<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد هيدلي أتكنز في 30 ديسمبر 1905 في برايتون، إنجلترا. تلقى تعليمه في مدرسة برايتون وكلية غاي في لندن. أظهر اهتمامًا مبكرًا بالطب، وتفوق في دراسته، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة خلال فترة دراسته. كان طالبًا متميزًا، وحصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة في عام 1928. أكمل تدريبه الجراحي في مستشفى غاي، وأصبح زميلًا في الكلية الملكية للجراحين في عام 1932.
مسيرته المهنية
بدأ أتكنز مسيرته المهنية كجراح استشاري في مستشفى غاي في عام 1938. خلال الحرب العالمية الثانية، خدم كجراح في الجيش البريطاني، حيث اكتسب خبرة كبيرة في علاج الإصابات والجروح. بعد الحرب، عاد إلى مستشفى غاي، وكرس حياته المهنية للجراحة العامة، مع التركيز بشكل خاص على جراحة الثدي وجراحة الغدد الصماء.
في عام 1948، عُين أتكنز كأول أستاذ للجراحة في مستشفى غاي، وهو منصب شغله حتى تقاعده في عام 1970. خلال فترة عمله كأستاذ، أشرف على تدريب عدد كبير من الجراحين، وأثر بشكل كبير على تطوير الجراحة في بريطانيا وخارجها. كان معروفًا بالتزامه بالتميز في الجراحة، وتفانيه في رعاية المرضى. كما كان باحثًا نشطًا، ونشر العديد من المقالات العلمية والكتب حول مواضيع جراحية مختلفة.
إسهاماته في جراحة الثدي
كان أتكنز رائدًا في مجال جراحة الثدي، وأجرى أبحاثًا مكثفة حول علاج سرطان الثدي. كان من أوائل الجراحين الذين أيدوا استئصال الثدي الجذري المعدل كإجراء قياسي لعلاج سرطان الثدي. تضمنت هذه الجراحة إزالة الثدي والغدد الليمفاوية الإبطية مع الحفاظ على عضلات الصدر. كان هذا النهج أقل تشويهًا من استئصال الثدي الجذري التقليدي، ولكنه أظهر نتائج مماثلة من حيث البقاء على قيد الحياة. ساهم عمل أتكنز في تحسين نوعية حياة العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي.
بالإضافة إلى ذلك، كان أتكنز مدافعًا عن التشخيص المبكر لسرطان الثدي. شجع على الفحص الذاتي للثدي والفحص السريري المنتظم، وشارك في الحملات التوعوية لزيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي. كما ساهم في تطوير أساليب جراحية جديدة لإعادة بناء الثدي بعد استئصاله.
إسهاماته في جراحة الغدد الصماء
بالإضافة إلى عمله في جراحة الثدي، كان أتكنز خبيرًا في جراحة الغدد الصماء. أجرى أبحاثًا حول علاج أمراض الغدة الدرقية والغدد الجار درقية، وساهم في تطوير تقنيات جراحية جديدة لعلاج هذه الحالات. كان معروفًا بدقته ومهارته في الجراحة، وكان يحظى بتقدير كبير من قبل زملائه ومرضاه.
ساهم عمل أتكنز في تقدم جراحة الغدد الصماء بشكل كبير. طور أساليب جراحية جديدة وأكثر فعالية لعلاج أمراض الغدة الدرقية والغدد الجار درقية. كما ساهم في تطوير فهمنا لأمراض الغدد الصماء، وكيفية تشخيصها وعلاجها.
أعماله وكتاباته
كتب أتكنز العديد من الكتب والمقالات العلمية التي ساهمت في تطوير المعرفة الجراحية. نشر كتبًا عن جراحة الثدي، وجراحة الغدد الصماء، وجراحة العامة، وترجمت أعماله إلى عدة لغات. من بين كتبه الأكثر شهرة:
- جراحة الثدي (Breast Surgery)
- جراحة الغدد الصماء (Endocrine Surgery)
- مبادئ الجراحة (Principles of Surgery) – ككتاب دراسي
كانت كتاباته واضحة ودقيقة، مما جعلها ذات قيمة كبيرة للطلاب والجراحين على حد سواء. ساهم عمله الأدبي في نشر المعرفة الجراحية وتحسين ممارسات الرعاية الصحية.
تقديره وتكريمه
حصل أتكنز على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته في الجراحة. انتُخب زميلًا للكلية الملكية للجراحين في إنجلترا في عام 1932، وعمل كعضو في مجلس الكلية لسنوات عديدة. حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) في عام 1954، ولقب فارس في عام 1965. كان عضوًا فخريًا في العديد من الجمعيات الجراحية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الجمعية الأمريكية للجراحين والجمعية الفرنسية للجراحين.
كان أتكنز شخصية محترمة للغاية في مجتمع الجراحين. كان معروفًا بذكائه، ومهاراته الجراحية، والتزامه برعاية المرضى. كان أيضًا معلمًا ملهمًا، وترك إرثًا دائمًا في مجال الجراحة.
إرثه
ترك السير هيدلي أتكنز إرثًا دائمًا في مجال الجراحة. كان رائدًا في جراحة الثدي وجراحة الغدد الصماء، وساهم عمله في تحسين حياة العديد من المرضى. أثر عمله على الجراحين من خلال تعليمه وكتاباته، وساهم في تطوير الجراحة في بريطانيا وحول العالم. يعتبر أتكنز من الشخصيات الهامة في تاريخ الجراحة.
عمله في مجال جراحة الثدي ساعد في تطوير العلاجات التي نعرفها اليوم، وجعل التشخيص والعلاج المبكرين أكثر أهمية من أي وقت مضى.
لقد قام بتدريب عدد لا يحصى من الجراحين خلال مسيرته المهنية، وترك تأثيرًا على الجيل القادم من الجراحين.
مسيرة مهنية مُلخّصة
في مسيرته المهنية، شغل أتكنز مناصب هامة، بما في ذلك:
- جراح استشاري في مستشفى غاي (1938)
- جراح خلال الحرب العالمية الثانية
- أستاذ الجراحة في مستشفى غاي (1948-1970)
خاتمة
كان السير هيدلي أتكنز جراحًا بريطانيًا بارزًا، ورائدًا في مجالات جراحة الثدي والغدد الصماء. ساهمت إسهاماته في تطوير العلاجات الجراحية، وتحسين رعاية المرضى. ترك إرثًا دائمًا في مجال الجراحة، ولا يزال عمله يؤثر على الجراحين والمرضى حتى اليوم.