أهمية اليوم العالمي للقابلات
يشكل اليوم العالمي للقابلات فرصة حاسمة للاحتفال بالإنجازات التي تحققها القابلات، وتقدير التزامهن بتقديم رعاية عالية الجودة للنساء والأطفال. القابلات هن خط الدفاع الأول في تقديم الرعاية الصحية للأمهات الحوامل والنساء في مرحلة الولادة وبعد الولادة. إنهن يقمن بدور محوري في ضمان ولادة آمنة وصحية، وتقليل معدلات وفيات الأمهات والمواليد، وتحسين الصحة الإنجابية بشكل عام.
تتضمن أهمية هذا اليوم ما يلي:
- زيادة الوعي: يهدف إلى زيادة الوعي العام بأهمية عمل القابلات، والتقدير للدور الذي يقمن به في المجتمع.
- الدفاع عن الحقوق: يساهم في الدفاع عن حقوق القابلات، وضمان حصولهن على التدريب الكافي، والظروف العملية المناسبة، والاعتراف بمهنتهن.
- تحسين الجودة: يركز على تحسين جودة الرعاية المقدمة للأمهات وحديثي الولادة من خلال تطوير معايير التوليد، وتعزيز أفضل الممارسات.
- الاحتفال بالإنجازات: يوفر فرصة للاحتفال بالإنجازات التي حققتها القابلات في مجال الرعاية الصحية، وتقدير تفانيهن في خدمة المجتمع.
تاريخ اليوم العالمي للقابلات
تم الاحتفال باليوم العالمي للقابلات لأول مرة في 5 مايو 1992. منذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم مناسبة سنوية للاحتفال بالقابلات في جميع أنحاء العالم. قامت الاتحاد الدولي للقابلات (ICM) بتأسيس هذا اليوم بهدف توحيد جهود القابلات، ورفع مستوى الوعي بأهمية عملهن، وتعزيز صحة الأم والطفل.
على مر السنين، تطور الاحتفال باليوم العالمي للقابلات ليشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك:
- المؤتمرات والندوات: تُعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل حول قضايا تتعلق بصحة الأمومة، وتدريب القابلات، وتطوير معايير الرعاية.
- حملات التوعية: تُنظم حملات توعية لتثقيف الجمهور حول أهمية عمل القابلات، وكيفية تحسين صحة الأم والطفل.
- حفلات التكريم: تُقام حفلات لتكريم القابلات المتميزات، والاحتفاء بإنجازاتهن، وتقدير تفانيهن في خدمة المجتمع.
- التعاون مع الحكومات والمنظمات: يتم التعاون مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية لتطوير السياسات والبرامج التي تدعم القابلات، وتعزز صحة الأم والطفل.
دور القابلات في رعاية الأم والطفل
تلعب القابلات دورًا حيويًا في رعاية الأم والطفل، بدءًا من فترة الحمل وحتى فترة ما بعد الولادة. إنهن يوفرن الرعاية الشاملة للنساء الحوامل، ويقدمن الدعم الجسدي والعاطفي، ويضمنن سلامة الأم والطفل خلال فترة الولادة.
تتضمن مسؤوليات القابلات ما يلي:
- رعاية ما قبل الولادة: تقديم الرعاية الصحية للنساء الحوامل، بما في ذلك الفحوصات المنتظمة، والتثقيف الصحي، وتقديم المشورة بشأن التغذية والتمارين الرياضية.
- رعاية الولادة: مساعدة النساء في المخاض والولادة، وتوفير الدعم الجسدي والعاطفي، ومراقبة صحة الأم والطفل، والتدخل في الحالات الطارئة إذا لزم الأمر.
- رعاية ما بعد الولادة: تقديم الرعاية الصحية للأمهات حديثي الولادة، وتقديم المشورة بشأن الرضاعة الطبيعية، ورعاية الأطفال حديثي الولادة.
- التثقيف الصحي: تثقيف النساء والأسر حول صحة الأمومة، وتنظيم الأسرة، والرعاية الصحية للأطفال.
- الدعم النفسي: تقديم الدعم النفسي للنساء خلال فترة الحمل والولادة وبعد الولادة، ومساعدتهن على التكيف مع التغيرات الجسدية والعاطفية.
أهمية القابلات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
تلعب القابلات دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وخاصة الهدف الثالث المتعلق بـ “الصحة الجيدة والرفاه”. من خلال توفير الرعاية الصحية الأساسية للأمهات وحديثي الولادة، يساهمن في تقليل معدلات وفيات الأمهات والمواليد، وتحسين الصحة الإنجابية، وتعزيز صحة الأطفال.
تشمل مساهمات القابلات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ما يلي:
- تقليل وفيات الأمهات: من خلال توفير رعاية ماهرة أثناء الولادة، يمكن للقابلات أن يقللن بشكل كبير من خطر مضاعفات الولادة التي تؤدي إلى وفيات الأمهات.
- تقليل وفيات الأطفال حديثي الولادة: من خلال توفير الرعاية الصحية الأساسية للأطفال حديثي الولادة، مثل الرعاية الفورية بعد الولادة، والرضاعة الطبيعية، والتطعيم، يمكن للقابلات أن يقللن من خطر الوفاة في الأشهر الأولى من الحياة.
