تاريخ التأسيس
تأسست رفقاء الصليب في عام 1984 على يد الأب ميرفين ماكدونالد، وهو كاهن من أبرشية أوتاوا. نشأت الفكرة من رغبة الأب ماكدونالد في إنشاء مجتمع من الكهنة والرجال العلمانيين المتفانين في خدمة الكنيسة. في البداية، بدأ المجتمع صغيرًا، ولكن مع مرور الوقت، نما وتوسع ليشمل أعضاء من مختلف أنحاء العالم. تم الاعتراف بهم رسميًا كجمعية للحياة الرسولية من قبل الكنيسة الكاثوليكية في عام 1994.
الأهداف والرسالة
تتمثل مهمة رفقاء الصليب في التعرف على يسوع المسيح وجعله معروفًا، وذلك من خلال:التعليم: يلتزم رفقاء الصليب بتعليم الإيمان الكاثوليكي، سواء من خلال المدارس أو برامج التعليم الأخرى.التبشير: يشارك الأعضاء في التبشير بالإنجيل، من خلال الوعظ في الكنائس والبعثات التبشيرية.الرعاية الرعوية: يقدم رفقاء الصليب الرعاية الروحية والرعوية للمؤمنين في مختلف الظروف.العمل مع الشباب: يركزون على العمل مع الشباب من خلال توفير برامج تربوية وروحية، ومساعدتهم على النمو في الإيمان.خدمة الفقراء: يكرسون جهودهم لخدمة الفقراء والمحتاجين، من خلال توفير المساعدة المادية والروحية.
الهيكل التنظيمي
يترأس رفقاء الصليب الرئيس العام، الذي يُنتخب من قبل الأعضاء ويخدم لفترة محددة. يمثل الرئيس العام الجمعية في الأمور الخارجية ويشرف على الأنشطة والعمليات اليومية. يساعد الرئيس العام مجلس استشاري يتكون من قادة منتخبين من الأعضاء. يتم تنظيم رفقاء الصليب في مجتمعات محلية، لكل منها رئيس مسؤول عن إدارة المجتمع. يتبع الأعضاء نظامًا داخليًا يحدد القواعد والإرشادات التي تحكم حياتهم.
الحياة المشتركة
تعتبر الحياة المشتركة جوهرًا لرسالة رفقاء الصليب. يعيش الأعضاء معًا في مجتمعات، ويشاركون في الصلاة والعمل والترفيه. تهدف الحياة المشتركة إلى تعزيز الروابط الأخوية، ودعم بعضهم البعض في التزاماتهم الدينية. يلتزم الأعضاء بمجموعة من الممارسات الروحية، بما في ذلك:
- الصلاة اليومية، بما في ذلك القداس الإلهي وصلاة الساعات.
- دراسة الكتاب المقدس والتأمل فيه.
- المشاركة في الأسرار المقدسة، خاصة سر التوبة والإفخارستيا.
- القيام بالتمارين الروحية والاعتراف.
بالإضافة إلى الحياة المشتركة، يلتزم الأعضاء بنذور الفقر والعفة والطاعة. يعبر نذر الفقر عن رغبتهم في التخلي عن الثروة المادية والاعتماد على الله. يرمز نذر العفة إلى التزامهم بالعيش في العذرية من أجل ملكوت السماوات. يعكس نذر الطاعة رغبتهم في الخضوع لإرادة الله، كما تظهر من خلال طاعتهم لرئيسهم والمرؤوسين الآخرين.
الأنشطة والخدمات
يشارك رفقاء الصليب في مجموعة واسعة من الأنشطة والخدمات. وتشمل هذه:
- إدارة المدارس والكليات.
- تقديم الرعاية الرعوية في الكنائس والمستشفيات والسجون.
- إجراء البعثات التبشيرية في مختلف أنحاء العالم.
- تنظيم برامج للشباب.
- تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين.
- كتابة ونشر مواد دينية.
يتمتع رفقاء الصليب بسمعة طيبة في خدمتهم للكنيسة والمجتمع. لقد أحدثوا فرقًا كبيرًا في حياة الكثير من الناس من خلال تفانيهم في العمل الرسولي. يعملون بجد لنشر الإنجيل، ومساعدة المحتاجين، وبناء مجتمع أفضل.
