مقدمة
نوتبرجا (حوالي 1265 – 13 سبتمبر 1313)، والمعروفة أيضًا باسم نوتبرجا من راتنبرج أو نوتبرجا من إيبن، كانت قديسة نمساوية وفلاحة. تُعتبر شفيعة الفلاحين والمزارعين والخدم والحيوانات. تُحتفل بعيدها في 13 سبتمبر.
حياتها
ولدت نوتبرجا حوالي عام 1265 في راتنبرج، تيرول، النمسا. كانت خادمة في خدمة كونت راتنبرج، وكانت معروفة بتقواها وكرمها. كانت توزع طعامها وملابسها على الفقراء والمحتاجين، مما أثار غضب الكونت وزوجته.
نتيجة لذلك، طُردت نوتبرجا من الخدمة. ومع ذلك، استقرت بعد ذلك في مزرعة تابعة لمستشفى إيبن بالقرب من ينباخ، حيث عملت هناك أيضًا كخادمة. وفقًا للأسطورة، عندما أُمرت ذات مرة بمنع إعطاء بقايا الطعام للفقراء، قامت بتوزيعها على حيوانات المزرعة بدلاً من ذلك. عندما قام الكونت بفحص الحظيرة، وجدها مليئة فقط بنشارة الخشب.
لاحقًا، عانى الكونت من سلسلة من المصائب، مما جعله يعتقد أن طرد نوتبرجا كان سبب سوء حظه. استدعاها للعودة إلى خدمته، ومنحها سلطة كبيرة في توزيع الصدقات على الفقراء. وفقًا للقصة الشعبية، كان من المفترض أن تحدد نوتبرجا بنفسها نطاق الصدقة التي سيتم تقديمها. ألقت بفأس من تل شميدسبويل إلى الوادي، حيث كان من المفترض أن يتم بناء مستشفى. ومع ذلك، هبط الفأس على بعد أمتار قليلة فقط من التل.
توفيت نوتبرجا في 13 سبتمبر 1313، ودفنت في كنيسة إيبن. بعد وفاتها، نُسبت إليها العديد من المعجزات، وسرعان ما تم تبجيلها كقديسة.
أساطير وقصص حول نوتبرجا
ترتبط العديد من الأساطير والقصص الشعبية بالقديسة نوتبرجا، مما يعكس مكانتها كقديسة شعبية ومحترمة في منطقة جبال الألب. من بين هذه القصص:
- معجزة الفأس: عندما طُردت نوتبرجا من خدمة الكونت، استقرت في مزرعة تابعة لمستشفى إيبن. عندما أراد الكونت استعادتها ومنحها سلطة توزيع الصدقات، ألقت نوتبرجا بفأس من تل شميدسبويل لتحديد مكان بناء المستشفى. يُقال أن الفأس هبط على بعد أمتار قليلة فقط من التل، حيث تم بناء المستشفى بالفعل. هذه القصة ترمز إلى حكمة نوتبرجا وقدرتها على اتخاذ القرارات الصحيحة.
- معجزة الحظيرة: عندما أُمرت نوتبرجا بمنع إعطاء بقايا الطعام للفقراء، قامت بتوزيعها على حيوانات المزرعة بدلاً من ذلك. عندما قام الكونت بفحص الحظيرة، وجدها مليئة فقط بنشارة الخشب. هذه القصة تُظهر كرم نوتبرجا وإخلاصها في مساعدة المحتاجين، حتى عندما كانت تواجه صعوبات.
- رعاية الحيوانات: كانت نوتبرجا تُعتبر شفيعة الحيوانات، وخاصة حيوانات المزرعة. يُقال أنها كانت تهتم بالحيوانات جيدًا وتوفر لها الرعاية اللازمة. هناك العديد من القصص التي تروي كيف كانت نوتبرجا تساعد الحيوانات المريضة أو المصابة.
هذه الأساطير والقصص الشعبية تساهم في صورة نوتبرجا كقديسة محبوبة وموقرة، وتعكس قيم الكرم والرحمة والرعاية التي كانت تمثلها.
تبجيلها
تُبجل نوتبرجا كقديسة في الكنيسة الكاثوليكية. تم تطويبها في عام 1862، ويُحتفل بعيدها في 13 سبتمبر. تُعتبر شفيعة الفلاحين والمزارعين والخدم والحيوانات. تُصور عادةً وهي تحمل منجلًا أو باقة من القمح أو إناء حساء. توجد العديد من الكنائس والمصليات المخصصة لها في النمسا وألمانيا.
تنتشر صور وتماثيل نوتبرجا في العديد من الكنائس والمصليات في منطقة جبال الألب، مما يعكس أهميتها في الذاكرة الدينية والثقافية للمنطقة.
تأثيرها
كان لنوتبرجا تأثير كبير على ثقافة جبال الألب. تُعتبر مثالاً للتقوى والكرم والإحسان. تُعتبر أيضًا رمزًا للمرأة القوية والمستقلة. تستمر قصتها في إلهام الناس اليوم.
يمكن ملاحظة تأثيرها في الفن والأدب والموسيقى الشعبية في منطقة جبال الألب. كما أنها تُلهم العديد من الجمعيات الخيرية والمنظمات التي تعمل على مساعدة الفقراء والمحتاجين.
أهميتها التاريخية
تعتبر نوتبرجا شخصية مهمة في تاريخ النمسا. إنها تمثل القيم الدينية والاجتماعية التي كانت سائدة في العصور الوسطى. تُعتبر أيضًا رمزًا للهوية الثقافية لمنطقة جبال الألب.
تساهم دراسة حياة نوتبرجا في فهم أفضل لتاريخ الدين والمجتمع في منطقة جبال الألب، وتوضح كيف يمكن لشخصية دينية أن تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الهوية الثقافية لمنطقة معينة.
فن وتصوير نوتبرجا
تُصور نوتبرجا في الفن عادةً وهي تحمل منجلًا أو باقة من القمح أو إناء حساء. هذه الرموز تعكس ارتباطها بالزراعة والعمل الخيري. المنجل يمثل عملها كفلاحة، بينما باقة القمح ترمز إلى الوفرة والبركة. إناء الحساء يمثل كرمها وإحسانها تجاه الفقراء والمحتاجين.
غالبًا ما تُصور نوتبرجا أيضًا وهي ترتدي ملابس بسيطة ومتواضعة، مما يعكس حياتها المتواضعة والتزامها بالفقر. في بعض الأحيان، تُصور وهي تقوم بأعمال الخير، مثل إطعام الفقراء أو رعاية الحيوانات.
توجد العديد من اللوحات والتماثيل التي تصور نوتبرجا في الكنائس والمتاحف في منطقة جبال الألب. هذه الأعمال الفنية تساهم في إحياء ذكرى نوتبرجا وتذكير الناس بقيمها ومبادئها.
خاتمة
كانت نوتبرجا قديسة نمساوية عاشت في القرن الثالث عشر. تُعتبر شفيعة الفلاحين والمزارعين والخدم والحيوانات. تُبجل لتقواها وكرمها وإحسانها. تستمر قصتها في إلهام الناس اليوم.