نشأته وبداياته
ولد شيروين بوريكسون في عام 1934، ونشأ في بيئة يهودية. بدأ اهتمامه المبكر بالفلسفة وعلم النفس، وتلقى تعليمًا جامعيًا في هذه المجالات. في شبابه، تعرف على أعمال جورج إيفانوفيتش جوردجيف، وهي معلم روحي وفيلسوف أرميني روسي. شكلت أفكار جوردجيف نقطة تحول في حياة بوريكسون، حيث وجد فيها إطارًا لفهم طبيعة الوعي البشري والبحث عن الذات.
اكتشاف أفكار جوردجيف
تعرف بوريكسون على أفكار جوردجيف من خلال قراءة كتاب “لقاءات مع رجال بارزين” لجوردجيف نفسه. انبهر بوريكسون بالعمق والتعقيد في هذه الأفكار، والتي ركزت على مفهوم “العمل على الذات” و”تحقيق الذات” من خلال التغلب على العادات السلبية والعمل على تنمية الوعي. أدرك بوريكسون أن هذه الأفكار تقدم منهجًا عمليًا للنمو الروحي والتحول الداخلي.
عمله مع مجموعات جوردجيف
انخرط بوريكسون في دراسة أفكار جوردجيف من خلال الانضمام إلى مجموعات تابعة لتلاميذه. شارك في المناقشات، ودرس النصوص، وشارك في التمارين العملية التي تهدف إلى زيادة الوعي الذاتي. تعلم بوريكسون من خلال التجربة المباشرة، وجمع رؤى قيمة حول كيفية تطبيق أفكار جوردجيف في الحياة اليومية. ساعدته هذه التجربة على تطوير فهم عميق وشخصي لهذه الأفكار.
تأسيس “The Gurdjieff International Review”
في عام 1998، أسس بوريكسون مجلة “The Gurdjieff International Review”. كانت هذه المجلة بمثابة منبر لنشر أفكار جوردجيف والتعليق عليها، ولربط المهتمين بأعمال جوردجيف من جميع أنحاء العالم. كان بوريكسون المحرر الأول للمجلة، وقام بدور حاسم في تحديد اتجاهها والمحتوى الذي تقدمه. ساهمت المجلة في نشر الوعي بأفكار جوردجيف، وجذبت مجموعة واسعة من القراء والباحثين.
مساهماته في فهم أفكار جوردجيف
ساهم بوريكسون بشكل كبير في فهم أفكار جوردجيف. قام بتحليل النصوص، وكتب مقالات وشروحًا واضحة ومفصلة. ركز على الجوانب العملية لأفكار جوردجيف، وكيف يمكن تطبيقها لتحقيق التغيير الشخصي. ساهم في تبسيط بعض المفاهيم المعقدة، مما جعلها أكثر وصولًا للجمهور العام. اهتم بوريكسون أيضًا بعلاقة أفكار جوردجيف بالتقاليد الروحية الأخرى، مثل اليهودية والمسيحية.
أهمية عمل بوريكسون
يُعتبر عمل بوريكسون هامًا لعدة أسباب:
- الوصول إلى الجمهور: قام بجعل أفكار جوردجيف متاحة لجمهور أوسع من خلال كتاباته وتحريره.
- التحليل والتبسيط: ساعد في تحليل وتبسيط المفاهيم المعقدة، مما جعلها أكثر سهولة للفهم.
- التطبيق العملي: ركز على الجوانب العملية لأفكار جوردجيف وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية.
- التواصل العالمي: أنشأ منبرًا عالميًا لمناقشة أفكار جوردجيف.
أعماله وكتاباته
كتب بوريكسون العديد من المقالات والمراجعات حول أفكار جوردجيف. شارك في العديد من المؤتمرات وورش العمل، وقدم محاضرات حول هذا الموضوع. من بين أعماله البارزة:
- تحرير “The Gurdjieff International Review”
- مقالات عديدة حول أفكار جوردجيف في مجلات ودوريات مختلفة.
تأثير أفكار جوردجيف على بوريكسون
أثرت أفكار جوردجيف بعمق على حياة بوريكسون. ساهمت في تحويل نظرته إلى العالم، وفي فهمه لطبيعة الوعي البشري. علمته هذه الأفكار أهمية الوعي الذاتي، وكيفية العمل على التغلب على السلبيات والعيوب. ألهمته أفكار جوردجيف لتبني نمط حياة أكثر وعيًا وانضباطًا.
