نشأته وتعليمه
ولد أونار أونارهايم في كفي، وهي بلدة تقع في مقاطعة هوردالاند في غرب النرويج. تلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى بيرغن لمتابعة دراساته العليا. درس الحقوق في جامعة أوسلو وتخرج بدرجة في القانون عام 1936. بعد تخرجه، عمل محامياً في بيرغن قبل أن ينخرط في العمل السياسي.
مسيرته السياسية
بدأ أونارهايم مسيرته السياسية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. انضم إلى حزب المحافظين، وهو حزب يميني وسطي في النرويج، وسرعان ما برز كشخصية صاعدة في الحزب. تم انتخابه لعضوية البرلمان النرويجي (ستورتينج) عن مقاطعة هوردالاند في عام 1954، وظل في هذا المنصب حتى عام 1973. خلال فترة وجوده في البرلمان، شغل العديد من المناصب الهامة، بما في ذلك رئاسة اللجنة الدائمة للشؤون المالية والاقتصادية.
كان أونارهايم مدافعًا قويًا عن السياسات الاقتصادية الليبرالية والخصخصة. كان يعتقد أن دور الدولة يجب أن يقتصر على توفير إطار قانوني واقتصادي مستقر، وأن القطاع الخاص هو الأفضل في إدارة الأعمال وتوفير الخدمات. كما كان من المؤيدين المتحمسين للانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة، والتي أصبحت فيما بعد الاتحاد الأوروبي. كان يعتقد أن النرويج ستستفيد اقتصاديًا وسياسيًا من خلال أن تصبح جزءًا من هذه المنظمة.
خلال فترة الستينيات والسبعينيات، شغل أونارهايم عدة مناصب وزارية في الحكومات الائتلافية التي قادها حزب المحافظين. شغل منصب وزير التجارة والشحن في الفترة من 1965 إلى 1971، وفي هذه الفترة لعب دورًا هامًا في تطوير صناعة النفط النرويجية. كان يعتقد أن النرويج يجب أن تستفيد بشكل كامل من مواردها الطبيعية، وأن عائدات النفط يجب أن تستخدم لتمويل الرعاية الاجتماعية والاستثمار في البنية التحتية.
كما شغل أونارهايم منصب وزير المالية في الفترة من 1971 إلى 1972. خلال فترة توليه هذا المنصب، واجه تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك ارتفاع التضخم والبطالة. اتخذ عددًا من الإجراءات لمكافحة التضخم وتحفيز النمو الاقتصادي، بما في ذلك خفض الإنفاق الحكومي وزيادة الضرائب.
مواقفه السياسية
تميزت مسيرة أونار أونارهايم السياسية بعدة مواقف رئيسية:
- الدفاع عن الاقتصاد الحر: كان يؤمن بقوة السوق الحرة وأهمية تقليل تدخل الدولة في الاقتصاد. كان يرى أن هذا النهج هو الأفضل لتحقيق النمو الاقتصادي والازدهار.
- دعم الانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة: كان يعتقد أن النرويج يجب أن تنضم إلى السوق الأوروبية المشتركة (الاتحاد الأوروبي لاحقًا) للاستفادة من التكامل الاقتصادي والسياسي.
- تطوير صناعة النفط النرويجية: كان له دور فعال في تطوير صناعة النفط النرويجية، وكان يؤمن بأهمية استغلال الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية الاقتصادية.
- التركيز على الرعاية الاجتماعية: على الرغم من دعمه للاقتصاد الحر، كان يؤمن بأهمية توفير شبكة أمان اجتماعي قوية للمواطنين.
إرثه
يعتبر أونار أونارهايم شخصية بارزة في تاريخ النرويج السياسي والاقتصادي. لعب دورًا هامًا في تشكيل السياسات الاقتصادية والاجتماعية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. يُذكر بشكل خاص لمساهماته في تطوير صناعة النفط النرويجية ودعمه للانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة.
على الرغم من أن آرائه قد تكون مثيرة للجدل في بعض الأحيان، إلا أنه كان يحظى باحترام واسع النطاق لذكائه ونزاهته وتفانيه في خدمة بلاده. لا يزال إرثه يلهم السياسيين والاقتصاديين في النرويج حتى اليوم.
حياته الشخصية
كان أونار أونارهايم متزوجًا ولديه أطفال. كان معروفًا بحبه للطبيعة وقضاء وقته في الهواء الطلق. كان أيضًا قارئًا نهمًا ومثقفًا، وكان يتمتع بمعرفة واسعة بالتاريخ والأدب والفلسفة.
مناصب شغلها
- عضو في البرلمان النرويجي (ستورتينج) عن مقاطعة هوردالاند (1954-1973)
- رئيس اللجنة الدائمة للشؤون المالية والاقتصادية في البرلمان
- وزير التجارة والشحن (1965-1971)
- وزير المالية (1971-1972)
أعماله ومؤلفاته
لم يترك أونار أونارهايم العديد من المؤلفات المنشورة، إلا أن مساهماته الفكرية تجسدت في خطاباته ومقالاته السياسية والاقتصادية. كان له تأثير كبير على السياسات الحكومية خلال فترة توليه المناصب الوزارية.
تكريمه
حصل أونار أونارهايم على العديد من الأوسمة والتكريمات تقديراً لخدماته للبلاد. من بين هذه التكريمات:
- وسام القديس أولاف من رتبة فارس
- وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من جمهورية ألمانيا الاتحادية
خاتمة
كان أونار أونارهايم سياسيًا نرويجيًا بارزًا من حزب المحافظين، لعب دورًا محوريًا في تشكيل السياسات الاقتصادية والاجتماعية في النرويج خلال فترة ما بعد الحرب. اشتهر بدفاعه عن الاقتصاد الحر، ودعمه للانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة، ومساهماته في تطوير صناعة النفط النرويجية. على الرغم من بعض الجدالات حول آرائه، فقد كان شخصية محترمة ومؤثرة في تاريخ النرويج السياسي.