تشيرغيلتشين (Chirgilchin)

معنى الاسم

يعني اسم “تشيرغيلتشين” باللغة التوفانية “رقص الهواء في حرارة النهار” أو “المعجزة“. يعكس هذا الاسم العلاقة الوثيقة بين الموسيقى والطبيعة، وكذلك الإحساس بالدهشة والإعجاب الذي تثيره موسيقاهم في نفوس المستمعين. يجسد هذا الاسم الجماليات الروحية والثقافية التي تسعى الفرقة إلى التعبير عنها من خلال موسيقاها.

تاريخ الفرقة وتشكيلها

تأسست فرقة تشيرغيلتشين في عام 1992، وتضم في عضويتها مجموعة من الموسيقيين الموهوبين الذين يمتلكون مهارات استثنائية في الغناء الحنجري والعزف على الآلات التقليدية التوفانية. من بين الأعضاء المؤسسين للفرقة، برز اسم راديك تولوش، وهو أحد أبرز فناني الغناء الحنجري في العالم. تطورت الفرقة على مر السنين، وحافظت على التزامها بالحفاظ على التراث الموسيقي التوفاني ونشره على نطاق عالمي.

الغناء الحنجري (خومي)

تعتبر تقنية الغناء الحنجري (خومي) جوهر موسيقى تشيرغيلتشين. هذه التقنية الفريدة تسمح للمغني بإنتاج صوتين أو أكثر في وقت واحد، مما يخلق أصواتًا متعددة الطبقات تشبه أصوات الطبيعة، مثل الرياح والماء والطيور. هناك عدة أنواع من تقنيات “خومي”، بما في ذلك:

خومي: النمط الأساسي، يتميز بصوت عميق ورنيني.
كارغيرا: نمط أكثر حدة، يشبه صوت الأوز.
سيغييت: نمط عالي الطبقة، يشبه صوت الصفير.

يتطلب إتقان هذه التقنيات سنوات من التدريب والممارسة، وهي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية لشعب توفا.

الآلات الموسيقية

تستخدم فرقة تشيرغيلتشين مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية التقليدية التوفانية في عروضها، بما في ذلك:

إيغيل: آلة وترية تشبه الكمان، تصنع عادة من الخشب وجلد الحيوانات.
دوشبولور: آلة وترية تشبه الجيتار، تصنع من الخشب.
شانزي: آلة تشبه الناي، تصنع من الخشب أو البوص.
تونغور: طبل تقليدي يستخدم لإيقاع الموسيقى.
مختلف الآلات الإيقاعية: مثل الصنجات والمراوح الخشبية.

تساهم هذه الآلات في خلق جو موسيقي فريد يعكس التراث الثقافي لشعب توفا.

الألبومات والعروض

أصدرت فرقة تشيرغيلتشين العديد من الألبومات التي لاقت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. من أبرز هذه الألبومات:

“Kargyraa” (1997)
“The Wolf and the Goat” (2005)
“Back Tuva Future” (2010)
“Into Tuva” (2014)

قامت الفرقة بجولات عالمية واسعة، وأحيت حفلات موسيقية في العديد من البلدان حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. وقد شاركت في العديد من المهرجانات الموسيقية المرموقة، مما ساهم في نشر الموسيقى التوفانية وتعريف العالم بها.

التأثير الثقافي

لعبت فرقة تشيرغيلتشين دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الموسيقي التوفاني ونشره. من خلال موسيقاهم، تمكنوا من إيصال ثقافة شعب توفا إلى جمهور عالمي، وإلهام العديد من الموسيقيين والفنانين. كما أنهم ساهموا في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع الثقافي والتراثي في جميع أنحاء العالم.

التعاون مع فنانين آخرين

تعاونت فرقة تشيرغيلتشين مع العديد من الفنانين والموسيقيين من مختلف أنحاء العالم، مما أدى إلى مزيج فريد من الأصوات والأنماط الموسيقية. شملت هذه التعاونات فنانين من مجالات مختلفة، مثل موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الإلكترونية، مما أضاف أبعادًا جديدة إلى موسيقاهم.

