<![CDATA[
نشأته وبداية حياته
ولد جوشوا بيتس في مقاطعة بوسطن، ماساتشوستس. كان والده، صموئيل بيتس، مزارعًا، ووالدته، سارة (ني ميريك) بيتس. تلقى بيتس تعليمه المبكر في المدارس المحلية قبل التحاقه بكلية ييل في عام 1792. تخرج من ييل عام 1799، حيث كان عضوًا في جمعية أدبية تدعى “جمعية لينونيا”.
بعد تخرجه، عمل بيتس كمدرس لفترة وجيزة قبل أن يبدأ دراسة اللاهوت. تم ترخيصه للوعظ عام 1801، ورُسم في الكنيسة التجمعية في عام 1804. تزوج بيتس من إليزا باركر في عام 1802، وأنجبا معًا عدة أطفال.
مسيرته التعليمية
بدأ بيتس مسيرته التعليمية في عام 1800، عندما أصبح مدرسًا في الأكاديمية النحوية في نيو هامبشاير. شغل هذا المنصب لمدة عامين. في عام 1802، عُين أستاذًا للغة اليونانية واللاتينية في كلية ميدلبوري في فيرمونت. بعد ذلك، شغل منصب رئيس الكلية من عام 1818 إلى عام 1839، وهي فترة شهدت نموًا وتطورًا كبيرين في الكلية. خلال فترة رئاسته، وسع بيتس المناهج الدراسية، وأضاف أساتذة جدد، وساهم في بناء العديد من المباني الجديدة في الحرم الجامعي.
كان بيتس شخصية قيادية في التعليم العالي في عصره. كان مؤيدًا قويًا للتعليم الكلاسيكي، وآمن بأهمية التربية الأخلاقية والدينية للطلاب. بالإضافة إلى عمله في ميدلبوري، شغل بيتس منصب أمين صندوق في جامعة فيرمونت، وكان عضوًا في العديد من المجالس والمؤسسات التعليمية الأخرى.
رئاسة كلية ميدلبوري
في عام 1818، تولى جوشوا بيتس منصب رئيس كلية ميدلبوري، في وقت كانت فيه الكلية تمر بفترة حاسمة. كانت الكلية تعاني من صعوبات مالية، وكان عدد الطلاب في انخفاض. عمل بيتس بجد لتحسين سمعة الكلية وجمع الأموال اللازمة لدعمها. أحدث تغييرات كبيرة، شملت:
- توسيع المناهج الدراسية: أضاف بيتس مواد دراسية جديدة، مثل العلوم الطبيعية والعلوم السياسية، لتلبية متطلبات العصر.
- تعيين أساتذة جدد: جلب بيتس أساتذة من ذوي الخبرة والكفاءة، مما ساهم في رفع مستوى التعليم في الكلية.
- بناء مباني جديدة: أشرف بيتس على بناء العديد من المباني الجديدة في الحرم الجامعي، بما في ذلك مكتبة وعدد من القاعات السكنية، مما ساهم في تحسين البنية التحتية للكلية.
تحت قيادة بيتس، شهدت كلية ميدلبوري نموًا وازدهارًا. ارتفع عدد الطلاب، وتحسنت سمعة الكلية، وأصبحت مؤسسة تعليمية مرموقة. استقال بيتس من منصبه كرئيس في عام 1839، ولكنه استمر في العمل في مجال التعليم حتى وفاته.
أعماله الأخرى
بالإضافة إلى عمله في مجال التعليم، كان بيتس رجل دين نشطًا. شغل منصب قسيس الكنيسة التجمعية في ميدلبوري لفترة طويلة. كان خطيبًا بارعًا، وشارك بانتظام في المناسبات الدينية والاجتماعية. كان له دور فعال في مجتمعه، وكان يحظى باحترام وتقدير كبيرين.
كان بيتس مؤمنًا بشدة بأهمية التعليم والفضيلة. كان يعتقد أن التعليم هو مفتاح تقدم المجتمع، وأن التربية الأخلاقية والدينية ضرورية لتكوين مواطنين صالحين. ترك إرثًا دائمًا في كلية ميدلبوري وفي المجتمع الأمريكي بشكل عام.
إرثه
يُذكر جوشوا بيتس كشخصية بارزة في تاريخ التعليم الأمريكي. لقد ترك بصمة واضحة في كلية ميدلبوري، حيث ساهم في نموها وتطورها. كما كان له تأثير كبير على التعليم العالي في عصره. يعكس إرثه تفانيه في التعليم، وإيمانه بأهمية التربية الأخلاقية والدينية، والتزامه بخدمة مجتمعه.
توفي جوشوا بيتس في 14 يناير 1854، عن عمر يناهز 77 عامًا. لا يزال ذكره حيًا في كلية ميدلبوري، حيث يُحتفى به كأحد أهم رؤسائها على الإطلاق.
خاتمة
كان جوشوا بيتس مربيًا ورجل دين أمريكيًا ذا تأثير كبير، حيث شغل منصب الرئيس الثالث لكلية ميدلبوري وقام بتحويل الكلية خلال فترة توليه المنصب. كرس حياته للتعليم والتربية الأخلاقية، وترك إرثًا دائمًا في التعليم العالي في الولايات المتحدة. كان له دور قيادي في مجتمعه، وظل محترمًا حتى وفاته.