نشأته وحياته المبكرة
ولد إدوارد فولر في عام 1575 تقريبًا في مدينة ريدنغ، وهي بلدة تقع في مقاطعة باكينغهامشير، إنجلترا. المعلومات عن نشأته وحياته المبكرة قليلة نسبيًا. ومع ذلك، يُعرف أنه كان متزوجًا من آن فولر، وأنجبا طفلين قبل رحلتهم إلى العالم الجديد: صمويل، وماثيو. من المحتمل أنه كان يتمتع ببعض المهارات الحرفية أو الزراعية، على الرغم من عدم وجود سجلات مؤكدة تثبت ذلك.
رحلة ماي فلاور
كانت رحلة ماي فلاور حدثًا محوريًا في التاريخ الأمريكي. في عام 1620، انضم إدوارد فولر وعائلته إلى مجموعة من المستوطنين الذين يبحثون عن حياة جديدة في العالم الجديد. غادروا من ميناء بليموث، إنجلترا، على متن السفينة ماي فلاور في 6 سبتمبر 1620. كانت الرحلة طويلة وصعبة، واستغرقت حوالي شهرين للوصول إلى شواطئ أمريكا الشمالية. عانى الركاب من سوء الأحوال الجوية، ونقص الطعام، والأمراض خلال الرحلة.
كان إدوارد وزوجته آن، بالإضافة إلى طفليهما، من بين الركاب على متن ماي فلاور. تعتبر عائلة فولر من بين أوائل المستوطنين الذين وصلوا إلى العالم الجديد، وأسهموا في تأسيس مستعمرة بليموث. خلال الرحلة، كان الركاب يواجهون تحديات جمة، بما في ذلك الأمراض والظروف الجوية القاسية. ومع ذلك، فقد حافظوا على تصميمهم وإصرارهم على تحقيق حلمهم بحياة أفضل.
ميثاق ماي فلاور
قبل وصولهم إلى اليابسة، أدرك المستوطنون الحاجة إلى إنشاء نظام حكم وتنظيم للمجتمع الجديد. ولهذه الغاية، تم توقيع ميثاق ماي فلاور في 11 نوفمبر 1620. كان إدوارد فولر أحد الموقعين على هذا الميثاق التاريخي. مثل هذا الميثاق أساسًا هامًا للحكم الذاتي، وأرسى مبادئ الديمقراطية المبكرة في أمريكا. أكد هذا الميثاق على أهمية التعاون والعمل الجماعي في بناء مجتمع مزدهر.
يمثل توقيع إدوارد فولر على ميثاق ماي فلاور التزامه بالمساهمة في بناء مجتمع جديد وعادل. كان هذا الميثاق بمثابة الأساس الذي قامت عليه المستعمرة، ووضع الأسس للحكم الذاتي والديمقراطية في العالم الجديد. أظهرت هذه الخطوة أيضًا شجاعة فولر واستعداده لتحمل المسؤولية والمساهمة في تحقيق الصالح العام.
الحياة في مستعمرة بليموث
بعد وصولهم إلى العالم الجديد، واجه المستوطنون في مستعمرة بليموث العديد من التحديات. شملت هذه التحديات قسوة المناخ، ونقص الطعام، والأمراض. توفي العديد من المستوطنين خلال الشتاء الأول. عانى فولر وعائلته من هذه الصعاب بشكل مباشر. على الرغم من هذه التحديات، عمل المستوطنون معًا لبناء مجتمع جديد. قاموا ببناء المنازل، وزراعة المحاصيل، وإقامة العلاقات مع السكان الأصليين.
شارك إدوارد فولر في بناء المستعمرة من خلال عمله اليومي وجهوده في مساعدة الآخرين. كانت عائلته جزءًا من المجتمع الذي سعى إلى البقاء على قيد الحياة والازدهار. على الرغم من الصعوبات، استمروا في التمسك بالأمل في مستقبل أفضل. ساهمت جهودهم في تأسيس مجتمع قوي ومزدهر في نهاية المطاف.
وفاته وإرثه
توفي إدوارد فولر خلال شتاء 1620/21، بعد فترة قصيرة من وصوله إلى بليموث. توفي أيضًا معظم أفراد عائلته في ذلك الشتاء القاسي، بما في ذلك زوجته آن. نجا ابنه صمويل، الذي كان لا يزال طفلاً، وماثيو، الذي كان أيضًا طفلًا. رغم وفاته المبكرة، فإن إرث إدوارد فولر لا يزال حيًا حتى اليوم. هو يتذكره كواحد من الرواد الأوائل الذين خاطروا بكل شيء لبناء حياة جديدة في أمريكا.
ترك إدوارد فولر وراءه إرثًا من الشجاعة والمثابرة. ساهمت مساهماته في تأسيس مستعمرة بليموث في تشكيل تاريخ الولايات المتحدة. أحفاده وذريته انتشروا في جميع أنحاء البلاد، وشاركوا في بناء وتطوير الأمة. يُذكر إدوارد فولر كرمز للمواطنة والقيادة والتفاني في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة. قصته تلهم الأجيال القادمة.
أبناء إدوارد فولر
- صمويل فولر: ولد في إنجلترا قبل عام 1610. نجا من الشتاء القاسي في بليموث وتزوج من جين لوتون. أصبح لهما العديد من الأطفال وتركوا ذرية كبيرة.
- ماثيو فولر: ولد في إنجلترا حوالي عام 1614. نجا أيضًا من الشتاء القاسي وتزوج من فرانسيس كلارك. كان لديهما أيضًا ذرية كبيرة.
خاتمة
إدوارد فولر هو شخصية محورية في تاريخ الاستيطان الأمريكي. رحلته على متن ماي فلاور، وتوقيعه على ميثاق ماي فلاور، ومشاركته في بناء مستعمرة بليموث، كلها أحداث شكلت تاريخ الولايات المتحدة. على الرغم من وفاته المبكرة، إلا أن إرثه يظل حيًا، حيث ألهمت شجاعته ومثابرته الأجيال القادمة. قصة فولر هي تذكير بقوة الروح الإنسانية وقدرتها على التغلب على الشدائد.
المراجع
- موقع بليموث بلانتش: إدوارد فولر
- تاريخ ماي فلاور: إدوارد فولر
- ويكيبيديا: إدوارد فولر (مسافر ماي فلاور)
- Find a Grave: Edward Fuller
“`