مقدمة
ماللوس (باليونانية: Μαλλός؛ صيغة اسم العلم: Μαλλώτης) كانت مدينة قديمة تقع في قيليقية كامبيستريس (لاحقًا قيليقية بريما) بالقرب من مصب نهر بيراموس (نهر جيهان حاليًا). كانت تقع على تل مرتفع، على بعد حوالي 12 ميلاً (19 كم) من البحر.
التاريخ
تأسست ماللوس كمستوطنة أيولية. وفقًا للأسطورة، أسسها مستوطنون من أرغوس بقيادة ماللوس، الذي سميت المدينة باسمه. كانت المدينة جزءًا من مملكة قيليقية في العصر الهلنستي، ثم أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية في عام 102 قبل الميلاد. تحت الحكم الروماني، ازدهرت ماللوس وأصبحت مركزًا تجاريًا مهمًا.
لعبت ماللوس دورًا في صراعات العصر الهلنستي، خاصةً في الحروب بين السلوقيين والبطالمة للسيطرة على قيليقية. وفي مرحلة ما، تمردت ضد حكم أنطاكية الرابع.
ذكرها شيشرون كمدينة ازدهرت تحت حكم الملك الأرمني تيجرانوس الكبير، الذي غزا قيليقية في القرن الأول قبل الميلاد. بعد هزيمة تيجرانوس على يد الرومان، أصبحت ماللوس جزءًا من المقاطعة الرومانية قيليقية.
خلال الفترة الرومانية، كانت ماللوس جزءًا من مقاطعة قيليقية. استمرت المدينة في الازدهار، وأصبحت مركزًا مهمًا للتجارة والثقافة. في العصر الروماني المتأخر، أصبحت ماللوس مركزًا مسيحيًا مهمًا. كان بها أسقفية، ولا تزال ماللوس كرسيًا اسميًا للكنيسة الكاثوليكية.
في العصر البيزنطي، استمرت ماللوس في كونها مدينة مهمة. تم تحصين المدينة، ولعبت دورًا في الدفاع عن الإمبراطورية البيزنطية ضد الغزوات العربية.
في القرن الحادي عشر، استولى الأتراك السلاجقة على ماللوس. تم تدمير المدينة، وهجرها سكانها.
الأهمية الدينية
كانت ماللوس مركزًا دينيًا مهمًا في العصور القديمة. كانت المدينة موطنًا لمعبد مخصص لأثينا، بالإضافة إلى العديد من المعابد والمزارات الأخرى. في العصر الروماني المتأخر، أصبحت ماللوس مركزًا مسيحيًا مهمًا. كان بها أسقفية، ولا تزال ماللوس كرسيًا اسميًا للكنيسة الكاثوليكية.
أُقيم مجمع في ماللوس عام 360 ميلاديًا من قبل الأسقف سيلفانوس الطرسوسي، بحضور أكاكيوس القيصري وجورج اللاذقي، حيث تمت الإطاحة بسياسة نيقية.
تم تعيين العديد من الأساقفة على ماللوس، من بينهم:
- إيسيدوروس، الذي حضر مجمع القسطنطينية الأول عام 381 ميلاديًا.
- فاليريوس، الذي حضر مجمع خلقيدونية عام 451 ميلاديًا.
- يوليانوس، الذي حضر مجمع القسطنطينية الثاني عام 553 ميلاديًا.
- بطرس، الذي حضر مجمع القسطنطينية عام 680 ميلاديًا.
- أدريانوس، الذي حضر مجمع القسطنطينية عام 879 ميلاديًا.
الموقع والاكتشافات الأثرية
يقع موقع ماللوس بالقرب من قرية كيزيليا في محافظة أضنة بتركيا. لم يتم التنقيب في الموقع على نطاق واسع، ولكن تم العثور على بعض الاكتشافات الأثرية. وتشمل هذه الاكتشافات بقايا معبد، ومسرح، وملعب، بالإضافة إلى العديد من النقوش والعملات المعدنية.
على الرغم من أهميتها التاريخية، لم يتم إجراء تنقيبات أثرية واسعة النطاق في موقع ماللوس. ومع ذلك، تشير البقايا الظاهرة على السطح إلى وجود مدينة كبيرة ومزدهرة في الماضي.
تعد الأجزاء المتبقية من أسوار المدينة، والمسرح، والاستاد من بين الهياكل البارزة التي يمكن رؤيتها اليوم. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على العديد من القطع الأثرية مثل الفخار والعملات المعدنية والنقوش، مما يوفر رؤى قيمة حول تاريخ المدينة وثقافتها.
أهمية ماللوس
ماللوس هي موقع أثري مهم يوفر رؤى قيمة حول تاريخ قيليقية. تقع المدينة على طريق تجاري مهم، وكانت مركزًا تجاريًا وثقافيًا مهمًا. لعبت ماللوس أيضًا دورًا في تاريخ المسيحية، وكانت مقرًا للأسقفية.
تكمن أهمية ماللوس في عدة جوانب:
- أهمية تاريخية: كانت ماللوس مدينة مهمة في العصور القديمة، لعبت دورًا في الأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة.
- أهمية ثقافية: كانت ماللوس مركزًا للثقافة والفن، وساهمت في التراث الثقافي للمنطقة.
- أهمية دينية: كانت ماللوس مركزًا دينيًا مهمًا، ولا تزال أسقفية اسمية للكنيسة الكاثوليكية.
- أهمية أثرية: يوفر موقع ماللوس الأثري رؤى قيمة حول تاريخ وثقافة المدينة القديمة.
التحديات والمستقبل
تواجه ماللوس، مثل العديد من المواقع الأثرية الأخرى، تحديات مثل التدهور بسبب العوامل الجوية والأنشطة البشرية. هناك حاجة إلى جهود لحماية هذا الموقع التاريخي والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
يمكن أن تساهم عمليات التنقيب الأثرية المستقبلية في ماللوس في فهم أعمق لتاريخ المدينة وثقافتها. يمكن أن يؤدي تطوير السياحة الثقافية المستدامة أيضًا إلى تعزيز الوعي بأهمية هذا الموقع والمساهمة في الحفاظ عليه.
خاتمة
ماللوس مدينة قديمة في قيليقية، تركيا، لعبت دورًا مهمًا في التاريخ السياسي والديني والثقافي للمنطقة. على الرغم من أن الموقع لم يتم التنقيب فيه على نطاق واسع، إلا أن الآثار المتبقية والقطع الأثرية المكتشفة تشير إلى وجود مدينة مزدهرة. تتطلب ماللوس جهودًا للحماية والحفاظ عليها لضمان استمرار الأجيال القادمة في تقدير تاريخها وأهميتها.