نشأته وبداياته
ولد جون كريستوفر درومجول في مقاطعة لونجفورد، أيرلندا. هاجر إلى الولايات المتحدة في شبابه، وانخرط في بداية حياته في العمل كعامل بناء. ومع ذلك، شعر بدعوة دينية قوية وقرر الدخول إلى الكهنوت. درس في مدرسة سانت جوزيف في نيويورك، ورُسم كاهنًا في عام 1849. بعد رسامته، خدم في العديد من الرعايا في مدينة نيويورك، حيث سرعان ما اشتهر بتقواه وتفانيه في رعاية المحتاجين.
تأسيس مؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال
أدرك درومجول حجم البؤس والفقر الذي يعاني منه الأطفال المشردون في شوارع نيويورك. كان يرى الأطفال يتسكعون في الشوارع، عرضة للخطر والاستغلال، ويفتقرون إلى المأوى والتعليم والرعاية الأساسية. في عام 1869، قرر اتخاذ إجراء مباشر لمعالجة هذه المشكلة، فأسس مؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال في جزيرة راندال، نيويورك. كانت هذه المؤسسة بمثابة ملجأ ومدرسة للأطفال المشردين، حيث توفر لهم المأوى والطعام والملابس والتعليم والتدريب المهني.
كان درومجول ملتزمًا بتوفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال. آمن بأن كل طفل يستحق فرصة للحياة الأفضل، وبذل قصارى جهده لتزويدهم بالفرص اللازمة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. عمل على توفير الطعام والملابس والتعليم والرعاية الصحية للأطفال. كما شجعهم على تنمية الإبداع والمهارات الاجتماعية، وأنشأ ورش عمل لتعليمهم المهن المفيدة.
أعمال درومجول الخيرية
لم تقتصر أعمال درومجول على مجرد توفير المأوى والتعليم. فقد كان يعمل بجد لتوفير الرعاية الصحية للأطفال، وإنشاء المستشفيات والعيادات في المؤسسة. كما قام بتنظيم الفعاليات والأنشطة الترفيهية لإدخال السعادة إلى حياة الأطفال. وقد ساهم في بناء العديد من المباني والمرافق في المؤسسة، بما في ذلك الكنائس والمدارس والمساكن والمستشفيات.
كان درومجول داعية قويًا لحقوق الأطفال. دافع عن حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية والحماية من الاستغلال. كما عمل على زيادة الوعي العام بشأن محنة الأطفال المشردين. بالإضافة إلى ذلك، ألقى محاضرات وخطبًا عامة حول أهمية مساعدة الأطفال المحتاجين. وقد ألهم عمله العديد من الأشخاص الآخرين للانخراط في العمل الخيري.
إرث درومجول
بمرور الوقت، توسعت مؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال بشكل كبير، واعتنت بآلاف الأطفال على مر السنين. أصبحت المؤسسة نموذجًا للمؤسسات الخيرية الأخرى في جميع أنحاء العالم. كان درومجول شخصية محترمة في مدينة نيويورك، واحترم من قبل جميع الطوائف والأديان. لقد ترك إرثًا دائمًا من خلال عمله، وألهم الكثيرين للعمل على تحسين حياة الأطفال المحتاجين.
بعد وفاته، استمرت مؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال في النمو والازدهار. لا تزال المؤسسة موجودة حتى اليوم، وتواصل توفير الرعاية والتعليم للأطفال المحتاجين في مدينة نيويورك. لقد أصبح درومجول رمزًا للرحمة والتفاني في خدمة الآخرين، وتعتبر حياته مصدر إلهام للعديد من الأشخاص.
إسهاماته الأخرى
بالإضافة إلى تأسيسه لمؤسسة سانت جون، كان درومجول نشطًا أيضًا في العديد من المبادرات الأخرى. لقد لعب دورًا مهمًا في تأسيس مستشفى سانت فينسنت في مدينة نيويورك. كما كان مدافعًا عن حقوق العمال، وعمل على تحسين ظروف العمل للعديد من المهاجرين الأيرلنديين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
كان درومجول أيضًا كاتبًا غزير الإنتاج، ونشر العديد من المقالات والكتيبات حول مواضيع دينية واجتماعية. لقد استخدم كتاباته للتوعية بمحنة الفقراء والمشردين، والدعوة إلى العدالة الاجتماعية.
صفاته الشخصية
عرف درومجول بشخصيته الودودة والمحبوبة. كان يتمتع بروح الدعابة، وكان محبوبًا من قبل الأطفال والكبار على حد سواء. كان لديه قدرة فريدة على التواصل مع الناس من جميع مناحي الحياة. كان متواضعًا ومخلصًا، ولم يسعَ أبدًا وراء المجد أو الثروة. كان لديه إيمان عميق بالله، وكان يعتقد بأن الخدمة للآخرين هي أفضل طريقة لإظهار هذا الإيمان.
