حياتها المبكرة
ولدت جون هايموف في ساوثيند أون سي، إسكس، إنجلترا، في 27 ديسمبر 1922. كان والدها، أيزيدور ليفين، روسيًا يهوديًا هاجر إلى بريطانيا، وكانت والدتها، فلورنس، إنجليزية. كان لديها ثلاثة أشقاء. تلقت تعليمها في مدرسة سانت برنارد الثانوية للبنات. بعد ترك المدرسة، عملت في مجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك العمل في مصنع ذخيرة خلال الحرب العالمية الثانية. بعد الحرب، عملت كمصممة أزياء.
الانتقال إلى تركيا
في عام 1975، زارت هايموف داليان لأول مرة على متن يخت مع الأصدقاء. لقد وقعت في حب المنطقة على الفور وقررت الانتقال إليها بشكل دائم. في البداية، عاشت على متن يختها، لكنها اشترت لاحقًا منزلًا صغيرًا على ضفاف نهر داليان.
حماية السلاحف البحرية
سرعان ما أصبحت هايموف مهتمة بالسلاحف البحرية ضخمة الرأس التي تعشش على شاطئ إزتوزو. كانت قلقة بشأن تأثير السياحة والتنمية على السلاحف، وبدأت في حملة لحماية الشاطئ وموائلهن. في ذلك الوقت، كان هناك خطط لبناء فندق كبير على شاطئ إزتوزو، الأمر الذي كان سيؤدي إلى تدمير مواقع تعشيش السلاحف. لعبت هايموف دورًا حاسمًا في وقف هذا التطور، وبدعم من عالم الحيوان البريطاني ديفيد بيلامي والصحفي التركي أوزاي بولوت، نجحت في حشد الرأي العام ضد بناء الفندق.
في عام 1988، تم إعلان شاطئ إزتوزو منطقة محمية، ومنذ ذلك الحين، تم تنفيذ عدد من التدابير لحماية السلاحف البحرية. تشمل هذه التدابير تقييد الوصول إلى الشاطئ في الليل، ومراقبة مواقع التعشيش، وتثقيف السياح حول أهمية حماية السلاحف.
أنشأت هايموف أيضًا مركزًا لإعادة تأهيل السلاحف في داليان، حيث يتم علاج السلاحف المصابة والمريضة وإطلاقها مرة أخرى في البرية. لعبت دورًا أساسيًا في رفع مستوى الوعي حول أهمية حماية السلاحف البحرية، وقد ألهمت العديد من الأشخاص الآخرين للمشاركة في جهود الحفظ.
جوائز وتكريمات
تم الاعتراف بعمل هايموف في الحفاظ على البيئة على نطاق واسع. تشمل الجوائز والتكريمات التي تلقتها ما يلي:
- وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE)
- جائزة البيئة التركية
- جائزة الخدمة المتميزة من الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)
- جائزة تقدير من وزارة البيئة والغابات التركية
الحياة الشخصية
تزوجت هايموف أربع مرات. لم تنجب أطفالًا. كانت معروفة بشخصيتها القوية وتفانيها في قضية حماية السلاحف البحرية. ظلت ناشطة في جهود الحفظ حتى سنواتها الأخيرة. توفيت في داليان في 23 أبريل 2022، عن عمر يناهز 99 عامًا.
تأثيرها وإرثها
كان لجون هايموف تأثير كبير على الحفاظ على السلاحف البحرية في تركيا. لقد لعبت دورًا حاسمًا في حماية شاطئ إزتوزو من التنمية، وقد ألهمت العديد من الأشخاص الآخرين للمشاركة في جهود الحفظ. غالبًا ما تُذكر باسم “أم السلاحف” لالتزامها الثابت بحماية هذه المخلوقات المهددة بالانقراض.
إرث جون هايموف يتجاوز حماية السلاحف البحرية. لقد أظهرت أن فردًا واحدًا يمكنه إحداث فرق كبير في حماية البيئة. قصتها هي مصدر إلهام للناشطين البيئيين في جميع أنحاء العالم.
أهمية شاطئ إزتوزو
شاطئ إزتوزو هو أحد أهم مواقع التعشيش للسلاحف البحرية ضخمة الرأس في البحر الأبيض المتوسط. كل عام، تأتي مئات السلاحف إلى الشاطئ لوضع بيضها. تفقس البيوض بعد حوالي شهرين، وتشق السلاحف الصغيرة طريقها إلى البحر. يواجه صغار السلاحف العديد من التهديدات، بما في ذلك الحيوانات المفترسة والتلوث. ومع ذلك، بفضل جهود الحفظ التي بذلتها جون هايموف وآخرون، أصبح لدى السلاحف البحرية في إزتوزو فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.
يعتبر شاطئ إزتوزو أيضًا وجهة سياحية شهيرة. يزور الشاطئ كل عام آلاف السياح الذين يأتون للاستمتاع بجمال الطبيعة ومشاهدة السلاحف. من المهم إدارة السياحة في إزتوزو بطريقة مستدامة لحماية البيئة وضمان استمرار السلاحف في التعشيش على الشاطئ لسنوات قادمة.
تحديات مستمرة
على الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال السلاحف البحرية في إزتوزو تواجه عددًا من التحديات. يشمل ذلك:
- التلوث: يمكن أن يؤدي التلوث من مصادر مختلفة، بما في ذلك النفايات البلاستيكية والمواد الكيميائية، إلى إلحاق الضرر بالسلاحف البحرية وموائلها.
- الصيد العرضي: غالبًا ما يتم القبض على السلاحف البحرية عن طريق الخطأ في شباك الصيد.
- تغير المناخ: يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع منسوب سطح البحر وزيادة درجة حرارة المحيطات، مما قد يؤثر على مواقع تعشيش السلاحف ومصادر غذائها.
- التنمية الساحلية: لا تزال التنمية الساحلية تشكل تهديدًا لموائل السلاحف البحرية.
من المهم الاستمرار في دعم جهود الحفظ لحماية السلاحف البحرية في إزتوزو والتغلب على هذه التحديات المستمرة.
دور المجتمعات المحلية
تلعب المجتمعات المحلية في منطقة داليان دورًا حيويًا في حماية السلاحف البحرية. يمكن للمجتمعات المحلية المساهمة في جهود الحفظ من خلال:
- المشاركة في برامج المراقبة والإبلاغ عن الأنشطة غير القانونية.
- دعم السياحة المستدامة التي تحمي البيئة.
- المشاركة في حملات التنظيف للحفاظ على الشاطئ نظيفًا.
- تثقيف الآخرين حول أهمية حماية السلاحف البحرية.
من خلال العمل معًا، يمكن للمجتمعات المحلية والمنظمات البيئية والحكومة ضمان بقاء السلاحف البحرية في إزتوزو لسنوات قادمة.
خاتمة
كانت جون هايموف شخصية استثنائية كرست حياتها لحماية السلاحف البحرية ضخمة الرأس في شاطئ إزتوزو. من خلال عملها الدؤوب وتفانيها، نجحت في حماية هذا الموقع الهام من التنمية، ورفعت مستوى الوعي حول أهمية حماية هذه المخلوقات المهددة بالانقراض. يظل إرثها مصدر إلهام للناشطين البيئيين في جميع أنحاء العالم، ويذكرنا بأن فردًا واحدًا يمكنه إحداث فرق كبير في حماية البيئة.