- تحسين الصحة الإنجابية: من خلال توفير الرعاية الصحية الشاملة للنساء، بما في ذلك تنظيم الأسرة، والرعاية قبل الحمل، والرعاية أثناء الحمل، يمكن للقابلات أن يحسنن الصحة الإنجابية للنساء.
- تمكين النساء: من خلال توفير الرعاية والدعم للنساء خلال فترة الحمل والولادة وبعد الولادة، يمكن للقابلات أن يساهمن في تمكين النساء، وتحسين صحتهن ورفاهيتهن.
التحديات التي تواجه القابلات
على الرغم من الدور الحيوي الذي تلعبه القابلات، فإنهن يواجهن العديد من التحديات في جميع أنحاء العالم. وتشمل هذه التحديات:
- نقص القوى العاملة: هناك نقص في عدد القابلات في العديد من البلدان، خاصة في المناطق الريفية والنائية.
- عدم كفاية التدريب: قد لا يحصل العديد من القابلات على التدريب الكافي، أو لا يتمتعن بالمهارات اللازمة لتقديم رعاية عالية الجودة.
- ظروف العمل السيئة: قد تعمل القابلات في ظروف عمل صعبة، بما في ذلك نقص المعدات والموارد، والعمل لساعات طويلة، وعدم الحصول على الدعم الكافي.
- التمييز: قد تواجه القابلات التمييز، والتحيز، وعدم التقدير لمهنتهن.
- العنف: قد تتعرض القابلات للعنف، وسوء المعاملة، والتحرش في مكان العمل.
للتغلب على هذه التحديات، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة على المستويات الوطنية والدولية، بما في ذلك:
- زيادة الاستثمار في تعليم وتدريب القابلات: يجب زيادة الاستثمار في تعليم وتدريب القابلات، وتوفير التدريب المستمر، وتطوير المهارات اللازمة لتقديم رعاية عالية الجودة.
- تحسين ظروف العمل: يجب تحسين ظروف العمل للقابلات، وتوفير المعدات والموارد اللازمة، وتقليل ساعات العمل، وتوفير الدعم الكافي.
- دعم القابلات: يجب تقديم الدعم المالي والتقني للقابلات، وتعزيز الاعتراف بمهنتهن، وتقدير عملهن.
- مكافحة التمييز والعنف: يجب مكافحة التمييز والعنف ضد القابلات، وتوفير بيئة عمل آمنة وصحية.
- تعزيز التعاون: يجب تعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التعليمية لتعزيز صحة الأم والطفل.
دور المجتمع في دعم القابلات
يلعب المجتمع ككل دورًا مهمًا في دعم القابلات، وتعزيز صحة الأم والطفل. يمكن للمجتمع أن يدعم القابلات من خلال:
- زيادة الوعي: زيادة الوعي بأهمية عمل القابلات، وتقدير الدور الذي يقمن به في المجتمع.
- الدعم المالي: تقديم الدعم المالي للمنظمات التي تدعم القابلات، وتوفير الموارد اللازمة لتعليم وتدريبهن.
- المشاركة في الفعاليات: المشاركة في الفعاليات والأنشطة التي يتم تنظيمها للاحتفال باليوم العالمي للقابلات، والترويج لعملهن.
- دعم السياسات: دعم السياسات التي تعزز صحة الأم والطفل، وتحسين ظروف عمل القابلات.
- التعاون مع القابلات: التعاون مع القابلات، والعمل معهن لتحسين صحة الأم والطفل في المجتمع.
مستقبل القبالة
يشهد مجال القبالة تطورات مستمرة، مع ظهور تقنيات جديدة، وتغير الاحتياجات الصحية، وزيادة الوعي بأهمية صحة الأم والطفل. من المتوقع أن يلعب القابلات دورًا متزايد الأهمية في المستقبل، خاصة في مجالات مثل:
- الرعاية المتكاملة: تقديم رعاية متكاملة للنساء والأسر، بما في ذلك الرعاية الجسدية والعاطفية والنفسية.
- الرعاية المجتمعية: تقديم الرعاية الصحية في المجتمعات المحلية، والعمل على تحسين صحة الأم والطفل في المناطق الريفية والنائية.
- التقنيات الجديدة: استخدام التقنيات الجديدة، مثل التطبيب عن بعد، والذكاء الاصطناعي، لتحسين الرعاية الصحية للأمهات وحديثي الولادة.
- البحوث والتطوير: المشاركة في البحوث والتطوير في مجال صحة الأمومة، وتقديم الأدلة العلمية لتحسين معايير الرعاية.
خاتمة
يمثل اليوم العالمي للقابلات فرصة قيمة للاحتفال بالقابلات، وتقدير الدور الحيوي الذي يلعبنه في رعاية الأمهات وحديثي الولادة. من خلال زيادة الوعي، والدفاع عن الحقوق، وتحسين معايير التوليد، يمكننا أن نضمن حصول جميع النساء والأطفال على الرعاية الصحية التي يحتاجونها، وتحقيق صحة أفضل للجميع. يجب علينا أن نواصل دعم القابلات، وتمكينهن من تقديم الرعاية الصحية الشاملة والآمنة للنساء والأسر في جميع أنحاء العالم.
المراجع
- منظمة الصحة العالمية – معدل وفيات الأمهات
- الأمم المتحدة – الصحة الجيدة والرفاه
- الاتحاد الدولي للقابلات (ICM)
- اليونيسف – بقاء الطفل
“`