أهمية التعليم
يلعب التعليم دورًا حاسمًا في رسالة رفقاء الصليب. يدركون أهمية تزويد الشباب بالمعرفة الدينية والروحية والأخلاقية اللازمة للنمو في الإيمان والمشاركة الفعالة في الكنيسة والمجتمع. يدير رفقاء الصليب المدارس والكليات، ويوفرون برامج تعليمية أخرى، ويهدفون إلى تعليم القيم الكاثوليكية، وتعزيز التفكير النقدي، وتطوير مهارات القيادة.
التبشير والعمل الرسولي
يعد التبشير والعمل الرسولي جزءًا لا يتجزأ من هوية رفقاء الصليب. يسعون جاهدين لمشاركة الإنجيل مع الآخرين، وخاصة أولئك الذين لم يسمعوا به من قبل. يشاركون في البعثات التبشيرية في جميع أنحاء العالم، ويعملون مع المجتمعات المحلية لإنشاء كنائس ومدارس ومراكز رعاية. يهدف عملهم الرسولي إلى إعلان محبة الله، وتقديم الرجاء والسلام، ومساعدة الناس على النمو في الإيمان.
العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
يعمل رفقاء الصليب في شراكة وثيقة مع الكنيسة الكاثوليكية. يلتزمون بتعاليم الكنيسة، ويخضعون لسلطة الأسقفية المحلية. يتعاونون مع الكهنة والأساقفة وغيرهم من العاملين في الكنيسة في خدمة الرعية وتوسيع نطاق الكنيسة. يعترف رفقاء الصليب بأهمية دور الكنيسة كأم ومعلمة، ويعملون على تعزيز وحدتها.
التحديات والفرص
مثل العديد من المجتمعات الدينية، يواجه رفقاء الصليب بعض التحديات. أحد هذه التحديات هو الحفاظ على نمو الأعضاء الجدد، و ضمان قدرتهم على الالتزام بنذورهم والعيش بحياة مشتركة. كما يواجهون تحديات في التكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية، والاستمرار في تلبية احتياجات الكنيسة والمجتمع. ومع ذلك، يواجه رفقاء الصليب هذه التحديات بروح من الإيمان والأمل. يرون أيضًا العديد من الفرص، بما في ذلك:النمو الروحي: يوفر رفقاء الصليب لأعضائهم فرصة للنمو الروحي والتقرب من الله.الخدمة: لديهم فرصة لخدمة الكنيسة والمجتمع، وإحداث فرق في حياة الآخرين.الشهادة: هم شهود على الإنجيل، ويساهمون في نشر محبة الله في العالم.التعاون: يتعاونون مع الآخرين في تحقيق أهدافهم.
التوسع والانتشار
توسعت رفقاء الصليب منذ تأسيسها في عام 1984. لديهم مجتمعات في كندا والولايات المتحدة وأماكن أخرى حول العالم. يستمرون في جذب أعضاء جدد، ويوسعون نطاق عملهم وخدماتهم. يسعون جاهدين لتلبية احتياجات الكنيسة والمجتمع، وتقديم رسالة الإنجيل.
المستقبل
يتطلع رفقاء الصليب إلى المستقبل بتفاؤل وأمل. إنهم ملتزمون بمهمتهم المتمثلة في خدمة الكنيسة والمجتمع، ونشر الإنجيل في جميع أنحاء العالم. يعتمدون على نعمة الله، ويعملون بجد لتحقيق أهدافهم. مع استمرارهم في النمو والتطور، سيظلون قوة إيجابية في الكنيسة والمجتمع.
خاتمة
رفقاء الصليب هي جمعية كاثوليكية مهمة تعمل على خدمة الكنيسة الكاثوليكية. من خلال التعليم والتبشير والرعاية الرعوية والعمل مع الشباب والفقراء، فإنهم يسعون جاهدين لإعلان محبة الله. يواجهون التحديات والفرص، ولكنهم ملتزمون بمهمتهم. مع استمرارهم في التوسع، سيظلون قوة إيجابية في الكنيسة والمجتمع، مكرسين حياتهم لخدمة الإنجيل.