الموسيقى والروحانية

تتميز موسيقى تشيرغيلتشين بعلاقتها الوثيقة بالروحانية والتأمل. يعتقد الكثيرون أن أصواتهم، وخاصة تقنية الغناء الحنجري، لها تأثير مهدئ ومحفز على الروح، مما يساعد على تحقيق التوازن والسلام الداخلي. غالباً ما تستخدم موسيقاهم في جلسات التأمل والاسترخاء، وذلك لما تحمله من طاقة إيجابية وانسجام مع الطبيعة.

التحديات المستقبلية

تواجه فرقة تشيرغيلتشين، مثل العديد من الفرق الموسيقية التقليدية، تحديات في الحفاظ على مكانتها في عالم موسيقي دائم التغير. من بين هذه التحديات، الحاجة إلى جذب جمهور جديد، والحفاظ على التوازن بين الأصالة والابتكار، والتأكد من استمرارية تعليم تقنيات الغناء الحنجري للأجيال القادمة. ومع ذلك، فإن شغفهم بموسيقاهم والتزامهم بثقافتهم يدعمان استمرارهم ونجاحهم.

الموسيقى التوفانية في العصر الحديث

شهدت الموسيقى التوفانية، بفضل جهود فرق مثل تشيرغيلتشين، ازدهارًا في العصر الحديث. أصبح هناك اهتمام متزايد بهذه الموسيقى الفريدة من نوعها، وأصبحت أكثر انتشارًا على مستوى العالم. ساهمت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر موسيقاهم وتعريف العالم بها، مما أدى إلى زيادة التقدير والاهتمام بالثقافة التوفانية.

الجوائز والتقديرات

حصلت فرقة تشيرغيلتشين على العديد من الجوائز والتقديرات على المستوى الدولي، تقديراً لإسهاماتهم في مجال الموسيقى والثقافة. ساهمت هذه الجوائز في تعزيز سمعة الفرقة وزيادة الوعي بموسيقاهم، مما فتح لهم آفاقاً جديدة للتعاون والعروض.

العلاقة بالطبيعة

تعتبر العلاقة بين شعب توفا والطبيعة علاقة وثيقة ومقدسة. تعكس موسيقى تشيرغيلتشين هذه العلاقة من خلال استخدام الأصوات الطبيعية والمواضيع المتعلقة بالطبيعة في كلماتهم. إنهم يرون في الطبيعة مصدر إلهام وقوة، ويعبرون عن احترامهم لها من خلال موسيقاهم.

تأثير الفرقة على الموسيقى العالمية

تركت فرقة تشيرغيلتشين بصمة واضحة على المشهد الموسيقي العالمي. ألهمت موسيقاهم العديد من الفنانين والموسيقيين من مختلف أنحاء العالم، وساهمت في إثراء التنوع الموسيقي العالمي. لقد فتحوا الباب أمام موسيقى جديدة وفريدة من نوعها، وساعدوا في كسر الحواجز الثقافية من خلال لغة الموسيقى العالمية.

خاتمة

تشيرغيلتشين هي فرقة موسيقية استثنائية تمثل التراث الثقافي الغني لشعب توفا. من خلال تقنيات الغناء الحنجري الفريدة والعزف على الآلات التقليدية، تقدم الفرقة تجربة موسيقية آسرة تجمع بين الأصالة والابتكار. لقد ساهمت في نشر الموسيقى التوفانية على نطاق عالمي، وألهمت العديد من الفنانين والموسيقيين، وتركت بصمة لا تمحى على المشهد الموسيقي العالمي. إن موسيقاهم هي شهادة على قوة الفن في الحفاظ على الثقافة وتعزيز التفاهم بين الشعوب.

المراجع

“`