تاريخ التطوير
تم تطوير مدفع BAT في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي كجزء من جهد بريطاني أوسع لتحسين القدرات المضادة للدبابات. في ذلك الوقت، كانت الدبابات السوفيتية مثل T-54 و T-55 تمثل تهديدًا كبيرًا، وكان الجيش البريطاني بحاجة إلى سلاح فعال يمكنه اختراق دروعها. بدأ تطوير BAT كبديل أثقل وأكثر قدرة لمدفع Wombat عديم الارتداد عيار 120 ملم، والذي كان يستخدم بالفعل.
بدأ العمل على تصميم BAT في عام 1949، وشارك فيه العديد من الشركات بما في ذلك Royal Armament Research and Development Establishment (RARDE). كان الهدف هو إنتاج مدفع يمكن نقله بسهولة بواسطة مركبة أو بواسطة فريق من الجنود، مع توفير قوة نيران كافية لتدمير الدبابات الحديثة. تم تحقيق ذلك من خلال استخدام تصميم عديم الارتداد، والذي سمح بالتخلص من ارتداد المدفع عن طريق توجيه جزء من الغازات الدافعة إلى الخلف.
تم إجراء تجارب مكثفة على المدفع الجديد في الخمسينيات من القرن الماضي، وتم إدخال العديد من التحسينات على التصميم بناءً على نتائج هذه التجارب. أخيرًا، تم قبول مدفع BAT للخدمة في الجيش البريطاني في عام 1955.
التصميم والمواصفات
كان مدفع BAT سلاحًا عديم الارتداد عيار 120 ملم، مما يعني أنه لم يكن لديه نظام ارتداد تقليدي. بدلاً من ذلك، تم توجيه جزء من الغازات الدافعة المتولدة عند إطلاق القذيفة إلى الخلف من خلال فوهة في الجزء الخلفي من المدفع. هذا ألغى معظم الارتداد، مما سمح بتركيب المدفع على حامل خفيف الوزن.
تتضمن المواصفات الرئيسية لمدفع BAT ما يلي:
- العيار: 120 ملم
- الوزن: حوالي 900 كجم
- الطول: حوالي 3.5 متر
- المدى الفعال: حوالي 1000 متر
- معدل إطلاق النار: 4-5 قذائف في الدقيقة
تم تصميم مدفع BAT ليتم تشغيله بواسطة طاقم مكون من 3-4 جنود. كان المدفع عادةً ما يتم تركيبه على حامل ثلاثي القوائم، ولكن يمكن تركيبه أيضًا على مركبة مثل Land Rover. تم استخدام المدفع لإطلاق مجموعة متنوعة من القذائف، بما في ذلك القذائف الخارقة للدروع (AP) والقذائف شديدة الانفجار (HE).
تم تصميم مدفع BAT ليكون سهل النقل والتشغيل في ظروف ميدانية مختلفة. كان المدفع خفيف الوزن نسبيًا ويمكن نقله بواسطة مركبة أو بواسطة فريق من الجنود. كان أيضًا سهل التجميع والتفكيك، مما سمح بنقله بسرعة في المواقف التكتيكية.
الذخيرة
تم تصميم مدفع BAT لإطلاق مجموعة متنوعة من الذخيرة عيار 120 ملم، بما في ذلك:
- قذائف خارقة للدروع (AP): تم تصميم هذه القذائف لاختراق دروع الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى.
- قذائف شديدة الانفجار (HE): تم تصميم هذه القذائف لتفجير وإنتاج شظايا تسبب أضرارًا للأفراد والمعدات.
- قذائف الدخان: تم تصميم هذه القذائف لإنشاء ستار دخاني لإخفاء حركة القوات.
- قذائف الإضاءة: تم تصميم هذه القذائف لإضاءة ساحة المعركة ليلاً.
كانت القذيفة الخارقة للدروع هي الذخيرة الرئيسية المستخدمة من قبل مدفع BAT. كانت هذه القذيفة قادرة على اختراق دروع الدبابات الحديثة في ذلك الوقت، مما يجعلها سلاحًا فعالاً ضد التهديد المتزايد للدبابات السوفيتية.