إرثه
ترك بوريكسون إرثًا دائمًا في مجال دراسة أفكار جوردجيف. استمرت مجلة “The Gurdjieff International Review” في نشر المقالات والمقالات التي تساهم في فهم أفكار جوردجيف. ألهمت كتاباته ومحاضراته أجيالًا من الباحثين والمهتمين بالنمو الروحي. لا يزال عمله مصدر إلهام للعديد من الأفراد الذين يسعون إلى تحقيق الوعي الذاتي والتحول الداخلي.
جوانب أخرى في حياته
بالإضافة إلى عمله في مجال أفكار جوردجيف، كان بوريكسون مهتمًا بالفلسفة وعلم النفس. شارك في العديد من النقاشات حول القضايا الاجتماعية والثقافية. كان لديه اهتمامات واسعة، بما في ذلك الفن والأدب والموسيقى. كان معروفًا بطبيعته المنفتحة والذكية.
الفرق بين أفكار جوردجيف والتقاليد الروحية الأخرى
أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في عمل بوريكسون هو اهتمامه بمقارنة أفكار جوردجيف بالتقاليد الروحية الأخرى. كان يرى أن أفكار جوردجيف تقدم نهجًا فريدًا، ولكنه أيضًا يتشارك في أوجه تشابه مع تقاليد أخرى مثل:
- التصوف: كلاهما يؤكد على أهمية العمل الداخلي والجهود الشخصية لتحقيق التنوير.
- البوذية: كلاهما يتشارك في التركيز على الوعي الذاتي والتحرر من المعاناة.
- اليهودية والمسيحية: بوريكسون استكشف العلاقة بين أفكار جوردجيف والمفاهيم الروحية في هذه الديانات.
هذه المقارنات ساهمت في توسيع فهم أفكار جوردجيف وإظهار عالميتها.
نقد لأفكار جوردجيف
كما هو الحال مع أي نظام فلسفي أو روحي، واجهت أفكار جوردجيف بعض الانتقادات. بعض النقاد يشيرون إلى صعوبة فهم بعض المفاهيم، أو إلى التركيز الشديد على العمل الداخلي. ومع ذلك، دافع بوريكسون عن أفكار جوردجيف، مؤكدًا على قيمتها وأهميتها في تحقيق النمو الشخصي والوعي الذاتي. كان يرى أن هذه الانتقادات غالبًا ما تنبع من عدم فهم عميق لهذه الأفكار.
التحديات التي واجهها بوريكسون
واجه بوريكسون العديد من التحديات في حياته المهنية والشخصية. تطلب عمله في نشر أفكار جوردجيف الكثير من الجهد والتفاني. بالإضافة إلى ذلك، واجه تحديات شخصية وعائلية، ولكنه تمكن من التغلب عليها من خلال تركيزه على العمل على الذات وتطبيق أفكار جوردجيف في حياته.
نصائح من بوريكسون
قدم بوريكسون نصائح قيمة للباحثين عن النمو الروحي. من بين هذه النصائح:
- العمل على الذات: يجب أن يكون المرء على استعداد للعمل بجد على نفسه لتحقيق التغيير.
- الوعي: يجب أن يولي المرء اهتمامًا خاصًا لوعيه الذاتي وأفكاره ومشاعره.
- المراقبة الذاتية: يجب أن يتعلم المرء مراقبة نفسه وأفعاله دون إصدار أحكام.
- التوازن: يجب أن يسعى المرء إلى تحقيق التوازن في جميع جوانب حياته.
تطبيقات أفكار جوردجيف في الحياة اليومية
ركز بوريكسون على كيفية تطبيق أفكار جوردجيف في الحياة اليومية. بعض التطبيقات العملية تشمل:
- مراقبة الأفكار: تعلم كيفية ملاحظة الأفكار السلبية والحد منها.
- التحكم في العواطف: تعلم كيفية إدارة العواطف والتحكم فيها.
- تنمية الانتباه: ممارسة التمارين التي تزيد من الانتباه والتركيز.
- العمل الجماعي: المشاركة في مجموعات العمل لتعزيز التعاون والتفاهم.
خاتمة
شيروين بوريكسون كان شخصية مهمة في مجال دراسة أفكار جوردجيف. من خلال عمله كمحرر، وكاتب، ومحاضر، ساهم في نشر هذه الأفكار وإتاحتها لجمهور واسع. ترك إرثًا دائمًا من خلال مساهماته في فهم أفكار جوردجيف وتطبيقها في الحياة. لا يزال عمله يلهم الأفراد الذين يبحثون عن النمو الروحي والوعي الذاتي.