نشأته وبداياته المهنية
ولد باري أبلبي في مدينة شفيلد، يوركشاير، إنجلترا. لم تتوفر الكثير من التفاصيل عن طفولته المبكرة، لكن من المعروف أنه أظهر اهتمامًا بالرسم في سن مبكرة. درس الفن في مدرسة شفيلد للفنون، حيث صقل مهاراته وأتقن تقنيات الرسم المختلفة. بعد تخرجه، بدأ مسيرته المهنية كرسام تجاري، حيث عمل في تصميم الإعلانات ورسم الرسوم التوضيحية.
بدأت مسيرة أبلبي المهنية الحقيقية في مجال الرسوم الهزلية في أواخر الثلاثينيات. عمل في البداية لدى عدد من الصحف والمجلات، وقدم رسومات كاريكاتورية وقصصًا مصورة قصيرة. خلال الحرب العالمية الثانية، خدم أبلبي في القوات المسلحة البريطانية، لكنه استمر في الرسم وكتابة القصص المصورة للمجلات العسكرية.
ظهور سلسلة “غامبولز”
في عام 1950، حقق باري أبلبي قفزة نوعية في مسيرته المهنية عندما قدم سلسلة “غامبولز” إلى صحيفة ديلي إكسبريس. كانت “غامبولز” سلسلة رسوم هزلية تركز على مغامرات عائلة غامبول، والتي تتكون من الأب غراهام غامبول، والأم بيتي غامبول، والابنة غاي، والابن جوناثان. سرعان ما أصبحت السلسلة شائعة للغاية، وأحبها القراء من جميع الأعمار.
تميزت “غامبولز” بأسلوب الرسم المميز لأبلبي، والذي كان يجمع بين البساطة والأناقة. كانت شخصيات السلسلة مرسومة بأسلوب كرتوني، وكانت القصص مليئة بالفكاهة الخفيفة والمواقف العائلية المضحكة. غالبًا ما كانت القصص تدور حول المشاكل اليومية التي تواجهها عائلة غامبول، مثل العطلات، والاحتفالات، والأنشطة الترفيهية.
أحد أسباب نجاح “غامبولز” هو قدرة أبلبي على التواصل مع القراء. كانت شخصيات السلسلة واقعية ويمكن التعاطف معها، وكانت القصص تعكس تجارب الحياة اليومية للعائلات في بريطانيا في فترة ما بعد الحرب. بالإضافة إلى ذلك، كان أسلوب أبلبي الفكاهي جذابًا ومناسبًا لجميع أفراد العائلة.
شخصيات “غامبولز”
تعتبر عائلة غامبول هي محور سلسلة الرسوم الهزلية. لكل فرد في العائلة شخصيته المميزة، مما يساهم في تنوع القصص والمواقف.
- غراهام غامبول: الأب، وهو رجل طيب القلب يحب عائلته، ولكنه غالبًا ما يقع في مواقف محرجة.
- بيتي غامبول: الأم، وهي امرأة ذكية وصبورة تدعم زوجها وأطفالها.
- غاي غامبول: الابنة، وهي فتاة شابة ذكية ومرحة، غالبًا ما تتحدى والديها.
- جوناثان غامبول: الابن، وهو صبي شقي ومرح، يحب اللعب والمغامرة.
بالإضافة إلى عائلة غامبول، ظهرت في السلسلة شخصيات ثانوية أخرى، مثل الجيران والأصدقاء والأقارب. ساهمت هذه الشخصيات في إثراء القصص وإضافة المزيد من الفكاهة والتشويق.
تأثير “غامبولز”
حققت سلسلة “غامبولز” نجاحًا هائلاً، وأصبحت واحدة من أشهر الرسوم الهزلية في بريطانيا. نُشرت السلسلة في العديد من الصحف والمجلات الأخرى حول العالم، وترجمت إلى لغات مختلفة. أثرت “غامبولز” على العديد من الرسامين الآخرين، وألهمت العديد من السلاسل المشابهة.
