنبي جوزيف سميث، لعب دورًا قياديًا في نشر الإنجيل وبناء الكنيسة. من خلال توليه منصب البطريرك، قدم جون سميث البركات والمشورة الروحية لأعضاء الكنيسة. كان إيمانه القوي وتفانيه في خدمة الآخرين بمثابة مصدر إلهام للعديد من الأشخاص. على الرغم من بعض الجدل المحيط به، إلا أن إرثه كقائد ملتزم يبقى حيًا في قلوب أعضاء الكنيسة حتى اليوم.
المراجع
- مؤسسة أوراق جوزيف سميث
- تاريخ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة
- العقائد والعهود
- ويكيبيديا – جون سميث (البطريرك)
“`