الحياة المبكرة والتعليم
ولدت دولوريس غرينويل في مدينة لوس أنجلوس، كاليفورنيا. نشأت في بيئة محبة للطبيعة، مما أثر بشكل كبير على اهتماماتها المستقبلية. درست الفن والتاريخ في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، وتخرجت بدرجة البكالوريوس. بعد ذلك، واصلت دراساتها في الفن في أوروبا، حيث اكتشفت شغفها بالتزلج وتسلق الجبال.
مسيرتها المهنية في التزلج وتسلق الجبال
بدأت لابيل مسيرتها المهنية في مجال التزلج وتسلق الجبال في وقت مبكر. كانت متزلجة ماهرة ومشاركة في العديد من المسابقات. في وقت لاحق، تحولت إلى تسلق الجبال، وأصبحت عضوًا في العديد من الفرق التي قامت برحلات استكشافية في جميع أنحاء العالم. كانت من بين أوائل النساء اللواتي صعدن إلى العديد من القمم الجبلية، مما ساهم في كسر الحواجز الجندرية في هذا المجال. كانت تولي اهتمامًا خاصًا لنهجها الذي يركز على الانسجام مع الطبيعة، بدلاً من مجرد غزوها.
التحول إلى البيئة العميقة
شهدت لابيل تحولًا كبيرًا في اهتماماتها في أواخر الستينيات. بدأت في استكشاف الفلسفات البيئية العميقة، والتي دعت إلى تغيير جذري في العلاقة بين البشر والطبيعة. رأت أن الحضارة الغربية قد انفصلت عن العالم الطبيعي، مما أدى إلى التدمير البيئي. بدلاً من ذلك، دعت إلى إدراك العلاقة المتبادلة بين جميع الكائنات الحية والاعتماد عليها المتبادل.
العمل والكتابة
أصبحت لابيل مؤلفة نشطة، وكتبت العديد من الكتب والمقالات التي استكشفت أفكار البيئة العميقة، والروحانية الشرقية، والعلاقة بين الإنسان والطبيعة. من بين أعمالها الأكثر شهرة كتاب “التزلج في الأرض المقدسة” (1976)، الذي استكشف فيه العلاقة بين التزلج والوعي الروحي. كما كتبت “النظام البيئي للثقافة” (1978) و “البيئة العميقة: الفلسفة العملية للحياة” (1985)، والتي ساعدت في نشر أفكار البيئة العميقة إلى جمهور أوسع.
التدريس والتأثير
إلى جانب كتاباتها، قامت لابيل بتدريس التاي تشي واليوغا والتأمل. رأت أن هذه الممارسات تساعد على تطوير الوعي الجسدي والروحي، وتعزز الانسجام مع الطبيعة. أثرت على عدد كبير من الأشخاص من خلال عملها، وألهمت العديد من الأفراد والمنظمات للعمل من أجل حماية البيئة. كانت محاضراتها وورش عملها تجتذب جمهورًا واسعًا، حيث شاركت أفكارها ورؤيتها للعالم.
إرثها
تركت دولوريس لابيل إرثًا دائمًا في مجال البيئة والفكر البيئي. ساهمت أفكارها في تشكيل الوعي البيئي في أواخر القرن العشرين، ولا تزال أعمالها ذات صلة وذات تأثير حتى اليوم. من خلال عملها كمتسلقة جبال ومتزلجة ومعلمة ومؤلفة، تركت بصمة واضحة على الطريقة التي نفكر بها في علاقتنا مع العالم الطبيعي. يعتبر عملها بمثابة دعوة إلى العمل من أجل حماية البيئة، وإلى إدراك العلاقة المترابطة بين جميع الكائنات الحية.
البيئة العميقة
البيئة العميقة هي فلسفة بيئية تؤكد على القيمة الجوهرية لجميع الكائنات الحية، بغض النظر عن فائدتها للإنسان. ترفض هذه الفلسفة النظرة الإنسانية التي تجعل الإنسان مركز الكون، وتدعو إلى تغيير جذري في العلاقة بين البشر والطبيعة. تؤكد البيئة العميقة على أهمية الوعي البيئي، والاعتراف بالاعتماد المتبادل بين جميع أشكال الحياة. تشجع على تبني أسلوب حياة أكثر استدامة وتناغمًا مع الطبيعة.
تعتبر أفكار لابيل في مجال البيئة العميقة متأثرة بشدة بالفلسفة الشرقية، وخاصة البوذية والتاوية. رأت أن هذه الفلسفات توفر رؤية أعمق للعلاقة بين الإنسان والطبيعة، وتقدم طرقًا عملية لتحقيق التوازن والانسجام. ركزت على أهمية التأمل والوعي الجسدي كأدوات لتطوير الوعي البيئي.