بالإضافة إلى نجاحها في الصحافة، تم تكييف “غامبولز” في العديد من الوسائط الأخرى. تم إنتاج مسلسلات تلفزيونية ورسوم متحركة مستوحاة من السلسلة. كما تم إصدار العديد من الكتب والمجلات والمنتجات الأخرى التي تحمل علامة “غامبولز”.
جوائز وتكريمات
حصل باري أبلبي على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية. تم الاعتراف بمساهماته في مجال الرسوم الهزلية، وحصل على العديد من الجوائز المرموقة. يعتبر أبلبي أحد أهم رسامي الكاريكاتير في التاريخ البريطاني.
تم تكريم باري أبلبي بعدة طرق خلال حياته وبعد وفاته. تم عرض أعماله في العديد من المعارض الفنية، وتم نشر العديد من الكتب والمقالات حول حياته وعمله. لا يزال إرثه حيًا حتى اليوم، ولا يزال قراؤه يستمتعون بشخصياته ورسومه الهزلية.
أسلوب باري أبلبي الفني
تميز أسلوب باري أبلبي الفني بالبساطة والوضوح. استخدم خطوطًا نظيفة وألوانًا زاهية لإنشاء رسوماته. كان يركز على تصوير الشخصيات والمواقف بأسلوب كرتوني، مما جعل رسوماته سهلة الفهم وممتعة للمشاهدة.
كان أبلبي بارعًا في استخدام الفكاهة في رسوماته. كان يختار المواقف اليومية التي يمكن للقراء أن يتعاطفوا معها، ثم يضيف إليها لمسة من الفكاهة والكوميديا. كان قادرًا على خلق شخصيات محبوبة، والتي أصبحت معروفة لدى الملايين من القراء.
كان أبلبي يستخدم أسلوبًا سرديًا بسيطًا ولكنه فعال. كان يختار الكلمات بعناية، ويستخدمها لخلق قصص شيقة ومثيرة للاهتمام. كان قادرًا على توصيل رسائل معقدة بطريقة بسيطة ومباشرة.
إرث باري أبلبي
ترك باري أبلبي إرثًا دائمًا في عالم الرسوم الهزلية. ساهم في تشكيل الثقافة الشعبية البريطانية، وأثر على العديد من الفنانين الآخرين. لا تزال شخصيات ورسوماته الهزلية محبوبة من قبل القراء من جميع الأعمار.
يعتبر أبلبي مثالًا للفنان الموهوب الذي تمكن من تحقيق النجاح من خلال العمل الجاد والإبداع. قدم مساهمة كبيرة في مجال الرسوم الهزلية، وسيظل اسمه مرتبطًا بسلسلة “غامبولز” الشهيرة إلى الأبد.
وفاته
توفي باري أبلبي في 11 مارس 1996، عن عمر يناهز 86 عامًا. ترك وراءه إرثًا فنيًا غنيًا، وتراثًا من الرسوم الهزلية التي لا تزال تضحك القراء حتى اليوم. سيظل باري أبلبي محفورًا في ذاكرة محبي الرسوم الهزلية كأحد أعظم الفنانين في هذا المجال.
خاتمة
باري أبلبي كان رسامًا كاريكاتوريًا بريطانيًا موهوبًا، اشتهر بسلسلة “غامبولز” المحبوبة. من خلال أسلوبه الفني المميز وذكائه الفكاهي، تمكن أبلبي من خلق شخصيات خالدة أثرت في الثقافة الشعبية البريطانية. تركت أعماله بصمة لا تمحى في عالم الرسوم الهزلية، وسيظل إرثه حيًا يتذكره الملايين من القراء.
المراجع
- Lambiek Comiclopedia – Barry Appleby
- The British Cartoon Archive – Barry Appleby
- The Guardian Obituary – Barry Appleby
- Wikipedia – Barry Appleby
“`