التهاب الدماغ الشامل تحت الحاد (SSPE)

الأسباب

السبب الرئيسي لـ SSPE هو عدوى فيروس الحصبة. على الرغم من أن الحصبة مرض شائع نسبيًا، فإن SSPE نادر الحدوث. يرجع ذلك إلى أن معظم الأشخاص الذين يصابون بالحصبة يتعافون تمامًا ويطورون مناعة ضد المرض. ومع ذلك، في حالات نادرة، يبقى فيروس الحصبة كامنًا في الدماغ لسنوات، ثم يعود للنشاط، مما يؤدي إلى SSPE. تزداد احتمالية الإصابة بـ SSPE لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالحصبة في سن مبكرة، أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بـ SSPE تشمل:

الإصابة بالحصبة في سن مبكرة (قبل سن الثانية).
الإصابة بالحصبة غير المعالجة.
ضعف جهاز المناعة.
الإصابة بالحصبة في البلدان التي لا توجد فيها برامج تطعيم فعالة ضد الحصبة.

الأعراض

عادة ما تتطور أعراض SSPE تدريجيًا على مدى أشهر أو سنوات. غالبًا ما تبدأ الأعراض بتغيرات سلوكية طفيفة، مثل صعوبة التعلم، وتقلب المزاج، وفقدان الذاكرة. مع تقدم المرض، تتفاقم الأعراض وتصبح أكثر وضوحًا. تتضمن الأعراض الشائعة ما يلي:

تدهور القدرات المعرفية: صعوبة في التركيز، وفقدان الذاكرة، وصعوبة في فهم اللغة، وصعوبة في التفكير والتخطيط.
تغيرات سلوكية: تقلب المزاج، والاكتئاب، والقلق، والتهيج، والسلوكيات غير الاجتماعية.
مشاكل في الحركة: حركات لا إرادية (مثل الرمش، والتلوي، والارتعاش)، وصلابة العضلات، وصعوبة المشي، وفقدان التوازن.
النوبات: يمكن أن تحدث نوبات صرعية في مراحل مختلفة من المرض.
اضطرابات الرؤية: قد يعاني المرضى من رؤية ضبابية أو فقدان الرؤية.
تدهور القدرات اللغوية: صعوبة في الكلام أو فقدان القدرة على الكلام.

تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر. في بعض الحالات، قد يتطور المرض بسرعة ويؤدي إلى الوفاة في غضون أشهر. في حالات أخرى، قد يتطور المرض ببطء على مدى سنوات.

التشخيص

تشخيص SSPE يتطلب سلسلة من الاختبارات لتأكيد وجود المرض واستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض. تشمل الاختبارات المستخدمة في تشخيص SSPE ما يلي:

الفحص العصبي: يقوم الطبيب بإجراء فحص عصبي شامل لتقييم الأعراض العصبية للمريض، مثل قوة العضلات، وردود الفعل، والتوازن، والتنسيق.
اختبارات الدم: يتم إجراء اختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس الحصبة في الدم. وجود مستويات عالية من الأجسام المضادة لفيروس الحصبة في الدم يدعم تشخيص SSPE.
البزل القطني: يتم أخذ عينة من السائل النخاعي (السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي) لتحليلها. قد يظهر السائل النخاعي مستويات عالية من الأجسام المضادة لفيروس الحصبة وبعض الخلايا الالتهابية.
تخطيط كهربية الدماغ (EEG): يسجل تخطيط كهربية الدماغ النشاط الكهربائي للدماغ. في مرضى SSPE، غالبًا ما يظهر تخطيط كهربية الدماغ نمطًا مميزًا يسمى “مجمع الانفجار والقمع”.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ: يمكن أن يظهر التصوير بالرنين المغناطيسي تغييرات في الدماغ قد تشير إلى SSPE، مثل مناطق الالتهاب أو التدهور.
خزعة الدماغ: في حالات نادرة، قد يتم إجراء خزعة للدماغ لتأكيد التشخيص.

بمجرد تأكيد التشخيص، يتم مراقبة المريض بانتظام لمراقبة تطور المرض وتقييم فعالية العلاج.

العلاج

لا يوجد علاج شافٍ لـ SSPE. يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض. تشمل العلاجات المستخدمة ما يلي:

الأدوية المضادة للفيروسات: يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات، مثل إنترفيرون ألفا وريبافيرين، لإبطاء تكاثر فيروس الحصبة في الدماغ. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية غالبًا ما تكون فعالة بشكل محدود.
الأدوية المضادة للتشنج: تستخدم الأدوية المضادة للتشنج للسيطرة على النوبات.
العلاج الطبيعي: يساعد العلاج الطبيعي على تحسين الحركة والتوازن، وتقليل تصلب العضلات.
العلاج الوظيفي: يساعد العلاج الوظيفي على تحسين المهارات الحركية الدقيقة والقدرة على أداء الأنشطة اليومية.
العلاج بالكلام: يساعد العلاج بالكلام على تحسين القدرة على الكلام والتواصل.
الرعاية الداعمة: تتضمن الرعاية الداعمة توفير الدعم النفسي للمريض وعائلته، بالإضافة إلى المساعدة في إدارة الأعراض.