التزلج في الأرض المقدسة
يعد كتاب “التزلج في الأرض المقدسة” أحد أهم أعمال لابيل. في هذا الكتاب، تستكشف العلاقة بين التزلج والروحانية. تجادل بأن التزلج، عندما يمارس بوعي واحترام للطبيعة، يمكن أن يكون تجربة روحية عميقة. ترى في التزلج وسيلة للتواصل مع الطبيعة، وتجربة الوحدة مع الذات والعالم من حولنا. يقدم الكتاب رؤية جديدة ومثيرة للاهتمام حول كيفية الجمع بين الرياضة والروحانية.
يناقش الكتاب أيضًا أهمية الوعي باللحظة الحاضرة، والعيش في انسجام مع الطبيعة. تدعو لابيل القراء إلى الانفتاح على التجارب الجديدة، وإلى تقدير جمال العالم الطبيعي. تقدم نصائح عملية حول كيفية ممارسة التزلج بوعي أكبر، وكيفية تطوير علاقة أعمق مع الجبال والثلج.
مساهمات إضافية
بالإضافة إلى عملها في مجال البيئة العميقة، كانت لابيل مهتمة أيضًا بمجموعة متنوعة من الموضوعات الأخرى، بما في ذلك الفن، والتاريخ، والفلسفة. كانت ترى أن جميع هذه المجالات مترابطة، وأن فهم هذه الروابط يمكن أن يساعدنا على تطوير رؤية أكثر شمولية للعالم. ساهمت لابيل في إثراء الفكر البيئي من خلال دمج مجموعة واسعة من وجهات النظر.
شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات حول البيئة والفكر البيئي، وساهمت في إلهام جيل جديد من النشطاء والعلماء. كانت تعمل بجد لزيادة الوعي بأهمية حماية البيئة، وتقديم رؤية مختلفة للعلاقة بين الإنسان والطبيعة.
التاي تشي واليوغا
كانت لابيل معلمة تاي تشي ويوغا. رأت أن هذه الممارسات تساعد على تطوير الوعي الجسدي والروحي. التاي تشي، وهي ممارسة صينية قديمة، تركز على الحركات البطيئة والمتناسقة لتعزيز الاسترخاء والتوازن. أما اليوغا، فهي ممارسة هندية تركز على التنفس والوضعيات لتحسين الصحة الجسدية والعقلية. اعتقدت لابيل أن ممارسة هذه الفنون يمكن أن تساعد الأفراد على تطوير علاقة أعمق مع ذواتهم ومع الطبيعة.
قامت بتدريس هذه الممارسات لسنوات عديدة، وساعدت العديد من الأشخاص على تحسين صحتهم ورفاهيتهم. رأت أن هذه الممارسات يمكن أن تساعد الأفراد على التخلص من التوتر والقلق، وعلى تطوير وعي أكبر بأجسادهم وعقولهم. شجعت على دمج هذه الممارسات في الحياة اليومية، كطريقة لتعزيز الانسجام مع الذات والعالم.
العلاقة مع الطبيعة
كانت لابيل تؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية العلاقة بين الإنسان والطبيعة. رأت أن الحضارة الغربية قد انفصلت عن العالم الطبيعي، مما أدى إلى التدمير البيئي. دعت إلى إدراك العلاقة المتبادلة بين جميع الكائنات الحية، والاعتماد عليها المتبادل. شجعت على تبني أسلوب حياة أكثر استدامة وتناغمًا مع الطبيعة.
اعتقدت أن الإنسان جزء لا يتجزأ من الطبيعة، وأن صحة الإنسان تعتمد على صحة البيئة. دعت إلى حماية النظم الإيكولوجية، والحد من التلوث، والحفاظ على الموارد الطبيعية. رأت أن الإنسان يجب أن يعامل الطبيعة باحترام وتقدير.
خاتمة
كانت دولوريس لابيل شخصية رائدة في مجال البيئة والفكر البيئي. ساهمت أفكارها في تشكيل الوعي البيئي في أواخر القرن العشرين، ولا تزال أعمالها ذات صلة وذات تأثير حتى اليوم. من خلال عملها كمتسلقة جبال ومتزلجة ومعلمة ومؤلفة، تركت بصمة واضحة على الطريقة التي نفكر بها في علاقتنا مع العالم الطبيعي. دعت إلى إدراك العلاقة المترابطة بين جميع الكائنات الحية، وشجعت على تبني أسلوب حياة أكثر استدامة وتناغمًا مع الطبيعة. يستمر إرثها في إلهام الأجيال القادمة للعمل من أجل حماية البيئة.
المراجع
- Skiing the Holy Mountain
- Dolores LaChapelle – Goodreads
- Dolores LaChapelle (1926–2007) – Encyclopedia.com
“`