كان درومجول مثالًا على التضحية بالنفس والإيثار. كان على استعداد للتضحية براحته ووقته وماله من أجل مساعدة الآخرين. ألهمت حياته الكثيرين للعمل على تحسين العالم من حولهم.
الجدول الزمني لأبرز أحداث حياته
- 15 أغسطس 1816: ولد جون كريستوفر درومجول في مقاطعة لونجفورد، أيرلندا.
- 1849: رُسم كاهنًا.
- 1869: أسس مؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال في جزيرة راندال، نيويورك.
- 28 مارس 1888: توفي في نيويورك.
أهمية عمله اليوم
لا يزال إرث درومجول حيًا ومؤثرًا حتى اليوم. تستمر مؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال في تقديم الرعاية والتعليم للأطفال المحتاجين في مدينة نيويورك، مما يشكل شهادة على رؤية درومجول وتفانيه. بالإضافة إلى ذلك، ألهمت قصة حياته العديد من الأشخاص للعمل على مساعدة الآخرين، وخاصة الأطفال. تُذكر إنجازاته كرمز للأمل والرحمة، وتذكير بأهمية مساعدة المحتاجين في المجتمع.
تأثيره على المجتمع
ترك درومجول بصمة كبيرة على المجتمع، خاصة في مدينة نيويورك. لقد أثر عمله على حياة الآلاف من الأطفال، وساهم في تحسين نوعية حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، أثرت أعماله على المجتمع ككل، من خلال زيادة الوعي بمحنة الأطفال المشردين، وتشجيع الآخرين على الانخراط في العمل الخيري. لقد ترك إرثًا دائمًا من خلال تأسيسه لمؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال، والتي لا تزال موجودة حتى اليوم، وتواصل توفير الرعاية والتعليم للأطفال المحتاجين.
التحديات التي واجهها
واجه درومجول العديد من التحديات في حياته. واجه صعوبات مالية في بداية تأسيسه لمؤسسة سانت جون، حيث كان يعتمد على التبرعات لدعم عمل المؤسسة. كما واجه مقاومة من بعض الأشخاص الذين لم يؤمنوا بأهمية مساعدة الأطفال المشردين. بالإضافة إلى ذلك، كان عليه التعامل مع مرض شخصي في أواخر حياته. ومع ذلك، لم تثبط هذه التحديات عزيمته، واستمر في العمل بشغف وتفانٍ لتحقيق رؤيته.
أقوال مأثورة
ترك درومجول وراءه عددًا من الأقوال المأثورة التي تعكس إيمانه العميق والتزامه بالعمل الخيري. من بين هذه الأقوال:
- “كل طفل يستحق فرصة.”
- “الرحمة هي أعظم الفضائل.”
- “الخدمة للآخرين هي أفضل طريقة لإظهار حبنا لله.”
تعكس هذه الأقوال إيمانه العميق بأهمية الرحمة والتفاني في خدمة الآخرين. ألهمت أقواله العديد من الأشخاص للعمل على مساعدة المحتاجين، وخاصة الأطفال.
تقديرًا لإرثه
تكريمًا لإرث درومجول، تم تسمية العديد من المؤسسات والأماكن على اسمه. على سبيل المثال، يوجد شارع درومجول في مدينة نيويورك، وهو تذكير دائم بعمله الخيري. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال مؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال تحتفل بذكرى درومجول كل عام، وتكرم إسهاماته في خدمة المجتمع. يعتبر درومجول رمزًا للرحمة والتفاني في خدمة الآخرين، وتعتبر حياته مصدر إلهام للعديد من الأشخاص.
خاتمة
كان جون كريستوفر درومجول شخصية بارزة في تاريخ العمل الخيري في الولايات المتحدة. من خلال تأسيسه لمؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال، قدم الرعاية والتعليم والحماية لآلاف الأطفال المشردين في مدينة نيويورك. لقد كان رجلًا متفانيًا ومحبًا، ترك إرثًا دائمًا من الرحمة والخدمة. ألهم عمله الكثيرين، ولا يزال إرثه يلهمنا اليوم.
المراجع
- مؤسسة سانت جون الخيرية للأطفال – تاريخنا
- جون كريستوفر درومجول – ويكيبيديا
- جون كريستوفر درومجول – Find a Grave
- القديس جون كريستوفر درومجول – Catholic.org
“`