الخدمة
تم استخدام مدفع BAT على نطاق واسع من قبل الجيش البريطاني في جميع أنحاء العالم. تم استخدامه في مجموعة متنوعة من الأدوار، بما في ذلك الدفاع المضاد للدبابات ودعم المشاة. تم استخدام المدفع أيضًا من قبل عدد من الدول الأخرى، بما في ذلك أستراليا وكندا وهولندا.
كان مدفع BAT فعالاً في عدد من النزاعات، بما في ذلك:
- أزمة السويس (1956): تم استخدام مدفع BAT من قبل القوات البريطانية ضد الدبابات المصرية.
- حرب اليمن (1962-1970): تم استخدام مدفع BAT من قبل القوات البريطانية ضد المتمردين المدعومين من مصر.
- حرب فوكلاند (1982): تم استخدام مدفع BAT من قبل القوات البريطانية ضد المواقع الأرجنتينية.
أثبت مدفع BAT أنه سلاح موثوق وفعال في الخدمة. ومع ذلك، فقد تم استبداله تدريجياً بأسلحة أكثر حداثة، مثل صواريخ موجهة مضادة للدبابات (ATGM). على الرغم من ذلك، ظل مدفع BAT في الخدمة مع بعض الدول حتى أواخر التسعينيات.
مقارنة مع أنظمة أخرى
عند مقارنته بالأنظمة المضادة للدبابات الأخرى في عصره، كان مدفع BAT له نقاط قوة ونقاط ضعف. بالمقارنة مع المدافع التقليدية المضادة للدبابات، كان BAT أخف وزنًا وأكثر قابلية للحركة، مما يجعله أسهل في النشر في ظروف مختلفة. ومع ذلك، كان لديه أيضًا مدى أقصر ودقة أقل من المدافع التقليدية.
بالمقارنة مع صواريخ ATGM المبكرة، كان BAT أرخص وأسهل في التشغيل. ومع ذلك، كانت صواريخ ATGM أكثر دقة ولديها مدى أطول، مما يجعلها أكثر فعالية ضد الدبابات الحديثة.
بشكل عام، كان مدفع BAT سلاحًا فعالاً في عصره، مما يوفر للجيش البريطاني قدرة مضادة للدبابات قيمة. ومع ذلك، فقد تم استبداله تدريجياً بأسلحة أكثر حداثة مع تطور تكنولوجيا الدبابات.
التقاعد والاستبدال
بدأ الجيش البريطاني في إخراج مدفع BAT من الخدمة في السبعينيات. كان هذا يرجع إلى إدخال أسلحة أكثر حداثة مضادة للدبابات، مثل صواريخ MILAN و TOW الموجهة المضادة للدبابات. كانت هذه الصواريخ أكثر دقة ولها مدى أطول من مدفع BAT، مما يجعلها أكثر فعالية ضد الدبابات الحديثة.
تم استبدال مدفع BAT تدريجياً بصواريخ ATGM في الخطوط الأمامية. ومع ذلك، ظل المدفع في الخدمة مع بعض الوحدات الاحتياطية حتى أواخر التسعينيات. تم أيضًا بيع المدفع إلى عدد من الدول الأخرى، حيث ظل في الخدمة لسنوات عديدة.
اليوم، لم يعد مدفع BAT في الخدمة مع أي جيش رئيسي. ومع ذلك، لا يزال من الممكن العثور عليه في المتاحف والمجموعات الخاصة في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان مدفع BAT عيار 120 ملم سلاحًا مهمًا في ترسانة الجيش البريطاني لعدة عقود. قدم قدرة مضادة للدبابات قيّمة في عصر كانت فيه الدبابات تمثل تهديدًا متزايدًا. على الرغم من أنه تم استبداله بأسلحة أكثر حداثة، إلا أن مدفع BAT لا يزال يتذكره لدوره في تشكيل تكتيكات الحرب الحديثة.