على الرغم من العلاجات المتاحة، فإن SSPE مرض مميت. يمكن أن تختلف مدة البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، ولكن معظم المرضى يموتون في غضون سنوات قليلة من ظهور الأعراض. يركز العلاج في المقام الأول على تحسين نوعية حياة المريض وتخفيف الأعراض.

الوقاية

الوقاية من SSPE ممكنة من خلال الوقاية من الحصبة نفسها. يعتبر التطعيم ضد الحصبة هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من SSPE. يتوفر لقاح الحصبة آمن وفعال للغاية، ويوصى به للأطفال والبالغين الذين لم يتم تطعيمهم أو الذين لم يصابوا بالحصبة من قبل.

تشمل تدابير الوقاية ما يلي:

التطعيم ضد الحصبة: الحصول على لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية (MMR) وفقًا للتوصيات. عادة ما يتم إعطاء جرعتين من اللقاح في مرحلة الطفولة.
تجنب الاتصال بالأشخاص المصابين بالحصبة: إذا كنت على اتصال بشخص مصاب بالحصبة، فاطلب المشورة الطبية على الفور.
النظافة الجيدة: اغسل يديك بانتظام بالماء والصابون، وتجنب لمس عينيك أو أنفك أو فمك إذا كنت في منطقة ينتشر فيها المرض.

من خلال التطعيم والتدابير الوقائية الأخرى، يمكن تقليل خطر الإصابة بالحصبة، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بـ SSPE.

مضاعفات SSPE

SSPE مرض خطير يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات متعددة، وتشمل:

شلل: يمكن أن يؤدي تلف الدماغ إلى الشلل الجزئي أو الكلي.
صعوبة في البلع: يمكن أن يؤدي ضعف عضلات البلع إلى صعوبة في البلع، مما قد يؤدي إلى سوء التغذية والتهابات الجهاز التنفسي.
التهاب الرئة: غالبًا ما يكون المرضى عرضة للإصابة بالتهاب الرئة بسبب ضعف وظيفة الجهاز التنفسي أو صعوبة البلع.
العمى: يمكن أن يؤدي تلف الدماغ إلى فقدان البصر.
الصمم: يمكن أن يؤدي تلف الدماغ إلى فقدان السمع.
الوفاة: SSPE هو مرض مميت، وغالبًا ما يموت المرضى في غضون سنوات قليلة من ظهور الأعراض.

نظرة مستقبلية

يستمر البحث في SSPE، مع التركيز على فهم أفضل لآليات المرض، وتطوير علاجات جديدة، وتعزيز الوقاية. تشمل مجالات البحث الحالية ما يلي:

تطوير لقاحات جديدة: يتم تطوير لقاحات جديدة أكثر فعالية ضد الحصبة، والتي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بـ SSPE.
تطوير علاجات مضادة للفيروسات جديدة: يتم البحث عن أدوية جديدة مضادة للفيروسات أكثر فعالية في علاج SSPE.
البحث في العلاج المناعي: يستكشف الباحثون إمكانية استخدام العلاج المناعي لتحفيز جهاز المناعة على مكافحة فيروس الحصبة في الدماغ.
دراسة العوامل الوراثية: يتم البحث في العوامل الوراثية التي قد تزيد من خطر الإصابة بـ SSPE.

على الرغم من التحديات التي يواجهها مرضى SSPE، هناك أمل في أن يؤدي التقدم في البحث إلى علاجات أفضل ونتائج أفضل للمرضى في المستقبل.

خاتمة

التهاب الدماغ الشامل تحت الحاد (SSPE) هو مرض دماغي نادر وخطير يسببه فيروس الحصبة. يظهر المرض عادة بعد سنوات من الإصابة الأولية بالحصبة، ويؤدي إلى تدهور تدريجي في القدرات المعرفية والحركية والسلوكية. لا يوجد علاج شافٍ لـ SSPE، ولكن العلاج يهدف إلى تخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض. الوقاية ممكنة من خلال التطعيم ضد الحصبة. يستمر البحث في SSPE، وهناك أمل في أن يؤدي التقدم العلمي إلى علاجات أفضل ونتائج أفضل للمرضى في المستقبل. يعد فهم المرض وأسبابه وأعراضه وتشخيصه وعلاجه والوقاية منه أمرًا بالغ الأهمية لتحسين حياة المرضى وعائلاتهم.