حياته المبكرة وتعليمه
ولد إدوارد لازيار في مدينة نيويورك في 17 أغسطس 1948. حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة هارفارد عام 1971، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد أيضًا عام 1974. كان اهتمامه بالاقتصاد مدفوعًا برغبته في فهم كيفية عمل الأسواق وكيف يمكن تحسينها. خلال دراسته، تأثر لازيار بالعديد من الاقتصاديين البارزين، بمن فيهم زملائه في جامعة هارفارد.
مسيرته الأكاديمية
بدأ لازيار مسيرته الأكاديمية في جامعة شيكاغو، حيث قام بالتدريس والبحث لمدة 11 عامًا. في عام 1986، انتقل إلى جامعة ستانفورد، حيث بقي حتى وفاته. في ستانفورد، شغل منصب أستاذ “موريس أرنولد ونونا جين كوكس” في كلية الدراسات العليا للأعمال. كان معروفًا بتدريسه المتميز وقدرته على شرح المفاهيم الاقتصادية المعقدة بطريقة بسيطة وواضحة.
خلال مسيرته الأكاديمية، نشر لازيار العديد من المقالات والكتب المؤثرة في مجال الاقتصاد. ركزت أبحاثه على اقتصاديات العمل، والإدارة، والتعليم، والسياسة العامة. يعتبر لازيار أحد أبرز خبراء اقتصاديات العمل في العالم، وقد ساهمت أبحاثه في فهمنا لكيفية عمل أسواق العمل وكيف يمكن تحسينها.
مساهماته في اقتصاديات العمل
قدم لازيار مساهمات كبيرة في مجال اقتصاديات العمل. من بين أبرز مساهماته:
- نماذج الحوافز: طور لازيار نماذج رياضية لتحليل تأثير الحوافز على إنتاجية العمال. أظهرت هذه النماذج أن تصميم أنظمة الحوافز المناسبة يمكن أن يحسن بشكل كبير أداء الشركات.
- اقتصاديات شؤون الموظفين: ساهم لازيار في تطوير مجال اقتصاديات شؤون الموظفين، الذي يدرس كيفية إدارة الشركات لموظفيها. قدم لازيار رؤى قيمة حول كيفية توظيف العمال وتدريبهم وتقييم أدائهم وتعويضهم.
- اقتصاديات التعليم: درس لازيار تأثير التعليم على سوق العمل. أظهرت أبحاثه أن التعليم يزيد من إنتاجية العمال ويحسن من فرصهم في الحصول على وظائف جيدة.
- تأثير السياسات الحكومية على سوق العمل: حلل لازيار تأثير السياسات الحكومية، مثل قوانين الحد الأدنى للأجور وقوانين حماية العمال، على سوق العمل. أظهرت أبحاثه أن بعض هذه السياسات يمكن أن يكون لها آثار سلبية غير مقصودة على التوظيف والأجور.
تعتبر أبحاث لازيار في اقتصاديات العمل ذات أهمية كبيرة لواضعي السياسات والمديرين التنفيذيين. فقد ساعدت أبحاثه على فهم كيفية عمل أسواق العمل وكيف يمكن تحسينها لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية أفضل.
الخدمة الحكومية
بالإضافة إلى مسيرته الأكاديمية، شغل لازيار مناصب مهمة في الحكومة الأمريكية. في عام 2006، عينه الرئيس جورج دبليو بوش رئيسًا لمجلس المستشارين الاقتصاديين. شغل لازيار هذا المنصب حتى عام 2009. خلال فترة عمله في البيت الأبيض، قدم لازيار المشورة الاقتصادية للرئيس بوش بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الضرائب، والتجارة، والرعاية الصحية، والطاقة.
كان لازيار مدافعًا قويًا عن السياسات الاقتصادية التي تعزز النمو الاقتصادي وتخلق فرص العمل. كان يؤمن بأن تخفيض الضرائب وتقليل القيود التنظيمية يمكن أن يحفز الاستثمار والابتكار ويؤدي إلى زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي. كما كان يؤمن بأهمية التجارة الحرة وأثرها الإيجابي على الاقتصاد الأمريكي.
بعد انتهاء فترة عمله في البيت الأبيض، عاد لازيار إلى جامعة ستانفورد، حيث استأنف التدريس والبحث. استمر في تقديم المشورة لواضعي السياسات والمديرين التنفيذيين بشأن القضايا الاقتصادية الهامة.
الجوائز والتكريمات
حصل لازيار على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في علم الاقتصاد. من بين أبرز الجوائز التي حصل عليها:
- زمالة جمعية الاقتصاد القياسي
- زمالة الأكاديمية الوطنية للعلوم
- جائزة آدم سميث من الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال
- جائزة إيرفينغ كريستول من معهد المشاريع الأمريكي
تعكس هذه الجوائز والتكريمات التقدير الواسع النطاق الذي يحظى به لازيار في مجتمع الاقتصاديين وفي المجتمع ككل.
أعماله الرئيسية
نشر لازيار العديد من الكتب والمقالات المؤثرة في مجال الاقتصاد. من بين أبرز أعماله:
- Personnel Economics (1995): يعتبر هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا في مجال اقتصاديات شؤون الموظفين. يقدم الكتاب إطارًا نظريًا شاملاً لفهم كيفية إدارة الشركات لموظفيها.
- Education and Justice (2002): يحلل هذا الكتاب تأثير التعليم على العدالة الاجتماعية. يجادل لازيار بأن التعليم يمكن أن يكون أداة قوية لتعزيز العدالة الاجتماعية، ولكنه يمكن أيضًا أن يؤدي إلى تفاقم التفاوتات إذا لم يتم تصميمه وتنفيذه بشكل صحيح.
- Leadership: What Really Matters (2012): يستكشف هذا الكتاب الصفات التي تميز القادة الناجحين. يقدم لازيار رؤى قيمة حول كيفية تطوير المهارات القيادية وكيفية بناء فرق عمل فعالة.
- “Pay, Productivity, and Work Effort” (1981): تعتبر هذه المقالة من أهم المقالات في مجال اقتصاديات العمل. تقدم المقالة نموذجًا رياضيًا لتحليل تأثير الحوافز على إنتاجية العمال.
تعتبر هذه الأعمال وغيرها من أعمال لازيار مساهمات قيمة في علم الاقتصاد. لقد ساعدت أبحاثه على فهم كيفية عمل الأسواق وكيف يمكن تحسينها لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية أفضل.
تأثيره وإرثه
كان لإدوارد لازيار تأثير كبير على علم الاقتصاد والسياسة العامة. لقد ساهمت أبحاثه في فهمنا لكيفية عمل أسواق العمل وكيف يمكن تحسينها. كما قدم المشورة الاقتصادية للرئيس بوش بشأن مجموعة واسعة من القضايا الهامة. يعتبر لازيار أحد أبرز الاقتصاديين في جيله، وسيستمر إرثه في التأثير على الأجيال القادمة من الاقتصاديين وواضعي السياسات.
توفي إدوارد لازيار في 23 نوفمبر 2020، عن عمر يناهز 72 عامًا. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الاقتصاد كواحد من أبرز رواده.
خاتمة
كان إدوارد لازيار اقتصاديًا أمريكيًا بارزًا، اشتهر بمساهماته في اقتصاديات العمل، والإدارة، والتعليم، والسياسة العامة. شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وقدم المشورة الاقتصادية للحكومة بشأن مجموعة واسعة من القضايا الهامة. يعتبر لازيار أحد أبرز الاقتصاديين في جيله، وسيستمر إرثه في التأثير على الأجيال القادمة من الاقتصاديين وواضعي السياسات.